فيتال يقتحم "طابور" المدربين

فوجئ الجميع بقرار اتحاد كرة القدم إنهاء خدمات أو إقالة المدير الفني السابق لمنتخب "النشامى" جمال أبو عابد، وتعيين مساعده البلجيكي فيتال بولتكمانس بدلا منه، قبل بدء مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات آسيا بنحو ثلاثة أشهر!.اضافة اعلان
ثمة تسريبات أشارت إليها "الغد" قبل بضعة أيام، مفادها أن اللجنة الفنية في الاتحاد ستقيّم الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة جمال أبو عابد، عقب المباراة الودية أمام عمان المقررة اليوم، لعدم الرضى عن أداء المنتخب وخسارته 0-1 في لقاء لبنان الودي الخميس الماضي.
وفي نفس الوقت برزت تساؤلات عن الدور الذي يلعبه المدرب العام البلجيكي فيتال بولتكمانس في الجهاز الفني منذ تعيينه في شهر أيار (مايو) الماضي؟.. هل هو مدرب مساعد لجمال أبو عابد؟، أم أنه يشغل منصب المدير الفني "في السر"، بحيث تتحدد لحظة الاستغناء عن خدمات أبو عابد في ظروف مناسبة، كالتي برزت بعد لقاء لبنان؟.
السيرة الذاتية للمدرب فيتال تبدو طيبة، فهو يبلغ من العمر 55 عاما، وعمل مدربا عاما لمنتخب بلجيكا في مونديال البرازيل 2014 وكأس أمم أوروبا 2016 في فرنسا، وكان لاعبا في الوسط والدفاع لمنتخب بلجيكا من العام 1989 وحتى العام 1998، ولعب لعدة أندية بلجيكية أبرزها كلوب بروغ وغينيت وسيركل بروغ.
لكن هل يبقى فيتال مدربا على الأقل، لحين انتهاء مهمة "النشامى" في كأس آسيا - الإمارات 2019؟، أم أنه مدرب مؤقت كحال المدربين الأردنيين، لحين الإعلان عن هوية المدرب الجديد بعد بضعة أيام؟.. لا أحد يعلم، فمن تم تعيينه أو تقرر رحيله من بين "طابور" المدربين العرب والأجانب والمحليين في السنوات الماضية، لا يعلم لماذا ومتى وكيف سيرحل!.
لم تكن من مؤشرات قوية عن قرب رحيل أبو عابد.. صحيح أن ثمة سخطا جماهيريا وانتقادا إعلاميا على أداء المنتخب ونتائجه، ولكن كالعادة فإن المدرب المحلي يقع ضحية لانقسام الجمهور نادويا.. لا خلاف بأن الجميع يتطلع لأن يسترد "النشامى" هيبته الآسيوية، ولكن واقع الحال أيضا يشير إلى أن الجسد المريض بحاجة غلى مزيد من الوقت للتعافي، وبحاجة إلى دماء شابة تضخ في الجسد المنهك، لكن ما من أحد يصبر على أخطر المراحل.. مرحلة البناء التي لا يمكن الطلب من المدرب أن تجرى العملية جنبا إلى جنب مع تحقيق النتائج الإيجابية.
ثمة من يقول بأن بعض أعضاء وموظفي الاتحاد المتنفذين يحشرون أنفسهم في شؤون المنتخب.. لا علاقة للأمر بالمصلحة العامة مطلقا.. هكذا يشاع.
المهم أن فيتال يبدأ المهمة والمنتخب الوطني يخوض مباراة تجريبية جديدة مع ضيفه العُماني.. الفوز مهم من الناحية المعنوية لا سيما بالنسبة للمدرب الذي يتطلع لبداية طيبة، وبالنسبة للمنتخب لكي يسترد ثقة جماهيره، بعد أن ابتعدت الجماهير عن المدرجات وباتت بحاجة إلى حملات لإقناعها بالجلوس مجانا على المدرجات.
اليوم ليس أشبه بالبارحة، فلو كانت نتائج المنتخب رائعة لما احتاج الاتحاد الى تلك الحملات الإعلامية لتحفيز الجماهير، بل لكانت تلك الجماهير تقف في طوابير لشراء التذاكر والدخول إلى الملعب.
يبدأ فيتال المهمة، والذاكرة الأردنية تحفل بقصص فشل متكررة للمدربين الأجانب مع الكرة الأردنية.. لم يفعل أي منهم شيئا يذكر سوى "لهف" مئات آلاف من الدولارات.. غابت الإنجازات إلا ما ندر معهم.. تذكرون نيلو فينجادا وبول بوت والراحل راي ويلكنز وهاري ريدناب.. دعونا ننتظر ماذا سيفعل فيتال مع "النشامى".. نتمنى أن يوفق النشامى في المرحلة المقبلة، ويتمكن المدرب البلجيكي من تحسين صورة المدربين الأجانب مع المنتخبات الوطنية.