فيروز على أدراج بعلبك من جديد

فيروز على أدراج بعلبك من جديد
فيروز على أدراج بعلبك من جديد

 

بيروت- ليلة الثاني عشر من تموز(يوليو)، كانت الفنّانة الكبيرة فيروز تستعد لتقديم مسرحيّة غنائيّة على أدراج بعلبك، وإذا بنيران الحرب التي طالت بعلبك ايضاً تقصف كل أمل في اللقاء.

اضافة اعلان

لكنّ فيروز مدّت يدها على تاريخها الوطني المكتنز، وقطفت مقاطع من مسرحيّة "جبال الصوان" لتقدمّها بشكل متلفز، يحمل مشاهد لها في مدينة الشمس، متمازجة مع لوحات طبيعيّة من الدّمار الذي لفّ لبنان.

اختارت ريما الرحباني ابنة فيروز وعاصي الرحباني، أن تقدّم هذا العمل لأنّها كما تقول شعرت بالحاجة إلى قول شيء ما، في ظل هول المشاهد التي خلفها القصف الإسرائيلي للبنان، والذي طال المدنيين بشكل خاص على مدى أكثر من شهر.

وتدور أحداث المسرحية التي كانت قد عرضت في العام 1969 على أدراج بعلبك حول الطاغية (فاتك) المتسلط الذي يحتل (جبال الصوان) ويقتل زعيمها(مدلج) على بوابة القرية فتعود فيروز ابنته (غربة) بعد غياب طويل.

تقدمها عرافة القرية وينضم أهالي إليها فتخبرهم أنها أتت لتحرّر الأرض، وتدور الاحداث ويفتت (فاتك) الناس الذين تجمع (غربة) فيما بينهم بفرح الأعياد، وتحررهم من الخوف ويدركون أن حريتهم تنبع من الداخل ولا تأتي من الخارج. 

وعند بوابة القرية يقتل (فاتك) (غربة) التي تفتدي الجميع، وتدفع روحها ثمنا لحرية أهالي (جبال الصوان) الذين يثورون ضد (فاتك) ويطردونه ويتحررون.

يقول أحد مقاطع مسرحية فيروز التي تعرض على شاشات التلفزة اللبنانية "لا تخافوا.. ما في حبوس تساع كل الناس‏‏ بيعتقلوا كتير.. بيبقى كتير‏‏ وباللي بيبقوا بنكمل‏‏. هدمت الحروب المدن وعمروها اللي بقيوا. استعبدوا الظلام الناس غمر الطوفان الارض ورجعوها اللي بقيوا. بدنا نكمل المشوار‏ كتار قلال شو هم بنكمل باللي بقيوا".

ومزجت ريما الرحباني باتقان مقتطفات من المسرحية التي اعادت فيروز تقديمها على ادراج بعلبك في العام 1998، مع مشاهد لدبابات اسرائيلية تقصف المدنيين في جنوب لبنان وتدمر الجسور وتقطع الطرق وتحول الضاحية الجنوبية لبيروت ركاماً.

وقالت ريما لرويترز "شعرت انني بحاجة لقول شيء ما في ظل هول المشاهد التي طالعتنا جراء العدوان الاسرائيلي، ولم اجد افضل من مسرحية جبال الصوان للتعبير عن هذه المرحلة."

واضافت "لا اعتقد ان هناك من لا يود التعبير عن هذه اللحظة وشعرت ان الكلام يبقى ضعيفا واحسست ان الصورة والمشهد مع جبال الصوان يوصلان الرسالة، كنت اتمنى ان احظى بلقطات اقوى. واشعر ان العمل المسرحي اقوى منهم والواقع اقوى من الصورة. كنت اشعر ان الصورة ضعيفة جدا بالنسبة للواقع. انا ضد مشاهد الدم والعنف واشعر احيانا ان الحجر قد يؤثر اكثر من مشاهد الجثث.. عدا عن ان المشاهد قد يدير وجهه عندما يصادف منظر كهذا."

وفي اعقاب صور الدمار والقتل والحرب اقتطعت ريما من مسرحية (المحطة) لفيروز والاخوين رحباني اغنية (ايماني ساطع) في اشارة الى الامل الذي يغمر النفوس، وسط غابة من الاعلام اللبنانية الممزوجة بصورة فيروز على ادراج بعلبك تردد "مهما تأخر جايي ما بيضيع اللي جايي على غفلة بيوصل من خلف الغيم."