قلق إسرائيلي من صفقات سلاح أميركي لدول عربية

هآرتس – باراك رابيد

وقعت الادارة الأميركية على سلسلة من صفقات السلاح واسعة النطاق مع دول عربية، وفي اطارها ستزود الولايات المتحدة مصروالسعودية والامارات المتحدة بوسائل قتالية متطورة عديدة كالصواريخ المضادة للسفن، والصواريخ المضادة للدبابات، و"قنابل ذكية" وقنابل خارقة للتحصينات. واعرب موظفون كبار في إسرائيل عن قلقهم من حجم صفقات السلاح التي تنفذها الادارة الأميركية مع العالم العربي.

اضافة اعلان

في كانون الأول (ديسمبر) افادت وزارة الدفاع الأميركية الكونغرس بسلسلة الصفقات وطلبت مصادقة على تنفيذها. وبالتوازي، نشرت تفاصيل الصفقات في موقع الانترنت للبنتاغون. وزارة الدفاع الأميركية افادت الكونغرس بأن ايا من هذه الصفقات "لن تغير الميزان العسكري في المنطقة".

بيع السلاح من الولايات المتحدة الى الدول العربية المعتدلة يقلق جهاز الامن منذ فترة ولاية الرئيس جورج بوش. وردا على الانتقاد تدعي الولايات المتحدة بأنها تزود مصر والسعودية ودولا عربية اخرى بالسلاح كجزء من رغبتها في تعزيز المحور المعتدل في الشرق الاوسط وردع ايران.

وحسب موظفين كبار في القدس وكذلك محافل أميركية، فقد وضعت اسرائيل في صورة وجود صفقات السلاح. وتكشف تقارير وزارة الدفاع الأميركية للكونغرس كما تظهر في موقع الانترنت الخاص بها انه في السنة الاخيرة، منذ تسلم اوباما مهام منصبه لم تنفذ صفقات سلاح مشابهة مع اسرائيل.

احدى صفقات السلاح كانت مع مصر في اطار صفقة بحجم 145 مليون دولار شملت بيع مصر 4 بطاريات صواريخ ضد السفن من طراز "هرفون 2" وفيها 20 صاروخا. ويدور الحديث عن صواريخ متطورة ودقيقة يمكنها ان تتغلب على أنظمة التشويش والمقاومة الالكترونية. اضافة الى ذلك ستبيع الولايات المتحدة مصر اربع سفن صواريخ سريعة في صفقة بقيمة بليون و 290 مليون دولار. ومبرر الادارة الأميركية لبيع وسائل القتال لسلاح البحرية المصري كان الحاجة المصرية للدفاع عن المداخل لقناة السويس. كما نفذت الولايات المتحدة صفقات لتعزيز سلاح الجو المصري، وفي اطارها بيع نحو 450 صاروخا ضد الدبابات من طراز "هل فاير" تركب على مروحيات الاباتشي. "مصر تحتاج الى هذه الصواريخ كي تدافع عن حدودها"، هكذا تم تبرير الصفقة في التقرير المقدم للكونغرس، والذي أضاف بأن  قيودا ستفرض على استخدام الصواريخ ونقلها.

وستبيع الولايات المتحدة مصر ايضا 156 محركا لطائرات قتالية من طراز اف 16 في صفقة بمبلغ 750 مليون دولار بعد ان وقعت في تشرين الاول (اكتوبر) صفقة لبيع 24 طائرة اف 16 من سلسلة سي و دي مع عتاد للقتال الالكتروني بمبلغ 3 بلايين دولار. ويدور الحديث عن طائرات من جيل أقدم بالقياس الى تلك التي تقدمها الولايات المتحدة لاسرائيل.

في اطار صفقة كبيرة اخرى نفذتها الولايات المتحدة مع السعودية سيباع الى الحرس القومي السعودي 2.742 صاروخا ضد الدبابات من طراز تاو 2. ويدور الحديث عن صواريخ متطورة توجد ايضا لدى اسرائيل، قادرة على اختراق تحصينات معظم الدبابات الموجودة اليوم. ويبلغ اجمالي الصفقة 177 مليون دولار. وجاء في التقرير المقدم للكونغرس ان الصفقة تمت كجزء من تطوير الحرس الوطني السعودي وألمح التقرير بأن هدف الصفقة هو ردع إيران ومكافحة عناصر القاعدة في اليمن وفي السعودية. كما أكد التقرير أن الصفقة "ستحسن قدرة السعودية على التصدي والحاق الهزيمة بالتهديدات القائمة والمستقبلية"، وسوف تستخدم السعودية هذه القدرات "لردع تهديدات اقليمية وتعزيز الدفاع داخل الدولة".

وهناك صفقة اخرى وقعت بين الولايات المتحدة والإمارات المتحدة، بقيمة 290 مليون دولار، وتشمل سلاحا للطائرات القتالية اف 16 مثل 1600 "قنبلة ذكية" موجهة بالليزر، 800 قنبلة بوزن طن و 400 قنبلة خارقة للحصون.

ورغم حقيقة ان الامارات لا تشكل تهديدا لإسرائيل، إلا أن هذه الصفقة هي الاخرى تقلق إسرائيل. والسبب في ذلك هو التخوف من نقل القنابل الى دول عربية اخرى.