قانون القومية خرقة عنصرية نتنة

هآرتس

افيغدور فيلدمان  26/8/2018

لا توجد طريقة أخرى لقول ذلك. قانون أساس القومية اليهودية هو خرقة عنصرية نتنة. هو قانون للدم والعرق والـ دي.ان.ايه، الذي اسوأ دول العالم لا تستطيع أن تخترع أسوأ منه. القانون القصير يشير 11 مرة إلى مفهوم يهودي بما فيها اسم القانون. 11 يهوديا يعيشون في بنود القانون، بمقولات مختلفة، وكلهم يحظون بكل الجوائز التي يوزعها القانون: القومية، الوطن، الاستيطان، المكانة، اللغة القومية. غير اليهود، 25 في المائة من سكان ومواطني البلاد مذكورين مرة واحدة فقط. في توجيه يسمح لهم بالاحتفال باعيادهم حسب معتقداتهم. وأنت تسأل نفسك، ماذا لديهم ليحتفلوا به بعد هذا القانون. من لا يرى العرق كمعيار حصري تحت كل بند في القانون فقد عقله. التعريف الأساسي للتمييز لاسباب عرقية هو تضليل أو اقصاء، بسبب صفة لا سيطرة له عليها. التي حصلت عليها رغم انفك لدى ولادتك.

اضافة اعلان

حاييم رامون اختار تجاهل كل هذا في مقاله "الحالة المستغربة لليسار الصهيوني" (هآرتس، 17/8)، عنوان يجعل هناك رغبة شديدة في ارجاعه إلى مصدره: "الحالة الغريبة للكلب في الليل". حسب رامون قانون الاساس: القومية اليهودية، وقانون الاساس: كرامة الإنسان وحريته، هما قانونان توأمان، تم فصلهما عند ولادتهما، وهما يكملان الواحد الاخر. 

ودليل على ذلك هو أن هذين القانونين لا يذكران المساواة كقيمة اساسية. لذلك يجب أن نضيف انه يوجد على مؤخرتيهما وحمة ولادة مشابهة، على شكل جزيرة كورفو التي تدل على اصلهما المشترك. ليس هناك خطأ أكثر من ذلك. قانون الأساس: كرامة الإنسان وحريته هو قانون دفاعي، لا يميز بين دم ودم. وهو يتعامل مع الإنسان (بما فيه المرأة حسب الأمر التفسيري)، كبشر، لكل شخص، ومثله أيضا قانون أساس حرية التشغيل، الذي ينص بصورة صريحة على أن كل مواطن أو ساكن في الدولة يحق له العمل في كل عمل وفي كل مهنة.

في المقابل قانون القومية اليهودية هو قانون اقصاء وتمييز على أساس العرق. هو نتن في الدم والـ دي.ان.ايه. القانون لا يعرّف اليهودي، ومن اجل التعريف سنتوجه إلى قانون العودة، لانه ليس هناك تعريف آخر في قانون. اليهودي هو من ولد لام يهودية أو تهوّد، وهو ليس ابن ديانة أخرى. بدون خجل، دم الام الذي تدفق في عروقه مع مرض السكري وضغط الدم المرتفع، والميل للسمنة هي التي تحوله إلى الرابح الأكبر بكل الجوائز، التي يوزعها قانون القومية. 

أيضا التعريف الثانوي في قانون العودة لأحفاد اليهود، يقول إن اليهودي هو ابن وحفيد اليهودي، زوج اليهودي وزوج ابن أو حفيد اليهودي. وعندما تطلب وزارة الشؤون اليهودية المسماة حتى الآن الحاخامية الرئيسية اثبات يهودية الجد ترسلك إلى مناطق شجرة النسب. والآن يتم ارسال مبعوثين من وزارة الشؤون اليهودية إلى مقابر في أوكرانيا، من اجل تصوير شواهد القبور للجدة ايرنا، بطلة الاتحاد السوفييتي، من اجل توثيق إذا كان يوجد عليه نجمة داود اصلية، أو إذا كان نقّاش الحجر المحلي قد أضاف نجمة داود مؤخرا مقابل المال.

ذروة المقال هي اللمعة القانونية التي أطلقها المحامي حاييم رامون، الذي يرفع من تحت انفه اصبعا سميكة صانعا سلطة في الهواء، حركة برغي والتفاف إلى الخلف، لكنها تهبط في مياه وتنثر الروث في كل صوب. رامون يقول: "مادة القانون التي تنص على أن تطبيق حق تقرير المصير القومي في دولة إسرائيل هو خاص للشعب اليهودي".

وهذا يجب تفسيره حسب رأي مؤلف "الظلم غير المحتمل"، كتوجيه بأن سريانه فقط على دولة إسرائيل، التي هي الوحدة الجغرافية التي عليها يسري القانون الإسرائيلي (نريد القول، خطوط الهدنة 1949 اضافة للقدس ومرتفعات الجولان) وليس على المناطق التاريخية للشعب اليهودي التي تضم المناطق المحتلة والأرض التي وعد بها ابونا ابراهيم في العهد. ويضيف الكاتب بان هذه المناطق التاريخية خالية من تعريف القومية اليهودية. ولان الطبيعة تكره الفراغ، فإن هذه المناطق تمتلئ فورا بتقرير المصير للشعب الفلسطيني. لهذا يحسن اليسار صنعا اذا تبنى هذه المقارنة لانها تخفي في طياتها هدية كبيرة متمثلة بالاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.

رامون، مع تجديدات كهذه، يجدر أن ترفع سقف تأمينك لتغطية تبعات الاهمال المهني، ليصل إلى عنان السماء. أمام من تدعي هذا الادعاء المدهش، أمام قاضي المحكمة المركزية في القدس الذي عينته أييليت شكيد وحصل على كل صلاحيات المحكمة العليا بشأن المناطق المحتلة، التي هي ليست دولة إسرائيل. الذي سيطالب بالمصادقة على وضع اليد المدني على أراضي لصالح مستوطنة يهودية كبيرة بين رام الله وكارني شومرون؟ هل ستكون له، عفوا سيدي، هذه الأراضي مخصصة لتحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني؟ رامون، ارم ما تحمله في يدك فورا. هذه ليست درة، بل هذه قذارة. انت شخص جيد تخطب بصورة جيدة، ما زلنا نذكر لك التماسيح المنتحرة، لكن ليس الآن. لا تطلب منا أي شيء، ليس لدينا ما نعطيه لك. لقد سبق وتبرعنا في البيت.