في عيد ميلاد الملكة رانيا.. سنوات من التغيير الإيجابي

الملكة رانيا العبدالله تكرم إحدى المعلمات المتميزات
الملكة رانيا العبدالله تكرم إحدى المعلمات المتميزات

مجد جابر

عمان- يصادف اليوم؛ الموافق 31 الشهر الحالي، عيد ميلاد جلالة الملكة رانيا العبدالله، إذ سعت جلالتها إلى جانب جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى العمل على تحقيق رؤية للنهوض بالأردن، تزدان بالفخر والبناء.اضافة اعلان
ففي العام 2013؛ أنشئت مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، بهدف إعداد الدراسات والمساهمة بتنظيم الانشطة والبرامج، حول قضايا التربية والتعليم التي يمكن أن تسهم بإحداث تغيير إيجابي في التوجهات والمواقف الأكاديمية والعملية من التعليم ومدخلاته ومخرجاته، والتحفيز على الإبداع، وذلك عبر إنتاج وتعميم النشرات والمدونات والبيانات والتقارير.
وتعمل المؤسسة؛ ملتزمة بالأولويات الوطنية، بمنزلة حاضنة لبرامج خلاقة لسد الثغرات. وكان أول هذه البرامج، مبادرة تخطت حدود الأردن والفئة العمرية التي يستهدفها عادة عمل المؤسسة، ولمواكبة التطور الذي يشهده العالم، وللمساهمة بتوفير تعليم يتناسب مع الاحتياجات المختلفة للشباب العربي ويراعي ظروفهم، أطلقت جلالتها في العام 2014 منصة "إدراك" العربية غير الربحية للمساقات الجماعية الإلكترونية المفتوحة المصادر، والتي توفر مجاناً محاضرات ودروسا بمساقات من أفضل الجامعات العالمية، أو أعدها أكاديميون عرب، مع مراعاة إمكانية مشاهدة المتعلم للفيديوهات التعليمية، بما يتناسب مع وقته. ووصلت حاليا الى نحو 2,362,868 متعلم.
كما أطلقت جلالة الملكة رانيا العبدالله في العام 2017، تطبيق "كريم" و"جنى"، وهو برنامج تعليمي مجاني للهواتف الذكية، طورته مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، لتعزيز مهارات التعلم التفاعلي لدى الأطفال، ممن تتراوح أعمارهم بين 3 و6 اعوام، وتحسين مهارات الرياضيات والاستماع والمهارات الاجتماعية لديهم.
تستثمر جلالتها؛ علاقاتها مع المؤسسات الدولية، لتحقيق ما ينعكس إيجاباً على المجتمع المحلي. فخلال مشاركتها في منتدى "جوجل زايتغايست"، أعلن عن تقديم مؤسسة "جوجل دوت أورغ"؛ الذراع المانح الخيري لشركة "جوجل"، منحة بـ3 ملايين دولار، لإنشاء منصة "إدراك للتعلُّم المدرسي"، الموجهة لملايين الطلبة في الأردن والعالم العربي.
وخلال اصطحاب جلالتها لمؤسس مجموعة "علي بابا" الصينية ورئيس مجلس الادارة التنفيذي جاك ما، في زيارة لمكاتب "إدراك"، قدمت مؤسسة "جاك ما" منحة بقيمة 3 ملايين دولار لدعم التعليم في الأردن، عبر مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، ودعم جهود الأردن في تقديم التعليم للطلبة اللاجئين.
وضمن ايمانها بضرورة تمكين المعلمين وتوفير التدريب النوعي الذي يساعدهم على أداء مهامهم في العملية التعليمية، أسست جلالتها أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، لتعمل بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، من أجل تقديم برامج تدريبية مجانية لكوادر الوزارة التعليمية والادارية، وطورت تلك البرامج التدريبية حسب احتياجات القطاع التعليمي، وبشراكة مع كلية المعلّمين في جامعة كولومبيا.
وانسجاما مع توصيات اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية؛ أطلقت الأكاديمية الدبلوم المهني لاعداد المعلمين قبل الخدمة، لضمان توفير تدريب مناسب للكوادر التعليمية قبل التحاقها بالتدريس في الغرف الصفية، وحتى اليوم جرى تخريج 3 افواج من طلبة الدبلوم.
