فيتامين "سي" يقي من الإنفلونزا ويحافظ على صحة الجسم ويقوّي مناعته

فيتامين "سي" يقي من الإنفلونزا ويحافظ على صحة الجسم ويقوّي مناعته
فيتامين "سي" يقي من الإنفلونزا ويحافظ على صحة الجسم ويقوّي مناعته

عمّان- ما يزال فيتامين (سي) يشغل الأطباء والعلماء في أرجاء العالم، وبخاصة فيما يتعلق بأهميته وفائدته في منع أو تخفيف ظهور أعراض أمراض الرشح والإنفلونزا أوالشفاء منها بسرعة.

اضافة اعلان

وينقسم الرأي العلمي في هذا الموضوع بين مؤيد ومعارض، ويظهر بعد الإطلاع على مئات الأبحاث الخاصة بالموضوع والتي نشرت خلال 40 عاما الأخيرة، أن هناك أكثرية واضحة تتبنى الرأي القائل بأن فيتامين (سي) يفيد الجسم في مقاومة فيروسات الرشح والإنفلونزا المختلفة إذا تم استعماله بكميات كافية يوميا ومع بداية المرض. وقد أكدت عدة دراسات استقصائية في عدة بلدان عربية وأجنبية بأن هناك أعدادا كبيرة من جميع أفراد المجتمعات تؤمن وتؤكد أن فيتامين (سي) يفيد بالوقاية ضد أمراض الرشح المختلفة، ويحسن من حالة المريض المصاب بالإنفلونزا.

ومن المعروف أن العالم الأميركي باولنغ (Linus Pauling)، نشر في العام 1970 نظريته العلمية الشهيرة التي تؤكد بأن تناول جرعة كافية من فيتامين (سي) يوميا سوف تعمل على تحصين جسم الإنسان ضد أمراض الرشح والإنفلونزا، كما تزيد مناعة الجسم في مقاومة أمراض السرطان. وهذا العالم، هو الشخص الوحيد في العالم حتى الآن الذي حصل مرتين على جائزة نوبل، أحدهما في الكيمياء للعام 1954، والثانية جائزة نوبل للسلام للعام 1964.

أهمية فيتامين (سي) الطبية

حديثا في العام 2008 أثبت مجموعة من العلماء في معهد الصحة القومي في أميركا، وهذا المعهد يعتبر من أشهر مراكز البحث العلمي في العالم، بأن فيتامين (سي) يوقف انتشار أنواع من أمراض سرطان المبيض والبنكرياس والدماغ في التجارب على الحيوانات، وأعلنوا أيضا أنهم سيتابعون دراستهم للفيتامين بإجراء تجارب سريرية على المرضى المصابين بهذه السرطانات، لأنه حسب رأيهم لن يضرهم إذا لم ينفعهم.

وهم متأكدون بناء على دراسات سابقة قاموا بها بأهمية تناول الغذاء المحتوي على فيتامين (سي) لتحسين صحة الجسم.

ومن المدهش أيضا، أنه تقريبا في نفس الوقت تم نشر بحث جديد آخر عن فيتامين (سي) تم إجراؤه في جامعة كمبريدج في بريطانيا على ما يقارب اثنين وعشرين الف شخص من الأوروبيين الذين كانوا في منتصف أعمارهم، وخلال فترة 1993-1997، ومن غير المصابين بمرض السكري، وقد تمت متابعة حالتهم الصحية لمدة اثني عشر عاما. وقد بينت هذه الدراسة أن ارتفاع معدل فيتامين (سي) في الدم خفض بصورة واضحة نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بين هؤلاء الاشخاص بما يصل الى %62.

وأما الدراسة الثالثة التي تم إجراؤها متوازية مع الدراسة الثانية وبإشراف نفس مجموعة العلماء، فقد أثبتت أيضا، أن تناول فيتامين (سي) مباشرة أو عن طريق الفواكه والخضار خفض بصورة كبيرة حالات أمراض القلب وجلطات الدماغ.

وتؤكد دراسات كثيرة تم نشرها في مجلات طبية عالمية معروفة عن أهمية فيتامين (سي) لجسم الإنسان، وبأنه ضروري ومهم للحفاظ على نشاط وصحة الجسم العامة وحالته النفسية، وللوقاية ضد بعض الأمراض التي تصيب الجلد ولثة الفم وغشاء العين، كما يساعد على امتصاص الحديد من الغذاء ويمنع نزيف الدم ويحصن الجسم نسبيا ضد التهابات الجهاز التنفسي الميكروبية، ويعمل على سرعة شفاء التهابات الجروح وعلى تخليص خلايا الجسم من الشوارد الكيميائية Radicals المضرة التي قد تنشأ وتتجمع فيه، وهذه تعتبر أحد أهم مسببات أمراض السرطان.

فيتامين (سي)

يعرف مركب فيتامين (سي) بحامض الأسكوربك، وهو سهل التصنيع في المختبر وبتكلفة قليلة. وقد تم تحديد ما نسبته 75 الى 90 مليغراما من فيتامين (سي) كحد مقبول يحتاجه جسم الإنسان غير المريض يوميا، علما بأن الجسم لا يستطيع الاحتفاظ بهذا الفيتامين طويلا، ويتخلص من الزائد منه بصورة مستمرة، وعلى كل فرد أن يعمل للحصول على فيتامين (سي) باستمرار ومن دون انقطاع طوال حياته. وفي حالة المرض يمكن أن يأخذ المريض لعدة أيام غراما واحدا من الفيتامين وحده أو مع الكالسيوم.

ومن المفروض والمستحسن أن يحصل كل شخص على حاجته اليومية من فيتامين (سي) من وجبات غذائه، وهو متوفر بكميات جيدة في معظم أنواع الفاكهة والخضار الطازجة، وبكميات كبيرة تزيد عن 50 مليغراما لكل مائة غرام من فاكهة الموالح مثل؛ البرتقال والليمون والكريفوت، ومعظم أصناف الخضار الورقية من بقدونس ونعناع وسبانخ وملوخية وخس وبروكلي وغيرها الكثير، وبشرط أن لا تتعرض الفاكهة والخضار الطازجة للطبخ أو العصر والتقطيع، وتبقى في الجو لفترة أكثر من ساعة واحدة، لأن فيتامين (سي) يتعرض بسرعة للتأكسد ويفقد مفعوله، وبخاصة بدرجات الحرارة فوق 60 مئوية، كما أن تخزين الخضار والفواكه في الثلاجة لفترة تزيد عن أسبوع تقلل من مستوى كميات فيتامين (سي) فيها.

وقد يختلف تأثير فيتامين (سي) بين شخص وآخر حسب نوع ما يأكل من غذاء وما يقوم به من نشاط حيوي وحسب حالته الصحية العامة، وإذا كان الشخص يشكو من أمراض أو يصاب بالرشح والتهابات الجلد والأغشية بشكل متكرر، فيجب عندها أن يستشير الطبيب لمعرفة تشخيص حالته المرضية، وهل من الضروري أن يتناول المزيد من جرعات فيتامين (سي)، فلكل حالة علاجها الخاص بها. ويمكن للطبيب أن يطلب فحص تحديد تركيز فيتامين (سي) في دم المريض، فهذا الفحص سيساعد على معرفة هل هناك حاجة لتناول جرعات إضافية منه.

وسيبقى فيتامين (سي) في المستقبل محط اهتمام الأطباء والباحثين لأعوام طويلة للكشف عن المزيد من أهميته وتأثيراته الخفية على جسم الإنسان.

د. عاصم الشهابي

أستاذ الميكروبات الطبية بكلية الطب- الجامعة الأردنية