كتاب يصفون أمسيات الرابطة الرمضانية بـ"برامج التسلية"

كتاب يصفون أمسيات الرابطة الرمضانية بـ"برامج التسلية"
كتاب يصفون أمسيات الرابطة الرمضانية بـ"برامج التسلية"

 عزيزة علي

عمان- أكد مثقفون ضعفَ الأمسيات الشعرية التي نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين في شهر رمضان، وتساءلوا عن غياب بعض الأسماء الشعرية المكرسة عن هذه الأمسيات.

اضافة اعلان

ورأوا ضرورة مشاركة  الأجناس الأدبية الأخرى في مثل هذه الأمسيات كالقصة القصيرة والعروض المسرحية والسينمائية.

وقال الشاعر والصحافي عمر شبانة :"إن ما استمعت إليه كان دون الحد الأدنى، وأن ما جرى تقديمه يسجل تراجعا مخجلا لا يجوز التغاضي عنه".

وأضاف شبانة "إنها فضيحة تتطلب المراجعة الجدية لبرامج الرابطة في المستقبل". قائلا:"أظن أن ثمة ما هو أفضل، وليس مبررا القول بأن السبب في هذا البرنامج الضعيف هو "عدم تكرار الأسماء التي شاركت في السنة الماضية".

ويتفق الناقد محمد المشايخ مع الرأي السابق مع تمنيه  لو أن بعض الأسماء الشعرية المهمة لم تغب، بحجة مشاركتها في مواسم شعرية سابقة".

ويتساءل شبانة:"هل من المعقول أن نقدم هذه التجارب "البائسة" بحجة عدم التكرار؟"

ويبين أن هذه هي ملحوظة أولى على الأمسيات، أما الثانية فهي تتعلق "بالغياب الفادح وشبه الكامل لأعضاء الرابطة، وللشعراء بشكل خاص، عن حضور هذا النشاط الثقافي، حيث أن مثل هذا الغياب يكرس نهج إقامة الأمسيات الشعرية بمن حضر، الأمر الذي يكرس الضعف والهزال في هذه الأمسيات التي تحتضن كل من هب ودب من دون أي مراعاة للمستوى".

وقال شبانة:" لقد شهدنا أمسية "فنية" بالتنسيق مع رابطة من الروابط الزميلة كانت أقرب إلى صيغة برامج التسلية التي تقدمها بعض الفضائيات الرخيصة، وهذا ليس دور الرابطة، التي ينبغي عليها الارتقاء بالذائقة الفنية وبالمستوى الثقافي بشكل عام".

وزاد شبانة "هذا ما لا نريده لرابطة الكتاب ذات الأهداف والتاريخ والمسيرة المختلفة كلها عما سمعنا وشاهدنا من سلوك يحرف الرابطة عن مبادئها التي قامت من أجلها".

من جانبه رأى د. عبد الفتاح النجار في الأمسيات الشعرية الرمضانية فكرة جيدة وتستحق الإشادة، فهي تعرض لما يدور في الساحة الشعرية من ممارسات، إذ تجعل المستمع –المتلقي- على صلة بما يدور في الساحة الشعرية، وتطلعه على التنوع الشعري، وكذلك تجعله على تواصل مع الشعراء والتعرف إليهم، وإلى مستواهم، ويتذوق شعرهم.

وعن الأمسية التي استمع إليها قال:"إن الشعراء قدموا وجبات من الشعر العمودي والحر اضافة الى حضور الموضوعات الاجتماعية والوطنية في القصائد ، حيث يجد فيها المستمع ما يرضي ذوقه".

من جانبه رأى عضو الهيئة الإدارية في الرابطة القاص مفلح العدوان انه "يجب البحث عن آليات جديدة في تقديم هذه الأمسيات وإدارة الفعاليات في الرابطة سواء  أكان في شهر رمضان أو في غيره، وفي طريق العرض والإعلان ونوعية الفعاليات"، مبينا ضرورة وجود وإدخال "أجناس إبداعية جديدة لتقديمها للجمهور وزيادة ورش العمل المتخصصة، وتكون محصورة ضمن متخصصين ليخرجوا بنتائج عملية للندوات".

