كتاب جديد عن مارسيل بروست لجيروم بريور

رسم للروائي الفرنسي مارسيل بروست -(أرشيفية)
رسم للروائي الفرنسي مارسيل بروست -(أرشيفية)

مدني قصري

عمان - في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1890، نشر أحدهم يدعى مارسيل بروست Marcel Proust، البالغ من العمر 19 عاما نصه الأول في إحدى المجلات الشهرية. فحتى شهر أيلول (سبتمبر) 1891، استطاع أن ينشر أحد عشر نصا، تحت أسماء مستعارة مختلفة - النجم لامع، دو برابانت، الفحم، Y، بوب، المحك - تحت الحروف الأولى من اسمه (.M. P)، ومرة واحدة فقط باسمه الحقيقي. سجلات الموضة، الحياة الاجتماعية والثقافية، تعليقات عن المعارض، وملخص ديوان شعر.اضافة اعلان
خطا الشاب "داندي" خطواته الأولى في صالونات باريس للفنون والآداب. وقد صقل قلمه، وعاشر الأوباش في قاعات الموسيقى والنوادي الليلية، ومنها استلهم قصيدة شعرية قصيرة وقصتين. في القصة القصيرة الأولى يذكر "أشياء نورماندية"، ومناظر العشب الطبيعية، ومناظر بحرية ما انفك يتردد عليها، بحثا عن الزمن الضائع. وفي القصة الثانية يصور شخصية إحدى الصبايا واسمها "أوديت" التي حكى عنها من قبله أحد الرواة المجهولين، وهي الصبية التي راودت ذكراها ذهنه من جديد بعد مرور سنوات طويلة من الشوق والحنين. 
لعدد مجلة "الشهرية" يقوم جيروم بريور، الكاتب، والمخرج، ومؤلف رواية "شبح بروست (الصادرة عن دار غاليمار) والحائز على جائزة "سيليست" بإصدار كتاب تحت عنوان "مارسيل بروست قبل بروست".. وهي مقدمة تروي سياق الخطوات الأولى للكاتب الفرنسي العالمي الشهير "مارسيل بروست" حين توغل في العالم الذي ظل يغذي أعماله الإبداعية المتعاقبة.
يعتبر مارسيل بروست (Marcel Proust 1922)  واحدا من كبار الروائيين الفرنسيين. عاش في باريس في أواخر القرن 19 وأوائل القرن 20 في باريس، ومن أبرز أعماله سلسلة روايات شهيرة ومنها "البحث عن الزمن الضائع"، وهي تتضمن سبعة أجزاء، صدرت ما بين عامي 1913 و1927. وهي اليوم تعتبر من أشهر الأعمال الأدبية الفرنسية. تستعرض كتاباته تأثير الماضي على الحاضر. كان بروست ناقداً ومترجماً واجتماعياً أيضاً.
ولد بروست في مدينة أوتوي في العام 1871 لعائلة غنية، وتوفي في باريس يوم 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 1922. ودرس القانون والأدب. ارتباطاته الاجتماعية جعلته يرتاد غرف الضيوف الفخمة لدى النبلاء. قام بروست بكتابة عدد من المقالات للصحف الباريسية. كما نشر أيضاً العديد من القصص، مثل "المتع والأيام" الصادرة في العام 1896. وقد عانى بروست في طفولته من مرض الربو، وأصبح معزولا عن المجتمع مع حلول العام 1897 في أعقاب تفاقم حالته الصحية. كما أثرت وفاة والدته في العام 1905 على حالته النفسية فجعله ذلك أكثر انعزالاً.
في العام 1907 بدأ مارسيل بروست الكتابة بعمله الشهير "البحث عن الزمن الضائع" بأجزائه السبعة ما بين 1913 و1927 كما رأينا، أي أن جزءا منها لم يصدر إلا بعد وفاته. وقد حاز الجزء الثاني (من ظل الصبايا الوردية)، على جائزة "غونكور" العام 1919. وقد توفي مارسيل بروست منهَكا يوم 18 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1922 بسبب التهاب شعبي أهمل علاجه. 
تمثل أعمال مارسيل بروست الروائية تأملا عميقا حول الزمن والذاكرة العاطفية وتأملا أيضا في وظائف الفنون التي ينبغي أن تقدم عوالمها الخاصة. ولكن أعمال بروست تمثل أيضا تأملا في الحب، والغيرة، والحسد، مع الشعور بالفشل والفراغ الذي يلوّن بلونه الرمادي السوداوي رؤية بروست الوجودية التي تحتل المثلية حيزا مهما في أعماله الإبداعية. وتعتبر روايته "البحث عن الزمن الضائع" أيضا كوميديا إنسانية واسعة يمثل الأدوار فيها أكثر من مائتي ممثل.