فوز مشرف في الأولمبياد

شعرت بالفرحة والاعتزاز وأنا أتابع نزال البطل الأردني في الملاكمة حسين عشيش مع البطل الروماني ميهال نستور، حيث تأهل عشيش إلى الدور ربع النهائي في وزن 91 + كغم في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في ريو دي جانيرو، بعد أن لعب مباراة العمر بالنسبة له، فقد تفوق وبجدارة في الجولتين الأولى والثانية وخسر الثالثة، لكنه برأي خبراء الملاكمة كان الأفضل سواء في مهارات اللعبة أو لياقته البدنية العالية وتصميمه على الفوز وثقته بنفسه التي أعطته السيطرة والتحكم بمجريات اللعب.اضافة اعلان
أعجبني البطل عندما قال بعد نهاية المباراة "يستحق الشعب الأردني هذا الفوز، فقد كان الأردن معي وهذا ما دفعني للفوز"... إنها لمسة وفاء صادقة.
لقد حدثني أكثر من متابع أو خبير أو بطل في الملاكمة، أن البطل حسين عشيش بتركيبته الجسدية والنفسية يبدو وكأنه خلق ليكون ملاكما من الطراز الأول، ما يتطلب مزيدا من الرعاية والاهتمام به واعطائه فرص الاحتكاك على المستويات القارية والعالمية.
الطريق الآن مفتوحة أمامه للوصول إلى دور الأربعة، فيما لو فاز إن شاء الله على البطل الفرنسي توني يوكا المصنف الأول عالميا بهذا الوزن.
الأنظار والآمال والدعاء بأن يوفق هذا الملاكم الأردني المتفوق في النزال القادم لتحقيق حلم راود الرياضة الأردنية منذ أول مشاركة أردنية أولمبية رسمية العام 1980 في دورة الألعاب الأولمبية في موسكو وحتى الآن، وهو الفوز بميدالية أو ميداليات أولمبية تؤرخ وتؤكد أن مشاركتنا هي للتنافس والفوز وليس فقط من أجل المشاركة.
إن الملاكمة من أهم رياضات ألعاب القوة الشعبية سحرا وتأثيرا على عشاقها، وقد شاهدنا ذلك في عهد البطل الأسطورة محمد علي كلاي وما بعده، ولذلك فإن مشاعرنا وآمالنا متعلقة بهذا البطل، الذي ناضل كثيرا وتخطى واقعه وكافح من أجل الوصول للأولمبياد حبا بالرياضة والأردن، الذي سيقدر له عاليا تطويق عنقه بميدالية ذهبية أو فضية أو برونزية على الأقل، توثق تفوقنا الرياضي في رياضة الملاكمة، وكذلك مشاركتنا الأولمبية التي تجسد جانبا من طموح الأردن الرياضي، حيث آن الأوان لرفع العلم الأردني وعزف السلام الملكي في الأولمبياد.