قدم فظة في العاصمة

هآرتس - أسرة التحرير

المسيرة السياسية، التي ترمي الى تقدم المصلحة الاستراتيجية العليا لإسرائيل في تحقيق حل الدولتين، عالقة في أزمة خطيرة. مساعي المبعوث الأميركي جورج متشيل لاستئناف المفاوضات على التسوية الدائمة علقت في مأزق. رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أعلن عن نيته اعتزال الحياة السياسية وفي نهاية الأسبوع دعا الى "المقاومة" على نمط المظاهرات في بلعين ونعلين.

اضافة اعلان

 يتركز الخلاف على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية والأحياء اليهودية في شرقي القدس. والأسرة الدولية، برئاسة الولايات المتحدة، تؤيد المطلب الفلسطيني في أن تمتنع إسرائيل عن تثبيت حقائق جديدة في هذه المناطق حتى إنهاء المفاوضات. لذا فإن إقرار خطة بناء 900 شقة في حي جيلو خلف الخط الأخضر لا ينسجم ودعوات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لاستنئناف المفاوضات.   وكذلك فإن هدم منازل فلسطينيين في قرية العيسوية في شرقي القدس لا يساهم في تحسين الأجواء العكرة التي سيطرت على العلاقات، بين عباس ونتنياهو. إضاف إلى ذلك فإن الإجراءات الإسرائيلية تعزز موقف حماس التي تدعي بأن مسيرة اوسلو كانت خطأ وتدعو الى المقاومة العنيفة للاحتلال.

 الادعاء بأن "حكم جيلو كحكم رحافيا" ليس سوى ذر للرماد في عيون البشر. ومع أن الكنيست أجاز القانون، ومع أن القضاء يعتبر المناطق التي ضمتها إسرائيل شرقي الخط الأخضر من الأراضي البلدية للقدس، فإن حكومات إسرائيل تعهدت بإجراء مفاوضات على السيادة في أحياء المدينة خلف الخط الأخضر. وكان رئيسا الوزراء، إيهود باراك وإيهود أولمرت، بحثا حتى في ذلك مع الفلسطينيين.

 في ولايته الأولى كرئيس للوزراء، استجاب نتنياهو لطلب قاطع من الرئيس بيل كلينتون، واستخدم صلاحياته وأخلى مستوطنين يهود من قلب حي فلسطيني في شرقي القدس وقد علل ذلك بالتطلع الى تقدم المسيرة السلمية والحفاظ على الهدوء في العاصمة. هذه التعليلات تنطبق في هذا الحين بل وبقدر أكبر.

 إذا كان نتنياهو يتمسك على حد قوله، بحل يضمن مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية وآمنة، فإن عليه أن يأمر فورا بتجميد نشاطات البناء والهدم في شرقي القدس. أما ادعاءاته وكأنه لا يعرف وأنه لا يمكنه أن يتدخل فليست مقنعة ولا تفسير لها غير انعدام الحس القيادي.