كأس الكؤوس.. قمة كروية تفسدها الأخطاء التحكيمية

مدافع الوحدات - البرازيلي كارلوس يبعد الكرة بلعبة خلفية أمام لاعبي الجزيرة - (تصوير: أمجد الطويل)
مدافع الوحدات - البرازيلي كارلوس يبعد الكرة بلعبة خلفية أمام لاعبي الجزيرة - (تصوير: أمجد الطويل)

تيسير محمود العميري

عمان - توج فريق الوحدات بلقب كأس الكؤوس، مفتتحا موسم كرة القدم الجديد خير افتتاح.. اللقب يدخل خزينة النادي للمرة الثالثة عشرة، فيما أخفق الجزيرة للموسم الثاني على التوالي في نيل لقب البطولة.اضافة اعلان
ورغم أن الجزيرة كان صاحب الكلمة الأولى في المباراة، بعد أن سجل نجمه احمد سمير هدف السبق بعد مرور أقل من دقيقتين على بداية اللقاء، إلا أن الوحدات كان له ما أراد في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، حيث سجل نجمه الشاب العائد بعد غياب بسبب الإصابة صالح راتب هدف الفوز، بعد أن كان النجم الآخر سعيد مرجان قد سجل هدف التعادل عند الدقيقة 65.
المباراة جاءت جميلة ومثيرة وعامرة باللمحات الفنية والأهداف والفرص الضائعة والأخطاء التحكيمية، وتقاسم فيها الفريقان السيطرة.. الجزيرة باغت الوحدات بهدف مبكر وكاد أن يسجل هدفين آخرين على الاقل، في ظل حالة من التوهان عاشها "الأخضر"، جعلت "الأحمر" يتسيد الملعب ويفرض كلمته وايقاعه في وسط الملعب، رغم الحضور الجماهيري الكبير الذي آزر الوحدات.
التغييرات الكثيرة التي طرأت على تشكيلة الوحدات نتيجة احتراف عدد من اللاعبين في أندية أخرى سواء داخل أو خارج الأردن، وعودة بعض اللاعبين وضم آخرين، أفقدت الفريق انسجامه في مختلف خطوط اللعب لا سيما في الخط الخلفي، ورغم أن الحارس تامر صالح تعرض لهدف سريع، الا أنه وقف بالمرصاد لأكثر من فرصة لاسيما في الشوط الأول واخرى في الدقائق الاخيرة من زمن المباراة، ولم يكن الخط الخلفي بعافيته، نتيجة غياب الانسجام بين قلبي الدفاع البرازيلي كارلوس والسوري هادي المصري، وعودة احمد الياس الى مركز الظهير الايسر بعد غياب وكذلك الحال بالنسبة للظهير الايمن أدهم القرشي.
وكان واضحا أيضا وجود خلل بين عبيدة السمارنة وسعيد مرجان في عمق منطقة الوسط، التي سيطر عليها لاعبو الجزيرة محمد طنوس ونور الدين الروابدة والفلسطيني اسلام البطران واحمد سمير والسوري محمد عواطة، فلم يستطع أنس العوضات ويزن ثلجي وحمزة الدردور تهديد مرمى الحارس احمد عبدالستار الا ما ندر خلال الشوط الأول، وبقيت المنطقة الخلفية للوحدات مصدر قلق لانصار الفريق في ظل تحركات المهاجم عبدالله العطار ومن خلفه لاعبي الوسط، فكانت التسديدات القوية من خارج المنطقة من قبل طنوس سلاحا فعالا، جعل الوحدات في موقف دفاعي أكثر منه هجوميا في النصف الأول من زمن المباراة.
لكن الحصة الثانية شهدت تغييرا جذريا على حال الفريقين.. الوحدات أخرج العوضات وزج برجائي عايد كلاعب ارتكاز حرر زميله سعيد مرجان للانطلاق هجوميا، فيما أراد مدرب الجزيرة نزار محروس المحافظة على هدف السبق، من خلال تفعيل المنظومة الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة، فيما استفاد الوحدات من ورقة صالح راتب كبديل عن المصاب يزن ثلجي، ومن هجمة منسقة أدرك الوحدات التعادل، بهدف غير صحيح، لأن المهاجم حمزة الدردور مرر الكرة لزميله سعيد مرجان، بعد أن كانت قد خرجت من الملعب بكامل استدارتها.
هذا الخطأ لم يشهده حكم الساحة أدهم مخادمة ولا الحكم خلف المرمى احمد فيصل، وبالتالي تم تسجيل هدف للوحدات كان مؤثرا بشكل ملحوظ على نتيجة المباراة، وحرم فريق الجزيرة من فرصة لعب شوطيين اضافيين على الاقل.
وللمرة الثانية على التوالي يخسر الجزيرة لقب كأس الكؤوس ويكتفي مكرها بالوصافة نتيجة خطأ تحكيمي واضح.. في الموسم الماضي احتسبت عليه ركلة جزاء غير صحيحة لصالح الفيصلي الذي فاز بالمباراة 2-1، وفي هذا الموسم سجل الوحدات هدفا غير صحيح مكنه من الفوز 2-1، وفي كلا المباراتين كان حكم الساحة أدهم مخادمة، الذي يعد من أفضل الحكام الأردنيين ومن حكام النخبة الآسيوية، ومع ذلك لا بد من التساؤل.. لماذا يمنح نفس الحكم فرصة قيادة هذه المباراة المفصلية رغم الأخطاء غير المقصودة التي وقعت في مباريات سابقة؟.. لماذا يبقى هذا الضغط النفسي على الحكم؟.. لماذا على الجزيرة أن يدفع دوما ثمنا باهظا لأخطاء الحكام؟.. لماذا لم يطلب الجزيرة حكاما من الخارج كما كان يفعل؟.. هل السبب في ذلك هو الضائقة المالية التي يمر فيها النادي؟.
الوحدات فاز باللقب ويستحق الاشادة والتقدير.. والجزيرة خسر لقبا كان في متناول اليد، نتيجة خطئه في عدم تسجيل مزيد من الأهداف والارتداد الدفاعي غير المبرر وخطأ تحكيم مكشوف، على أمل أن يكون ملف التحكيم تحت أنظار الاتحاد، لاسيما وأن الدوري سينطلق يوم الجمعة المقبل، ويبدو أن أكثر من ناد يملك القدرة والطموح للمنافسة على اللقب.