في الطريق إلى القاعة

جنود الاحتلال يغطون جثمان الشهيد الفلسطيني الذي اعدمه جندي إسرائيلي في الخليل نهاية الاسبوع الماضي.-(ا ف ب)
جنود الاحتلال يغطون جثمان الشهيد الفلسطيني الذي اعدمه جندي إسرائيلي في الخليل نهاية الاسبوع الماضي.-(ا ف ب)

هآرتس

ب. ميخائيل

30/3/2016

في طريقه الى الفاشية الكاملة والرسمية – وبالتحديد عند الحديث عن الفاشية التي تكون خلفيتها دينية، عرقية أو عنصرية – يجب أن يمر المجتمع في مرحلتين أساسيتين.اضافة اعلان
 الاولى هي نزع الصفة الانسانية الكاملة عن "الآخر". إبن الديانة الاخرى أو الشعب الآخر والعرق الآخر. في وعي من يصبح فاشيا، فانه يجب على كل هؤلاء أن يكفوا عن كونهم انسانيين. لذلك يجب تحويلهم الى حيوانات بلا حقوق، الى أدوات خطيرة والى تهديد طبيعي. أو بلغة اليوم، أن يكونوا "حيوانات تمشي على قدمين" و"مفترسين من الغابة التي توجد وراء الجدار". هكذا يكون سهلا على الفاشي أن يصيبهم ويعذبهم ويسلب حقوقهم وممتلكاتهم وايضا يقوم بقتلهم كما يقتل الحشرات. المجتمع الاسرائيلي أثبت في الاسبوع الماضي أنه استكمل بنجاح كبير هذه المرحلة. فقد استكمل نزع الصفة الانسانية عن الآخر الفلسطيني. وفي الوعي الفاشي الاسرائيلي الجديد فان الفلسطينيين يجب  اصابتهم برصاصة البندقية.. فهذا هو مصيرهم.
 ولكن ليس عمل الجندي القاتل هو الذي يشير الى استكمال المرحلة الاولى. فعمله كان الاخير في قائمة طويلة من الاعمال المشابهة.
 (أنا أعرف أنه لم يحاكم بعد. ليس من المناسب تسميته الآن "قاتل". ولكن أنا أطبق عليه ما تعلمته من اليمين. فهم يمنحون الفلسطيني ألقاب "قاتل" و"مخرب" وغيرها من الالقاب دون انتظار التحقيق والمحاكمة أو قرار الحكم. اذا يحق لي فعل ذلك).
   لقد أثبت رد الجمهور الموجود في مكان القتل استكمال نزع الصفة الانسانية. الاستقرار والراحة. اللامبالاة المطلقة. الصمت والروتين. وكأنه تم دهس فأر. وكأنه سُحق صرصور. وفي نهاية المطاف – المصافحة المبتسمة للجندي لأحد اصدقاء كهانا الميت. وهذا ايضا تم التعامل معه بلامبالاة وتفهم.
ليس هناك شك أنه يمكن رفع اشارة الانتصار الى جانب رفع الصفة الانسانية والانتقال الى المرحلة القادمة.
  الشيء المحرج هو أنه من اجل الحديث عن المرحلة الثانية يجب استخدام مصطلح الماني قديم يعني "حُر مثل الطائر". المغزى القانوني منه – "مسموح الصيد مثل الطائر". أي – شيء مهمل ومتروك. ويوجد خارج القانون. الشخص وممتلكاته مباحين للجميع. وحياته ايضا. ومن يصيبه لا تتم محاكمته. واذا قُتل – لا يتم دفن جثته.
 إن مصدر هذا المصطلح هو العصور الوسطى. وقد عاد هذا المصطلح في القرن العشرين ضد المثليين والسود والبولنديين وايضا شعب استطاع في الوقت الحالي أن ينسى دروس ماضيه، وتم الإعلان بشكل نصف رسمي "حُر مثل الطائر". سلطة حقيرة سلبتهم حقوقهم وداست على ممتلكاتهم وهدرت دمهم.
وحول هذا بالضبط ثارت العاصفة من قبل مؤيدي ومحامي الجندي الإسرائيلي: حول استكمال المرحلة الثانية. وتطبيق رغبتهم في تحويل الآخر الفلسطيني الى "حُر مثل الطائر"، الذي لا يدافع عنه القانون، كي يستطيعون فعل ما يشاؤون دون اعاقة من أحد. الاضرار به دون تبرير ذلك. الدوس على ممتلكاته دون ملاحقة قانونية واطلاق النار عليه في أي وقت دون مواجهة اسئلة أحد من الاقلية الخائنة التي سيأتي يومها ايضا.
مطلوب أن يقف على رأس هذه الجماعة اشخاص مثل نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان. فحسب رأيهم، الفلسطيني أصبح "حرا مثل الطائر" منذ زمن.