ولتوسيع الطاقة الاستيعابية للأكاديمية، انشئ مقر جديد لها في حرم الجامعة الأردنية، وافتتح المقر بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يحرص على تعزيز دور المؤسسات التعليمية الوطنية، لضمان تعليم أفضل للطلبة الأردنيين.
وأطلق جلالة الملك وجلالتها في العام 2005 جائزة سنوية لتكريم المعلم باسم "جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز"، والتي كانت أولى جوائز "جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي"، وتبعتها "جائزة الملكة رانيا العبدالله للمدير المتميز" و"جائزة الملكة رانيا العبدالله للمرشد التربوي المتميز".
وسخرت جلالتها جهدا كبيرا لإنشاء أول متحف للأطفال في الأردن، لتطوير معارفهم بالاستكشاف والتعلم التفاعلي، وفي العام 2007 انضم جلالة الملك وجلالة الملكة والأمراء ايمان وسلمى وهاشم لعدد من الأطفال في افتتاح المتحف، الذي جاء بشراكة مع القطاعين العام والخاص.
ويعمل المتحف؛ ضمن متابعة واهتمام جلالتها، على ترسيخ مبدأ التعلم عبر اللعب، وتعزيز الانشطة المدرسية اللامنهجية التي تتوافق مع المحتوى التعليمي للكتب المدرسية، وتوسيع آفاق الطلبة، وتوفير الاجواء المناسبة لتطبيق المواد النظرية التي تعلموها في مدارسهم.
وتواصل جلالتها مسيرة العمل والإنجاز والأمل والبناء على خطى جلالة الملك عبدالله الثاني، التزاما بعهد قطعته، خاطبت فيه جلالة الملك في الاحتفال الوطني الذي أقامته مبادرة "أهل الهمة" التي أطلقتها الملكة رانيا بمناسبة الذكرى العاشرة لتولي جلالة الملك الدستورية قائلة "سيدي.. لقد جيشت قادة، وأهل العزم وأهل الهمة كلهم الأردن.. قادة يقومون بدورهم بتمكين الآخرين. أعطيتنا الإرادة والقوة والدافع لنطمح، لنحلم بعيداً، لنتعلم أكثر، لنصبح الأفضل، نساء ورجالاً على حد سواء. وأنا رانيا العبدالله أولى المجندات".
وكانت جلالتها من أوائل الذين تحدثوا عن الإساءة للأطفال؛ ونتج عن ذلك إطلاق برنامج حماية الطفل العام 1997، وإنشاء أول دار إيوائية علاجية لحماية الأطفال المعنفين وهي "دار الامان" التي تأسست العام 2000.
وتعمل مؤسسة نهر الأردن غير الحكومية وغير الربحية التي أنشأتها جلالة الملكة العام 1995، من أجل تمكين الأسر الأردنية الأقل حظاً، عن طريق مبادرات ومشاريع صغيرة للمجتمعات المحلية.
كما ترأس جلالتها المجلس الوطني لشؤون الأسرة، الذي يهدف لتعزيز مكانة الأسرة الأردنية عبر حشد الدعم الوطني للسياسات والبرامج الأسرية والترويج لحقوق أفراد الأسرة.
واستجابة لاحتياجات واقع البيئة المدرسية الذي شاهدته جلالتها خلال زياراتها العديدة لمدارس في القرى والمحافظات، أطلقت جلالتها مبادرة "مدرستي" في نيسان (إبريل) 2008 لإصلاح البيئة المدرسية في عدد من المدارس الحكومية، تحتاج لعمليات صيانة، وذلك بجهود من القطاع الخاص والمؤسسات والمتطوعين.
وتؤمن جلالتها بأن التعليم هو الأساس لتحقيق العدالة الاجتماعية، ولأن العقل السليم في الجسم السليم، وجهت جلالتها لتأسيس الجمعية الملكية للتوعية الصحية، والتي تأسست العام 2005 لرفع الوعي الصحي، وتشجيع المجتمع على اتباع سلوكيات صحية مع التركيز على طلبة المدارس.
