قصص تروى وفن تصنعه سينمائيات أردنيات

figuur-i
figuur-i

إسراء الردايدة

عمان- ظهرت في الآونة الأخيرة، وتحديدا في العام 2019، حركة أقوى لصالح تمكين المرأة في صناعة الأفلام محليا وعالميا، خصوصا في ظل ارتفاع الفجوات في الأجور بين الجنسين، وغياب الحصول على أدوار متكافئة بينهما.
ولا شك أن الأردن يمتلك العديد من المواهب النسائية، التي استطاعت حجز مساحات كبيرة في العمل السينمائي، في الوقوف أمام الكاميرا أو خلفها.
وفي ظل التطور الرقمي، تسرد القصص بطرق متعددة، فالأفلام هي الوسيلة المثلى للمشاركة ونقل الحكايات وإيصال الرسائل، خاصة أن النساء هن الأكثر تمكنا في زيادة عدد الأفلام التي يتم إنشاؤها، وذلك لاطلاعهن على أكثر القصص، التي تنقل تجارب نضالهن عبر أفلام روائية ووثائقية طويلة أو قصيرة، سواء بمشاركتهن كـ"كاتبات أو مخرجات"، أو متخصصات في التحرير والمونتير والتصوير والتمثيل، وغير ذلك.
للمرأة صوت
منذ انطلاق صناعة السينما في الأردن بشكل كبير في الأعوام الـ17 الماضية من خلال مظلة الهيئة الملكية للأفلام، بات الحضور أشمل وأوسع، وهذا لا يلغي دور مؤسسات المجتمع المحلي الأخرى التي تحاول بقدر إمكاناتها المشاركة، ولكن الجهود في التركيز على تمكين المرأة سينمائيا تتم من خلال الهيئة بشكل أكبر.
وعلى نحو مماثل، في الفيلم، نحتاج إلى المزيد من النساء للمشاركة في عملية سرد القصص، وتوجيه الأفلام، فهذا هو ما سيحدد في نهاية المطاف كيفية ظهور القصة.
وفي كثير من الأحيان، لا يتم تخصيص خطوط كافية أو وقت على الشاشات لأدوار الإناث لإضفاء الطابع الإنساني، ومن أكثر الجوانب السلبية التي ما تزال مستمرة في صناعة الأفلام تحويل المرأة إلى سلعة. وما يزال من الشائع أن تكثر الشخصيات النسائية بالصيغ المبتذلة، وحتى يتسنى للنساء حقاً أن يبعن فيلماً ما، فقد يكون من الضروري أن يظهرن بمظهر مثير من أجل النظر إلى النساء على أنهن قويات.
قيادات سينمائية
اليوم، ونحن على بعد شهر عن مهرجان عمان السينمائي الدولي- أول فيلم، الذي تترأس مجلس إدارته سمو الأميرة ريم علي، فيما تتولى إدارته ندى دوماني، التي تملك مسيرة فنية متنوعة في مجال الإعلام لمدة 30 عاماً كصحفية في سويسرا، وترأس قسم الإعلام والبرمجة الثقافية في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام منذ العام 2007.
وفي المهرجان أيضا قيادة نسوية أخرى تتمثل بالمنتجة ديمة عازر وهي مديرة أيام عمان لصناع الأفلام، وهي منتجة أفلام ومستشارة لكتابة السيناريو وأيضا مؤسسة وشريكة إدارية لشركة "Talebox"، التي تعمل على رعاية وتنمية مواهب جديدة في الأردن والمنطقة. شغلت منصب مديرة التدريب الإقليمي في الهيئة الملكية للأفلام؛ حيث أدارت برامج التدريب التي تستهدف صناع الأفلام العرب بين العامين 2012 و2016.
وهناك المخرجة سوسن دروزة ومديرة مهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان"، الذي أتم عشرة أعوام، قدمت فيه أكثر من 800 فيلم عرضت طوال هذه المدة من مختلف أنحاء العالم، وتلقي الضوء على قضايا إنسانية.
مواهب تتفتح
منذ منتصف العام 2019 حققت المواهب الأردنية حضورا قويا، منها فوز فيلم "سلام" للمخرجة زين دريعي بنجمة الجونة بعد عرضه العالمي الأول في البندقية، وهو موضوع نسائي بحت.
وهنالك أيضا المخرجة دارين سلام التي أنجزت أول فيلم روائي لها، وهو "فرحة" بعد انتظار طويل عن طفلة تحلم بإكمال تعليمها وسط تحديات كثيرة، لمنتجته ديمة عازر وآية جردانة.
وينضم للركب أيضا المنتجة آية وحوش التي تعمل في فيلم "بنات عبد الرحمن" للمخرج زيد أبو حمدان، مع منتجته المنفذة وبطلته صبا مبارك، ويدور الفيلم في إطار من الكوميديا السوداء، حول قصة 4 شقيقات ينتمين لطبقات اجتماعية متعددة الاختلاف، ويسيطر الجفاء على العلاقات بينهن، وبعد الاختفاء الغامض للأب، يقررن البحث عنه. وتشارك في بطولته؛ فرح بسيسو ودانا الدجاني.
وأنجزت المخرجة راما عبيد، مؤخرا، فيلمها القصير "إيقاع الوادي" عن شاب يقوم بصناعة الناي من قصب محلي، وهنالك أيضا المخرجة هنادي عليان التي تصنع أفلاما عن قضايا المرأة وآخرها "بيت سلمى"، وهي أيضا من تقوم بكتابتها.
ولا تتوقف المواهب هنا، فهنالك مديرات إنتاج مثل ديالا الراعي التي عملت على فيلم "ذيب" في العام 2014، والمنتجة ميرفت اقصوي التي عملت على أفلام عديدة أيضا.
والمنتجة رولا ناصر، التي أنهت مؤخرا فيلم "الزقاق" للمخرج باسل غندور، والمنتجة الأردنية ناديا عليوات التي تعمل حاليا على إنجاز الفيلم الروائي اليمني الأردني في مرحلة التطوير "المحطة" للمخرجة سارة إسحاق.
هذه الأسماء ليست حصرية، فهنالك كثيرات يعملن في هذا القطاع، ويسخرن جهدهن ومواهبهن فيه، والأمر الأكيد أن السوق المحلية مليئة وغنية بهن، يعملن بشغف وحب لرواية قصصهن التي ترى النور شيئا فشيئا من خلال الدعم المحلي، وارتياد مهرجانات محلية ودولية وورش عمل تجعلهن على قدر كبير من المهارة، لينافسن في السوقين العربية والعالمية.

اضافة اعلان