قبسات من فلسفة الحياة

"أنا مثل والدتي، هي تولد النساء؛ وأنا أّولد الأفكار" فيلسوف يوناني

القلم المُعترف الوحيد من بيننا، بأنه يقول ما لا يعلم ويمارس ما لا قناعة له به، مثل من يا ترى؟

اضافة اعلان

رغم معرفتنا المسبقة بأن عملية التمثيل هي ارتداء الممثل الوجه الآخر لحقيقته، ومع هذا يصر جُلنا وبشغف على متابعته، والتماهي مع معظم أدواره الكاذبة غالبا. وعليه يمكن القول، أن تكون ممثلا فهذه "مهنة" معلومة قد يُمارس من خلالها السمو بشجرة حواسنا الإنسانية، أو قد يبث عبرها السموم والغبار على إبصارنا كمشاهدين، لكن الراجح أنها ليست مهنة صعبة بالتأكيد، لسبب بسيط وعميق هو أننا نحن المشاهدين أنفسنا بالأصل ممثلون محترفون على مسرح الحياة الأوسع، وبغض النظر عن مضمون نصوصنا أو درجة صدقها، أو من هو المخرج الحقيقي لمسرح أعمارنا على مدارج السنوات التي تكر من رصيد مواجعنا أفرادا وأمما.

أن تحدد الهدف يعني أنك أمام مصطلح وموقف مشبع بالوعي المسبق والحسم في آن، ذلك أن نضوج الهدف بدواخلنا، أفرادا ومؤسسات، وبالتالي كأمم يعني أيضا معرفتنا بعمق من نحن، ماذا نريد من أنفسنا أولا؟ وأين موقعنا من الآخرين في هذا العالم القرية، والى أين نسير؛ باتجاه الأمس بقضه وقضيضه، ومن دون تمحيص أو نقد بعض جوانبه، أم نحو المستقبل الذي يبدأ منذ الآن؟ ولا داعي للإحراج في استمرار توليدك ككاتب للسؤال الحضاري المفصلي التالي؛ تُرى من منا، أفرادا ومؤسسات، في عالمنا العربي الإسلامي مُحدِد لأهدافه المرحلية، كي لا ازداد فلسفة وأقول أهدافه الإستراتيجية قبل أن نغادر معا عطش السؤال المعرفي متشبثين في سرابنا.

الهواء الوحيد الذي ما يزال يمارس واجبه من دون مِنة علينا من أنه وجد لخدمة الجميع من دون استثناء.

رغم توفر فضاءات الحرية في التعبير والنشر داخل مجتمعاتنا العربية، إلا أن على الكاتب منا وبعد أن يشكر مانحيه وقراءه، أن يعترف بعجزه المطلق عن استثمار وملء كل هذه السماوات من الحريات المتاحة. الأمر الذي يدفعه دائما ومن باب تغيير الروتين الكتابي، وربما لكثرة زهقه من الحرية نفسها، فيلجأ للانتقال النوعي في كتاباته انطلاقا من اللاهم ونحو الأكثر تماسا مع مطالب وهموم القراء على قلة أعدادهم هذه الأيام، فيلجأ لاختيار موضوعات أكثر حرية وصدقا معرفيا للكتابة فيها، مثل كم عدد أصابع اليد الواحدة، بغض النظر عن المعاني الاجتماعية المستخدمة لكل إصبع منها عادة. أو تحليل أيهما الأكثر أهمية السنتمتر أم البوصة رغم أنهما وحدتا قياسي رقمي، استقر العمل بهما منذ أمد بعيد؛ أو كم الكثافة المسموح انطباقها بين الشفتين خشية من فتنة الحقيقة، إذ يبدو من غير المُحبذ سعي المفكرين والكتاب للوقوف متسائلين مع قرائهم القلائل عن المتمم لحريتنا، الوجع الذي ذكرت بأعلاه ؛ كالسؤال؛ أين هي بوصلة أيامنا ابتداء، قبل أن نتساءل من يُحدد جهات القلب الخمس وأدوارها الإعلامية فعلا بعالم أحادي أصلا؟

[email protected]