قلعة الطفيلة صمدت طويلا لتسكن الذاكرة

قلعة الطفيلة صمدت طويلا  لتسكن الذاكرة
قلعة الطفيلة صمدت طويلا لتسكن الذاكرة

        فيصل القطامين

الطفيلة –   تتربع قلعة الطفيلة على التلة الشمالية الغربية للمدينة وتشرف على المنحدرات والأودية الواقعة الى الغرب منها وتطل على جبال مدينة الخليل.

اضافة اعلان

 اختلفت الروايات حول تاريخها ،ويعتقد بأن لها إرتباطا" آدومي" لكون المنطقة خضعت لنفوذهم الذي امتد من وادي الحسا الى وادي اللعبان وقد استخدمت عدة مرات من قبل المسيطرين على المدينة في كل مرة، فقد استخدمها المماليك والعثمانيون كملجأ ،ويدل على ذلك وجود بئر ماء بداخلها إضافة الى الأنفاق الكثيرة التي تؤدي الى عيون الماء المجاورة كعين ماء" الجهير" و"العنصر" و"شلحا".

يذكر ان القلعة ضربتها الزلازل عدة مرات وأعيد بناؤها في فترات لاحقة، بدليل اختلاف شكل البناء وطبيعته.

   ويتفق الروائي سليمان القوابعة في كتابه "الطفيلة موجز في جغرافيتها التاريخية " مع آخرين على أن قلعة الطفيلة ذات جذور آدومية وكانت البيوت تتراص حولها كالحلقة وأشار الى استخدامها من قبل من وروثوها في أزمنة متفاوتة إضافة الى تأثير الزلازل المدمرة فقد تعرضت للتخريب جراء الحروب وأعيد بناؤها مرات ومرات .

وتستطيع ان تدلف الى القلعة من بوابة كبيرة واسعة كانت تغلق أوقات الحروب ، عبر درج يصعد الى وسطها حيث ساحة القلعة التي يبلغ عرضها حوالي 9 أمتار بطول  14 مترا ،والساحة مرصوفة بالحجارة الضخمة تتوسطها بئر ماء عميقة كانت تستخدم في أوقات الحصار إضافة الى الأنفاق الكثيرة السرية تحت السطح والتي تتصل بعيون الماء المجاورة كعين ماء الجهير التي تبعد عن القلعة قرابة الـ ( 300) متر وتشاهد في الجدار الذي يرتفع قرابة الثمانية أمتار فتحات متسعة من الخلف وتضيق كلما اتجهت الى الخارج، واستخدمت لرماية السهام والبنادق لاحقا في عهد المماليك والعثمانيين الذين كانوا آخر مستخدمين للقلعة والغريب في الأمر أنه لاتوجد أي نقوش أو كتابات على جدران القلعة، ماجعل عملية تحديد تاريخها غير واضح على وجه الدقة . اما جدرانها، جاء الجدار الداخلي للقلعة على شكل درجتين أي أن الجدار ليس بنفس الاستقامة بل هنالك فاصل على شكل درجة في وسط المسافة لسيهل صعود المدافعين عنها الى أعلاها وليضعوا على هذه الدرجة التي تتوسط المسافة بعض العتاد والسلاح والتموين من الغاء وفي الغالب كانت تستخدم للحراسة المستمرة ومراقبة من في خارجها أو مراقبة تحركات المحاصرين .