قبضة كاخ

في احياء اليهود الاصوليين المغلقة تمنع مشاهدة التلفاز والاستماع الى المذياع، ويفرض نمط لباس محدد ويمنع الكمبيوتر ضمن ضوابط خاصة بالإنترنت ويستخدم الهاتف الذكي بعد استئذان الحاخام ويجب ان تغطي النساء شعرهن فحجاب الشعر فرض على المتزوجات ويمكن استبداله بالباروكة ولكن الشعر الاصلي يجب ألا يظهر.اضافة اعلان
يشكل هؤلاء ثمن المجتمع اليهودي من اصل ثمانية ملايين ، هذا المليون من المتطرفين بات يبتلع المجتمع اليهودي حيث يهيمن الاصوليون على مفاهيم تشكيل الاسرة والزواج والطلاق، ولحظة تقاطع القانون مع الدين تتقدم مفاهيم الموروث الديني على القانون، وبحسب الدراسات الأمنية هناك جزم في اسرائيل أن خيار القوة في حال الاصطدام مع الاصوليين اليهود سيقابله رد بالقوة المسلحة ضد الدولة فالأصوليون يؤمنون انهم اعلى من الدولة ويتبعون كتابا مقدسا يمنحهم علوا في التشريع على التشريعات العلمانية الناظمة للحكومات والمجتمع، هذا الخوف من الصدام الداخلي عزز خيار الحكومات في مهادنتهم بل والتماهي معهم كما يفعل نتنياهو.
عرفت الجماعات اليهودية التي تنزع لبناء دولة خاصة بقوميتهم عبر التاريخ تحت عنوان حركات ( القومية اليهودية) حتى جاء المفكر الالماني (ناتان بيرنباوم) واستبدل هذا المفهوم بعد نحته للمصطلح الجديد (الصهيونية) في كتابه الصادر في العقد الاخير من القرن التاسع عشر والمعنون ب( البعث الثقافي للشعب اليهودي في أرضه كوسيلة لحل المشكلة اليهودية )، فنشأ بعدها مصطلح الحركة الصهيونية بحلم الدولة القومية اليهودية ،هذا الحلم الصهيوني اصطدم بمعادلة الجيش الأردني عام 1948 والذي سحق هذه الطموحات والمخططات في معارك القدس الخالدة، فاليوم كل ما يتم المفاوضة عليه هو ببساطة ما حافظ عليه الجيش الأردني في عهد الملك الشهيد عبدالله الأول .
في عام 1956 ولد حزب يميني اسرائيلي ديني متطرف نتيجة تزاوج حزبي “همزراحي” و”هبوعل همزراحي” عرف الوليد بالحزب الديني القومي والذي سيعرف لاحقا ب(المفدال)، من هذا الوكر تم تفريخ كل الاحزاب الدينية الارهابية الحديثة القائمة على فكرة الاستيطان واستباحة الاراضي لذلك تعرف هذه المافيا الحزبية بالأب الروحي للاستيطان ويظهر هذا الحزب في الخارطة السياسية اليوم تحت عنوان حزب البيت الاسرائيلي وهم من اهم حلفاء نتنياهو .
وأبرز حلفاء النتن حركة (كاخ) وهم بالمناسبة حركة مصنفة بشكل دولي كتنظيم ارهابي وحظر حتى في اسرائيل نفسها العام 1995 في اعقاب مذبحة الحرم الابراهيمي، وترجع حكاية هذا التنظيم الإرهابي الى الحاخام (مائير كهانا) القادم من عمق افكار المنظمات الأخوية وتطرف (كو كلوكس كلان) حيث العقاب (اللينشي) هو النافذ والذي يقوم على محاكم ميدانية تديرها الغوغاء والمستوطنين بدون اللجوء للقانون. نشأت هذه الحركة العام 1971 وجعلت من تنظيم (تي أن تي ) ذراعها العسكري .
بعد تصنيفها تنظيما ارهابيا على قوائم الخارجية الأمريكية انقسمت الحركة ومارست نشاطها تحت اسماء مختلفة منها جبهة الفكرة اليهودية و(عوتسمات يهوديت) وهذا الأخير يعني قوة يهودية تحول الى حزب ناشط وحليف رئيسي لنتنياهو
تقوم ادبيات اليمين الصهيوني المتطرف اليوم على استهداف الأردن بصفته عائقا امام مشروعهم التوسعي ، وتغلغل اليمين الأصولي في مفاصل الحكم داخل اسرائيل يفسر التصعيد في الهجوم الاسرائيلي المنظم والشرس على الدولة الأردنية ، فهذه الطعنات تعي بلا شك اين تغرس حدها. وفي الحديث عن القبضة المحركة فشعار حركة كاخ الارهابية هو القبضة، وهو ذات الشعار والقبضة التي اختارها مركز كانفاس لتدريب عصابات الثورات الملونة في اوتبور.