
هآرتس
جدعون ليفي
14/8/2022
من يوجد لديه بديل ايديولوجي ليعرضه يجب عليه أن يحارب اليمين حربا ضروسا. من يوجد له قيادة أفضل ليعرضها يجب عليه فعل كل ما في استطاعته من أجل أن تستطيع هذه القيادة أن تحكم. الوسط – يسار في إسرائيل لا يوجد له شيء كهذا، للأسف الشديد ليس من هذا وليس من ذاك. مع ذلك، هو يحرم اليمين الليكودي من القيام بهذه الحرب. حرب شرعية، لكن معظمها يرتكز على التعالي. هذه هي الذخيرة التي بقيت في الوقت الذي فيه جعبة السهام فارغة، هذه هي الحال عندما لا يكون هناك أي بديل فكري أو قيادة بديلة. التعالي هو سلاحه الأجوف.
لا يوجد لكتلة الوسط – يسار أي سبب أو أي مبرر للتعالي على الليكود والاستهزاء من ممثليه ومصوتيه. قائمة مرشحي الليكود للكنيست لا تقل في مستواها المتوسط عن المستوى المتوسط ايضا لمعظم القوائم. الجهاز الذي اختار القائمة هو بالتأكيد الأكثر إثارة للانطباع من بينها مقارنة مع القوائم الأخرى، في حجمه ودرجة ديمقراطيته. التعالي على الليكود ليس فقط غير مبرر، بل هو ايضا يبلور معسكر اليمين ويعززه اكثر فأكثر. لا يوجد مثل مشاعر الدونية ومشاعر الاهانة من أجل شحن معسكر سياسي كامل بمشاعر قوية ضد من يفعلون ذلك به.
الإهانة المكشوفة والخفية التي يواصل عدد كبير من وسائل الإعلام توجيهها للبيبيين هي الوقود لاشعال لن ينطفئ بسهولة. هم لن ينسوا هذه الإهانة، بالضبط مثلما لن ينسوا الإهانة التي قام بها مباي في الخمسينيات والستينيات. اليمين يوجد في الحكم منذ جيل. ولكن النضال ضده ما زال هو الصراع بين الأعلى في نظر انفسهم وبين الادنى في نظر الاعلى.
الليكود قام باجراء الانتخابات التمهيدية. هذه كانت انتخابات سليمة وشعبية وديمقراطية مثلما يمكن القيام بها في دولة ابرتهايد، وبقدر الامكان في واقع السياسة الإسرائيلية. لم يتم فرز الأصوات بعد، وخرجت الشعارات: حزب لشخص واحد، قائمة سيئة، جميعهم من الذين يقولون “نعم”. لا حاجة الى العودة والتذكير بآلية الانتخاب في يوجد مستقبل وأمل جديد وأزرق أبيض وإسرائيل بيتنا. يوجد بالتأكيد سبب لطرح سؤال كيف يحدث أن سلطة الفرد في هذه الأحزاب، التي توجد فيها أيضا ابعاد من تبعية الى الشخصية، تقريبا لا تثير أي انتقاد من ناحية الحريصين على الديمقراطية الفاخرة في إسرائيل.
يوجد من يقولون “نعم” أيضا في هذه الأحزاب بدرجة ليس اقل مما في الليكود. ومن ينحرف عن الصف يتم ابعاده منها دون رمشة عين. سلطة مباي مع المؤتمرات المنظمة سيئة الصيت، كانت نموذج للديمقراطية مقارنة بطريقة انتخاب الماكينة الاسرائيلية للديمقراطية ليئير لبيد وافيغدور ليبرمان وبني غانتس وجدعون ساعر، المحاربون الحازمون ضد نتنياهو باسم الخوف على الديمقراطية. ايضا من ناحية مستوى المنتخبين، لا يوجد لليسار – وسط ما يتعالى به على الليكود. مستوى السياسيون في اسرائيل متدني، وعلى الاغلب هو مخجل، لكن الليكود لا يوجد ما يخجل منه امام القوائم الأخرى. هل أمير أوحانا هو شخصية أقل إثارة للانطباع من نيتسان هوروفيتس؟ هل غاليت ديستل اتبريان هي في الواقع عضوة الكنيست الأكثر استخفافا بها مثلما يعرضونها؟ بماذا تقل عن افرات رايتن؟ ودودي امسالم بماذا يقل عن ميكي ليفي؟ وداني دنون بماذا يقل عن مئير كوهين؟ وهل تزيد ميراف بن آري ولو بشيء قليل عن غيلا غملئيل؟.
يا ليته كانت لدينا شخصيات شجاعة ومثيرة أكثر للانطباع في القوائم – هذا هو وجه السياسة في إسرائيل – لكن التفكير بأنه توجد هنا قائمة من البيبيين أمام قائمة الإصلاحيين، احجار شطرنج أمام الديمقراطيين، أشخاص ليس لهم عمود فقري أمام أشخاص لديهم عمود فقري – هذه مقارنة مثيرة للغضب ولا اساس لها.
الانتخابات القادمة لا تعد بأي شيء مهما كانت نتائجها؛ إسرائيل ستواصل طريقها. لا حاجة إلى التأثر أكثر من اللزوم من حملات تخويف الليكود. ولا يوجد سبب ايضا للأمل بقدوم حكم الوسط، الفجر الجديد لن يبزغ. ولكن عندما يتعالى معسكر على معسكر آخر بدون أي سبب ظاهر للعيان فانه فعليا يقول: لا يوجد لدي أي شيء اعرضه عليكم عدا عن التعالي.