فيلم "قاري".. قصة سعودية بعيدا عن النمطية

الجزائر- لا تتوقف حياة الناس بمجرد ركن عربة "القاري" عند باب البيت كل مساء، فقد تسير ببطء شديد، لكنها حياة مستمرة تنتعش في صبيحة كل يوم جديد حين يبدأ الأهالي مشوارهم الذي يرسمه "القاري" في الفيلم السعودي القصير من إخراج الشاب محمد سلمان.اضافة اعلان
حصل هذا العمل على ذهبية مهرجان الفيلم المستقل الدولي في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، ونجح المخرج الشاب في تتبع مسارات "القاري" المتفرعة التي تشكل حياة اجتماعية تنبض بالواقع، وقد تبدو المحاولة مغامرة غير محمودة العواقب حين اعتمد المخرج الشاب على أهالي قرية بأكملها ليكونوا فريقاً في هذا العمل السينمائي، ويؤدوا أدوارهم بدون سابق تجربة، لربما كان الدافع الرئيسي تغييب الحوار في هذا الفيلم الذي كتبته وفاء عبد الله، لكن الصورة والأداء العفوي كانا أصدق تعبير.
المخرج السعودي محمد سلمان
وتتفرع القصص التي يوحدها "القاري" لتلتقي في مكان واحد، وتروي مشاهد الفيلم حكاية عائلات يكون فيها "القاري" المصدر الوحيد لرزقهم الذي يعتمدون عليه، كما حال الفتى الصغير الذي يبيع العصائر في عربة القاري، والحال نفسه بالنسبة لأم تبيع بضاعتها متجولة في الأزقة والأحياء، وبينما يستعين بها أحدهم لإيصال أبيه المريض إلى المستشفى وبين الدراما والتراجيديا تظهر الكوميديا حين يتحول القاري إلى سيارة سباق في الحارات الشعبية، حارات أبطالها حقيقيون بحياة واقعية.
استطاع هذا الفيلم الذي لم تتجاوز ميزانيته 5 آلاف دولار أن يحصل على جائزة أفضل مونتاج في مهرجان "مالطا الدولي" للأفلام القصيرة، وجائزة أفضل فيلم في مهرجان "هوليوود لسينما من العالم".
ويعتبر المخرج السعودي محمد سلمان "أن الفيلم هو عرض للإنسان، وتحويل هذا الجماد إلى إنسية تعيش مع العائلات ذات مستوى بسيط بعيداً عن الصورة النمطية". ويضيف سلمان "أن الفيلم تم تصويره في قرية البحاري، وهي من قرى مدينة القطيف التي ما تزال فيها الحياة بسيطة".
ويبدو محمد سلمان متفائلا بمستوى الإنتاج السينمائي في السعودية، فـ"بفضل مهرجان الأفلام السعودي تم تعزيز الإنتاج إلى 300 فيلم سنويا لمخرجين ومخرجات، بعضهم يتلقون تكوينا في المجال السينمائي في الخارج". - (العربية نت)