وأيد المشايخ فكرة العدوان حول ضرورة حضور الأجناس الأدبية ورأى انه كان يجب أن لا "يقتصر الموسم على الشعر فحسب، فالتغيير والتجديد في هذا المواسم مطلوب".

ولفت  إلى انه مع تغيب الأجناس الأدبية الأخرى، وتغيب أسماء مهمة في الشعر... لا يعني التقليل من أهمية الموسم والقائمين عليه".

 واتفقت د. شهلا العجيلي مع الرأيين السابقين حول ضرورة أن يكون هناك نصيب للأمسيات القصصية في رمضان القادم بحث تكون هناك "قراءات قصصية ترافق هذه الأمسيات الشعرية ".

ونوه العدوان إلى ضرورة "إعطاء البعد الصورة والمجال المرئي مساحة اكبر في هذه الأنشطة الإبداعية"، منوها إلى تقديم عروضسينمائية ومسرحية إلى جانب الأمسيات الشعرية المندمجة بالموسيقى والبحث عن شكل جديد في تقديم المنجز الإبداعي".

وقالت  د. هدى فاخوري إنها:"المرة الثانية التي تقوم الرابطة فيها بإقامة أمسيات شعرية في رمضان، إذ يجتمع الزملاء والأصدقاء في نادي رابطة الكتاب ليستمعوا للشعر في أجواء حميمية دافئة".

 ونوهت فاخوري إلى أن هذه الأمسيات "تعرفنا على زملائنا من الشعراء الذين لم نكن قد استمعنا إليهم من قبل".

وبينت فاخوري أن الهدف من إقامة هذه الأمسيات هو"خلق أجواء أسرية تجمع من لم يكونوا يجتمعون في السابق".

ولفتت إلى أن الرابطة "تستقبل كل عضو وكل صديق وكل من يهتم بالكتاب".

وأشارت إلى وجود المكتبة التي يمكن أن يستفيد منها "رواد النادي حيث تشمل على الكتب والمجلات ويستطيع المثقفون الجلوس فيها وطرح مواضيع شتى ومختلفة  ويقدمون ملاحظاتهم واقتراحاتهم حول هذه الأنشطة والأمسيات والندوات".

واتفق العدوان مع الرأي السابق حول ضرورة إعطاء البعد الاجتماعي "أولويته في رابطة الكتاب وقد تأخر افتتاح النادي سنوات كثيرة كان من الممكن لو تأسس سابقا ان تكون اللحمة  بين المثقفين والكتاب وجمهورهم أكثر قربا.

مؤكدا على أن الفكرة الأساسية هي "الخروج من النمط التقليدي في تقديم الثقافة"، مبينا أن فكرة النادي ربما تكون "إحدى الآليات لجذب الجمهور والحضور ولكنها تحتاج إلى آليات أخرى وطرق بديلة تدعم هذه الاتجاه".

ورأى المشايخ أن الموسم الشعري الرمضاني الذي نظمته الرابطة من خلال هذه الأمسيات "شهد تنوعا وتعددا في المضامين والأشكال، فتألقت القصيدة العمودية، وقصيدة التفعيلة والنثر، وتنوعت المضامين بين الوطني الملتزم، والاجتماعي والغزلي وما ضايق معظم الحضور بعض القصائد التي أوغلت في الرمزية المغلقة، وغيبت مفاتيح فهم النص".

مؤكدا على أن هذه الأمسيات تكللت بالنجاح، واستقطبت كثيرين من عشاق الشعر، وحققت التواصل بينهم وبين الشعراء.

من جهة أخرى قال د. حسام العفوري إن تناغم الشعور المتدفق بالعطر والريحان بين الشاعر والمستمع نغم يسمو بهم إلى فضاء أوسع.

ولفت إلى إن كان الإلقاء متواصلا بين اللفظ وسيمائية الوجه واليدين، كان حسا في العين والأذن والقلب، لافتا إلى أن اللقاء في رابطة الكتاب الأردنيين مع الأحبة وخصوصا من نراهم في المناسبات بشكليها الجميل والحزين، ونطمح أن يتواصل هذا الصرح الشامخ مع أعضائه من أدباء وشعراء ومستمعين على الدوام بلا موسم أو حفل.