فيلق جوازات السفر الاجنبية

فيلق جوازات السفر الاجنبية
فيلق جوازات السفر الاجنبية

 

يديعوت أحرنوت

يهودا شوحاط

27/12/2009

منذ أسس الاتحاد الأوروبي، طلب آلاف من الإسرائيليين جنسيات من الدول الأعضاء فيه. ادعوا عليهم انهم يفعلون ذلك للهرب من إسرائيل واتهموهم بعدم الوطنية. الان يوجد لجميع اصحاب جوازات السفر الاجنبية تلك فرصة ان يبرهنوا عكس ذلك، وان يجعلوا جواز سفرهم نوعا من السلاح الدبلوماسي. أمس (السبت) قدمت جماعة الضغط من اجل إسرائيل "المبادرة الأوروبية"، أول استئناف من نوعه في بلجيكا. والمدعى عليهم هم جميع مسؤولي حماس الكبار. والمدعون هم اصحاب جنسيات بلجيكية يسكنون بلدات غلاف غزة تلقوا عشرات الصواريخ في السنين الاخيرة.

اضافة اعلان

على اثر موجة دعاوى قدمتها منظمات مناصرة للفلسطينيين في السنين الاخيرة في أوروبا في محاولة اعتقال مسؤولين إسرائيليين كبار، انطلق أمس (السبت) هجوم مضاد قانوني. وبعد انقضاء عمل نصف سنة قدمت جماعة الضغط من اجل إسرائيل شكوى قضائية مفصلة الى المدعي العام الفيدرالي البلجيكي، طالبة محاكمة قيادة حماس في غزة وفي دمشق عن جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وتقوم الدعوى بالمناسبة على تقرير غولدستون وعلى تقارير بتسليم وأمنستي العالمية.

تشتمل قائمة المطلوبين من حماس على عشرة من أبرز قادتها: خالد مشعل، واسماعيل هنية، ومحمود الزهار، واحمد الجعبري، ومحمد ضيف، ونزار عوض الله، ومروان عيسى، وموسى ابو مرزوق، ومحمد ناصر وايمن طه. وكان اعضاء جماعة الضغط خططوا في الاصل لتقديم دعوى على 72 آخرين من حماس، منهم اعضاء برلمان في غزة والضفة، لكن بعد فحص شامل استقر الرأي على التخلي عن الاجراء خوف ان يكونوا متمتعين بالحصانة.

ويوضح المحامي رول كوبليرس، الذي قدم الدعوى مع أبيه هوغو والمحاميين الإسرائيليين مردخاي ونحاما تسيبين "تبين بفحص شامل قمنا به ان عضو البرلمان الذي لا يشارك مشاركة فعالة في القيادة قد يتمتع بحصانة في بلجيكا". ويضيف "لما كان الحديث عن اجراء قانوني بشأن عريضة سياسية، فاننا ننوي ان نكون دقيقين جدا وان نظل متمسكين بالادلة والعناصر التي يمكن الدفاع عنها في المحكمة".

كذلك يريد المحامي كوبليرس التفريق بين الاجراءات القانونية بحق مسؤولين إسرائيليين كبار والاجراءات التي يريد ان تتم مع افراد حماس. ويقول إن "إسرائيل، بخلاف قطاع غزة، ديمقراطية ذات اجهزة فرض قانون وقضاء مشهورة بأنها مستقلة وقوية جدا، ولهذا فان محاكمة إسرائيليين في أوروبا تأليب على السيادة الإسرائيلية وغير ناجع من جهة قانونية في الواقع". ويضيف "لا توجد هيئة فرض قانون أوروبية تستطيع البحث في شكاوى فلسطينيين على نفس القدر من نجوع تحقيق سلطات فرض القانون في إسرائيل. المحكمة العليا في إسرائيل مشهورة بقرارات شجاعة جدا لا تعجب الحكومة والجيش الإسرائيليين ايضا. لاسفنا الشديد لا يوجد في قطاع غزة سلطات فرض قانون ومحاكمة مستقلة، وتنفذ حماس جرائم فظيعة ضد السكان الفلسطينيين وضد مدنيين إسرائيليين يملك بعضهم جنسية بلجيكية ايضا".

وبحسب القانون البلجيكي الذي غير في المدة الاخيرة، يجب على مقدم الدعوى ان يكون مواطنا بلجيكيا. وذلك بخلاف الماضي حينما كان مواطنو دول اجنبية يحق لهم ان يقدموا دعاوى عن جرائم حرب نفذت فيهم. بسبب تغيير القانون. وقد واجه أعضاء جماعة الضغط الأوروبية في إسرائيل المدير أوري يفلونكا والمحاميان تسيبين مشكلة غير سهلة. مع عدم وجود لائحة معطيات منظمة لاصحاب جنسيات اجنبية في إسرائيل، يمكن ان نقدر تخمينا فقط انه يعيش في البلاد حوالي نصف مليون حامل جنسية أوروبية.