كما بادرت جلالة الملكة رانيا العبدالله الى إطلاق حملة الأمان لمستقبل الأيتام في العام 2003، والتي تمت مأسستها العام 2006 تحت اسم جمعية صندوق الأمان لمستقبل الأيتام كجمعية خيرية غير ربحية، لمساعدة الأيتام على إكمال دراستهم الأكاديمية العليا في الجامعات وكليات المجتمع، أو التوجه إلى التعليم المهني.
كما تقف جلالتها الى جانب الشباب، وتشجعهم على إطلاق قدراتهم وطاقاتهم للخروج بأفكار ريادية وحلول متميزة للتحديات التي تواجههم، وتحرص دوما على زيارة مشاريعهم وتقديم الدعم، سواء المعنوي أو المادي اللازم لمساعدتهم على تحقيق ما يطمحون اليه.
وكنوع من اطلاق الطاقات الكامنة لدى المبدعين، تبنت جلالتها وعملت على تنظيم أسبوع عمان للتصميم، كحدث يجمع أصحاب مواهب وفنانين ومبدعين، لهم تصاميم ساهمت بتطوير وتقديم حلول لمشاكل وتحديات معينة في مختلف مجالات الحياة.
ويستقطب الأسبوع؛ مصممين وفنانين ومهندسين من الأردن والمنطقة العربية والعالم، ويتم خلاله عرض أعمالهم وتبادل الخبرات والمعارف، ويشكل فرصة لأصحاب المشاريع الناشئة لتطوير افكارهم.
كما تعمل جلالتها بقرب من المواطنين، لمتابعة احتياجاتهم بالزيارات الميدانية التي تقوم بها إلى القرى والمحافظات، اذ نجد جلالة الملكة في المشهد العام، تقف الى جانب الجهود لتحقيق كل ما يفيد الأردن، ولهذا تعمل على رعاية وتشجيع الانشطة التطوعية الشبابية، وكذلك المشاريع الناشئة التي تكسر ثقافة الانتظار للحصول على الوظيفة الروتينية.
كما تدعم جلالتها؛ مبادرات فردية وجماعية كثيرة، لتمكين الأسر وكذلك الجهود؛ لرفع الوعي المجتمعي حول قضايا الطفولة والاسرة والعنف ضد المرأة.
وفي اطار العمل الإنساني؛ تناصر جلالتها قضايا الأسر والأطفال الذين هجروا من ديارهم نتيجة للنزاعات التي تشهدها مناطق وجودهم، وتحرص جلالتها على ايصال معاناتهم الى العالم، وتسليط الضوء على قضايا إنسانية، من بينها قضية الطفل ايلان، وزيارة مخيم للاجئين في اليونان ومخيم لاجئي الروهينجا المسلمين في بنغلادش.
وخاطبت جلالتها مؤسسات المجتمع المدني؛ حيال الانتهاكات اللاإنسانية تجاه أطفال غزة، ووقفت إلى جانب أطفال العراق وسورية، إذ كانت أحد أعضاء مجلس إدارة لجنة الإنقاذ الدولية، ودعت جلالتها الى برامج وانشطة متعددة لأجل العديد من الأمهات والآباء والأطفال اللاجئين؛ الذين هم بحاجة ماسة للمساعدة والأمل.
وأصدرت جلالتها قصصا عديدة مخصصة للأطفال؛ مثل هبة الملك والجمال الدائم وسلمى وليلى.
وعملت جلالتها على إبراز الصورة الحقيقية للإسلام؛ دين الرحمة والسلام، وسلطت الضوء على التحديات التي يتحملها الأردن والأردنيون، نتيجة استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين عبر لقاءات صحفية لجلالتها، نشرت في أوروبا وأميركا، وفي كلمات شاركت بها في مؤتمرات دولية وعربية.
وتقديرا لجهود جلالتها من أجل تعزيز حماية الأطفال وضمان حقهم في الحصول على التعليم، ولجهودها في المجال الإنساني وعملها لنشر السلام والتسامح والاحترام بين الشعوب، ومواجهة العنف والتطرف، تسلمت جلالتها عددا من الجوائز، واختيرت عضوا في لجان ومنظمات غير حكومية.

الملكة رانيا العبدالله تكرم إحدى المعلمات المتميزات