قرصنة الكتب ومصلحة القارئ

تعتبر دور النشر في الأردن والدول العربية أن القرصنة على صناعة النشر العربية خطيرة جدا لأن هذه القرصنة غير الشرعية وغير القانونية تهدد دور النشر الأردنية والعربية التي تستثمر ملايين الدنانير لنشر الكتب بمختلف أنواعها في أوساط الأردنيين والعرب.اضافة اعلان
في حفل افتتاح معرض عمان الدولي للكتاب التاسع عشر أول من أمس ركز ممثلو دور النشر الأردنية والعربية على خطورة القرصنة على صناعة النشر العربية، واعتبروها تحديا رئيسيا يجب التغلب عليه لصالح دور النشر، التي تعاني الكثير من جراء انتشار هذه القرصنة في الدول العربية وخصوصا انها لا تحترم الملكية الفكرية.
كما خصص القائمون على المعرض ندوة تعقد مساء اليوم تناقش خطر القرصنة على صناعة النشر العربية يتحدث فيها مختصون بالنشر في الأردن والوطن العربي.
والحديث عن خطورة "الكتب المقرصنة" على دور النشر العربية ليس بالجديد، فدور النشر العربية تستغل معارض الكتب وخصوصا معرض عمان للحديث حول هذا الخطر، وما يسببه من أضرار كبيرة على حركة النشر العربية القانونية.
وطبعا، الأمر واضح، فالخطورة تأتي من سعر الكتاب، فـ"الكتاب المقرصن" سعره منخفض جدا وفي متناول القارئ، في حين أن أسعار الكتب الصادرة عن دور النشر الرسمية مرتفعة، وهذا الأمر واضح وجلي في معرض عمان الدولي للكتاب المنعقد حاليا، فأسعار الكتب الصادرة عن دور النشر العربية مرتفعة، وبعضها مرتفعة جدا، باستثناء الكتب الصادرة عن وزارة الثقافة الأردنية، وبعض كتب الأطفال.
في السنوات الأخيرة، وجراء ارتفاع أسعار الكتب، وتطور التكنولوجيا، انتشرت في الدول العربية "الكتب المقرصنة" (الكتب المصورة) والتي تباع بأسعار منخفضة جدا، ما جعل الاقبال عليها شديدا، لأن أسعارها بمتناول القارئ.
لا توجد على ناشري "الكتب المقرصنة" التزامات كما على دور النشر، لأن نشر الكتب بهذه الطريقة غير قانوني، وبالتالي لا يترتب عليها رسوم واتعاب أخرى، وتكون جودتها متدنية، بحسب دور النشر القانونية والرسمية.
ولهذا ولانخفاض تكلفة "الكتب المقرصنة" فإنها تباع بأسعار منخفضة، ما يجعلها رائجة جدا في السوق، في حين تواجه الكتب الصادرة عن دور النشر وتتمتع بمزايا فنية عديدة تحديات كبيرة في السوق على رأسها، ابتعاد القارئ بشكل عام عن اقتنائها.
ولكن، رفض دور النشر لـ"الكتاب المقرصن"، ومحاولة محاصرته ومنعه من التداول بحسب القوانين المرعية في الدول العربية، لم تنجح حتى الآن. ويبدو، أنها لن تنجح أبدا، في حال واصلت دور النشر طريقتها الحالية في معالجة هذا التحدي.
إن الطريقة الحالية لمواجهة تحدي "الكتاب المقرصن" والتي تعتمد على مطالبة حكومات الدول العربية بتفعيل القوانين المتعلقة بالنشر والملكية الفكرية، ومحاسبة من يقوم بترويج هذا النوع من الكتب، لا تكفي، إن لم نقل أنها فشلت بالتعامل مع هذا التحدي.
المطلوب من دور النشر العربية معالجة هذا التحدي بطريقة جديدة، فبالاضافة إلى المطالبة بتفعيل القوانين، عليها العمل لاصدار كتب بمواصفات عالية، ولكن بأسعار منخفضة. وهذا الأمر بحد ذاته تحد كبير، ففي ظل ارتفاع مستلزمات النشر، لا يمكن بسهولة اصدار كتب ذات جودة عالية بأسعار بمتناول القارئ، ولكنه التحدي الذي يجب أن تخوض دور النشر غماره، وبإمكانها مطالبة حكوماتها بدعمها.
عندما وزارة الثقافة تصدر كتبا بجودة عالية وبأسعار جدا مخفضة، بامكانها أيضا دعم دور النشر لتقوم هي الأخرى بنشر كتب بمواصفات مرتفعة وبأسعار مخفضة.