ان دخول عشر دول من شرق أوروبا الاتحاد الأوروبي في 2004 اثار في إسرائيل تسارعا الى جوازات سفر هذه الدول، التي تمكن حملتها من التمتع بحقوق ساكن في كل دول الاتحاد ما عدا المانيا والنمسا. وبعد حملة تفتيش شملت اسدود وعسقلان وسديروت ثم بئر السبع، وجد المبادرون الى الدعاوى ضالتهم: 15 إسرائيليا يحملون الجنسية البلجيكية وافقوا على الانضمام الى الدعوى التي قدمت أمس (السبت). ويتوقع ان ينضم الى الدعوى بعد ذلك كثير آخرون من حملة جنسيات فرنسية وبريطانية وايطالية والمانية. يعتبر كل واحد من اولئك السكان متضررا مباشرا بأعمال حماس في اثناء عملية "الرصاص المصهور". وقد اصيب بعضهم في الحقيقة في الجسم، وعانى آخرون نفسيا واقتصاديا لسقوط صواريخ القسام في منطقتهم.

"سيبلغ الارهاب اوروبا ايضا"

"خلال عملية "الرصاص المصهور" كانت اسدود مهجورة تماما"، يقول ع، وهو من سكان المدينة الذي انضم الى الدعوى. "سقط احد الصواريخ غير بعيد عن بيتي وخفنا في الحقيقة من الخروج الى الخارج. اصيب اصدقاء جيدون لي في الجسم واصابني الخوف. عانينا ايضا فقدان مصدر الرزق نتاج هجر المدينة".

ان زيادة مدى الصواريخ التي تملكها حماس، في هذه الحالة في الاقل، سهل عمل أعضاء جماعة الضغط الأوروبية. فقد دخل عدد أكبر من الناس في مدى الاصابة، وزاد بذلك احتمال ان يوجد إسرائيليون ذوو جنسية أوروبية في المناطق المصابة. "يجب على أوروبا ان تستيقظ وان تدرك انها اذا لم تساعد إسرائيل على محاربة الارهاب الذي يبلغ اسدود من غزة، فلن يقف الارهاب هنا وسيضرب اوروبا بقوة ايضا"، يحذر ع.

يرى و، وهو مواطن بلجيكي ايضا، ان الدعوى القضائية فرصة لاستغلال جواز السفر الأوروبي لمساعدة دولة إسرائيل. ويقول "انا سعيد لوجود سبب للفخر بحمل الجواز الأوروبي اخر الامر". ويضيف "نشأت في  إسرائيل في السنين الاخيرة ظاهرة النظر الى جوازات السفر الأوروبية انها بوليصات تأمين لمغادرة الدولة ساعة الضيق. انا فخور بحقيقة ان جوازي الأوروبي يمكنني من مساعدة الدولة".

حار شموئيل، وهو شريك آخر في تقديم الدعوى، حار طويلا قبل ان استقر رأيه على الانضمام. ويقول "لم يكن الامر سهلا علي، فبالمعنى الشخصي لا اكسب شيئا من الدعوى". ويضيف "انا وحداني اخاف التورط في الخارج في شؤون قانونية لا افهم فيها. كذلك لا أريد التورط مع حماس. لكن بعد سلسلة محادثات هاتفية مع افراد جماعة الضغط الإسرائيلية في أوروبا اقتنعت بأنني اذا لم اشارك انا واشخاص مثلي في هذه الدعوى، فلن يمكن بدء اجراءات قانونية ضد حماس في بلجيكا".

هاجر شموئيل قبل عدة سنين الى إسرائيل من بلجيكا، وهو يستعمل كما يقول الجواز الأوروبي اليوم للعبور في المسار السريع المخصص للأوروبيين عند فحص جوازات السفر. "ان حقيقة انني استعمل جنسيتي الاجنبية لمساعدة الدولة وسكان غلاف غزة، تمنحني شعورا جيدا. انا ادعو جميع الناس الذين يحملون جواز سفر اخر الى الانضمام الى جماعة الضغط وان يشاركوا في الحرب القانونية ضد الارهاب في أوروبا".

قبل أشهر معدودة استخدمت جماعة الضغط الإسرائيلية إسرائيليا ذا جواز سفر أجنبي. ويحمل ايال كاتورزي وهو في الاربعين، من سديروت اصابت صواريخ القسام بيته ومكانه عمله ودكان أمه جنسية فرنسية. وطلبت جماعة الضغط بواسطته من الاتحاد الأوروبي ان ينفق على بناء التحصين في غلاف غزة. وقد اعتمد الطلب في سجلات الاتحاد. وقريبا يفترض ان تبحث مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل هذا الطلب واذا رفضت الاستجابة له سترفع دعوى الى محكمة العدل التابعة للاتحاد في لوكسمبورغ.

يقول كاتورزي "كان أساس طلبي انقطاع الحياة المنظمة في سديروت بسبب صواريخ القسام". ويضيف "اضطرت والدتي الى اغلاق الدكان بعد اصابتين مباشرتين بفرق بضعة اشهر، وخسرت مكان عملي الذي اغلق بسبب صواريخ القسام، بل اصاب صاروخ قسام حديقتنا في البيت. لم يصب احد منا بمعجزة فقط. اذا لم يكن هذا كافيا، فان اختي مقعدة في كرسي متحرك وكان عندنا دائما عاملات فلبينيات لكنهن هربن منذ بدأت صواريخ القسام ويقع العبء جميعه على العائلة".

