كتاب جديد عن خير الدين الزركلي: دراسة موضوعية وفنية للأشعار

عمان - الغد- أصدرت دار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتابا جديدا بعنوان "خير الدين الزركلي: الشاعر العلم _ الصورة التي اختفت في ركام النسيان"، وهو عبارة عن دراسة موضوعية وفنية لنتاجه الشعري أعدها عماد محمد حمرة.اضافة اعلان
يتضمن الكتاب مقدمة وتمهيدا عن حياة الشاعر، وبابين؛ الأول يتضمن أربعة فصول، وكل فصل يحتوي على عدة نقاط، أمّا الباب الثاني فينقسم إلى ثلاثة فصول تضمنت عدة نقاط، تطرق فيها الكاتب إلى عدة محاور أهمها حياة خير الدين الزركلي، الشعر الوطني والقومي والسياسي، الشعر الوجداني، الشعر الاجتماعي، الظواهر البلاغية، الظواهر الأسلوبية في شعر خير الدين الزركلي، وغيرها الكثير من العناوين ليعطينا فكرة شاملة عن حياة خير الدين الزركلي، إلى جانب نتائج الدراسة، وملاحق البحث، ولم يغفل عن كتابة المصادر والمراجع التي استعان بها في إعداد هذه الدراسة.
وجاء في مقدمة الكتاب أنه وعلى الرغم من الشهرة الواسعة التي حققها الزركلي من خلال كتابه "الأعلام"، ونتاجاته النثرية الأخرى التي أغنت المكتبة العربية، فإن نتاجه الشعري لم يلق أي اهتمام من الدارسين للأدب العربي الحديث، إلاّ في بعض النثريات التي اتخذت سبيلها إلى التعريف بحياته مع الإشارة إلى بعض أشعاره حتى العام 1925 فقط.
 كما ترك خير الدين الزركلي مؤلفات مهمة أثرت المكتبة العربية، ومنها الآثار الشعرية. وقد ضاع بعض من شعره في مقتبل العمر بسبب احتراقه وتلفه، من بينها مجموعة أعدت للطبع كانت بعنوان "عبث الشباب" حيث التهمتها النار، وكان ذلك العام 1918. وفي المرحلة التي امتدت من أواخر القرن التاسع عشر إلى سبعينيات القرن العشرين، كانت مسيرة الشاعر خير الدين الزركلي، حيث أنجبت لنا تلك المرحلة شعراء يستحقون من محبي ودارسي الأدب العربي أن يزيلوا غبار النسيان عن نتاجاتهم الشعرية، وبصفة خاصة الشعراء الذين لم ينالوا حظهم من الدراسة الوافية، ولم يسلط الضوء على الدواوين الشعرية التي تركوها.
ولأن كتاب "الأعلام" الذي تركه لنا الزركلي قد سرق بريق نتاجه الشعري- لما يقدمه من فوائد جمة- قدمت هذه الدراسة الموضوعية والفنية عن خير الدين الزركلي الشاعر.
 وشعر خير الدين الزركلي الوطني غزيرٌ جداً إذا  قورن بالأغراض الأخرى، فقد كان رائد الشعر الوطني في القرن العشرين. وقد تميّز شعره الوطني بالجرأة والعنفوانية الشعرية، وهذا ما أكسبه مصداقية وانتشاراً بين الناس، فكان يطرح القضية بأسلوب مباشر بعيداً عن الرمز والتلميح. حمل خير الدين الزركلي وشهد ما تعاني منه أمته العربية من هموم، حيث حمل هموم أمته منذ شبَّ على الطوق، فنافح بقلمه وفكره ومشاعره في سبيل حريتها واستقلالها، وتغنى بأمجادها، فملأ عيون الناس، وقلوبهم وعقلولهم. وطلع الزركلي ليكون رائداً في الشعر الوطني.. يومها كان في الشباب ويحمل حماسة الشباب. وهذه المرحلة الشعرية من حياة الزركلي على الرغم من غناها بالأحداث، فإن النتاج الذي وصلنا منها قليل جداً.
ويصنف الزركلي ضمن شعراء المدرسة الكلاسيكية التي سارت على نهج القدماء، وتمسكت بتجاربهم، وإن كان شعره لا يخلو من ومضات تجديدية وقد كانت له تجارب الرومانسيين في قصائده التي تحدث فيها عن مشاعره تجاه الوطن، وقصائده في محاكاة الطبيعة والغزل، وقد جاء شعره سهلا بسيطا بعيدا عن الرمز والتعقيد، وقد برع الزركلي في شعره الاجتماعي بالقصة الشعرية، إذ انتقد من خلال قصصه الواقع المرير، وسلط الضوء على المشكلات الاجتماعية من فقر وتشرد.