الياهو شانون، في التاسعة والخمسين، ولد في بريطانيا ويسكن مع عائلته في كيبوتس ساعد في الجنوب. وقد تلقى مثل كثيرين من اصدقائه ايضا صاروخ قسام على بعد أمتار من البيت. ويقول "لحسن حظنا لم توجد خسائر في الارواح بل ممتلكات الجيران فقط". ويضيف "قررنا على نحو مبدئي انا وزوجتي ألا نكترث لصواريخ القسام. فاذا سقطت فلتسقط. لا يوجد عندنا اصلا مجال حصين طبيعي. قررنا اننا لن نقوم بأي شيء وسنتابع كالعادة ما نفعله. نبث القوة او سمها ما شئت. اذا رفعوا دعوى على أعضاء حماس الذين اطلقوا الصواريخ علينا، بواسطتي فسيكون هذا استعمالا مناسبا لجواز سفري البريطاني واغلاقا للحلقة. اذا لم نعالج حماس فليحاكموا في أوروبا في الاقل. ما يؤسفني ان العالم منافق. فعندما نرد على اعمال عنف يهاجمنا العالم. آمل ألا يكون لهم الان مناص وان يضطروا الى محاكمة أعضاء حماس، بعد الدعوى المرفوعة على ليفني".

بعد ان تبدأ المداولات في بلجيكا، يخططون في جماعة الضغط الاوروبية لتقديم دعاوى مشابهة في دول أوروبا كلها التي تمكن من تقديم دعاوى كهذه. ويقول كاتورزي الذي يتوقع ان يشارك في الدعوى التي سترفع في فرنسا "هذا استعمال صهيوني لجوازات السفر". ويضيف "الهدف هنا ايجابي خالص. ليس التفكير في أنفسنا فحسب بل في المجموع ايضا. نحن نؤمن ونعتقد أنه بواسطة هذه القوة، اي الجوازات الاوروبية سيكون من الممكن مكافحة صواريخ القسام وحماس".

يدخلون في الفراغ

بخلاف الولايات المتحدة التي تعمل فيها جماعة ضغط الايباك العظيمة القوة، لا توجد في أوروبا جهة مقابلة قادرة على قيادة اجراءات سن قوانين واعلان من اجل إسرائيل. تعمل في بريطانيا في الحقيقة بنجوع منظمة بيكوم، لكن لا يوجد في سائر دول الاتحاد اليوم جماعات ضغط او منظمات مناصرة لإسرائيل ذات تأثير جماهيري. وقد أسست "المبادرة الأوروبية" لتلبية هذا الاحتياج. ومن مؤيديها رئيس الاركان السابق امنون ليبكين شاحاك، ووزير الخارجية السابقة شلومو بن عامي، وكذلك رجال قانون ومحاضرون أوروبيون في الجامعات. وتنوي جماعة الضغط الجديدة ملء الفراغ، وان تكون الجسم المركزي الذي يعمل من اجل إسرائيل في أوروبا.

"الهجوم القضائي هو للحاجة وللخوف من انه يوجد طوفان على مسؤولين اسرائيليين كبار"، تقول المحامية نحاما تسيبين. وتضيف "نريد تعديل معادلة ذلك بالدعاوى القضائية، ليدرك الرأي العام الأوروبي من هم المخربون في الحقيقة هنا. ليس معقولا ان يطلبوا محاكمة إسرائيليين في أوروبا في حين لا يعالج احد حماس".

ويقول المحامي مردخاي تسيبين الخبير بالشؤون الدولية ان منظمة "المبادرة الأوروبية" تعتمد على اموال التبرعات فقط. الان  توظف المنظمة محامين في خمس دول اخرى غير بلجيكا، وتسعى لتأمين مال يكفي لفتح مكاتب في غالبية دول الاتحاد الأوروبي من اجل فحص امكانية اتخاذ اجراءات مشابهة موجهة ضد قادة حماس. "في السنين الاخيرة تقوم منظمات مناصرة للفلسطينيين بانتفاضة قانونية ضد مسؤولين اسرائيليين كبار في أوروبا"، حان وقت معادلة الصورة ونقل الحرب الى ارض العدو. "بذلت مئات الساعات في العمل من قبل الفريق القانوني في انتفيربين وتل ابيب في هذا الملف".

وبذلت، كما يقول تسيبين ايضا، جهود كبيرة في تحديد موقع عشرات من الإسرائيليين يسكنون الجنوب ويحملون جواز سفر بلجيكيا، وفي غربلتهم. "نظر جميع النشطاء في البلاد وفي الخارج في القوائم وحددوا مقدمي الشكاوى الذين يمكن ان يعرفوا على انهم متضررون من الارهاب من وجهة نظر القضاء البلجيكي. وكلما زاد عدد حاملي الجوازات الأوروبية الذين يسجلون في مكاتب جماعة الضغط، ستزيد امكانية محاكمة مخربين في دول أخرى.