كفاية عقوبات

من الواضح تماما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "حط جمهورنا في راسه"، مستفيدا من أخطاء حقيقية يرتكبها نفر غير مسؤول من جمهورنا خلال مباريات المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم، ما أدى إلى تواصل حلقات مسلسل الغرامات المالية بحق الاتحاد الأردني لكرة القدم.اضافة اعلان
تقارير المراقبين لمباريات المنتخب الوطني في ستاد الملك عبدالله الثاني، تحمل اتهامات للجمهور باستخدام "الليزر" بشكل مؤذ للفريق المنافس، وكذلك القاء زجاجات المياه واحيانا اطلاق الشتائم بحق حكام المباراة، وفي كل المباريات السابقة سواء كانت امام اليابان او عُمان او أوزبكستان، كانت النتيجة واحدة "غرامة مالية باهظة"، رغم أن اتحاد الكرة بحاجة إلى كل "قرش" للانفاق على المنتخب.
"ومن الحب ما قتل"... شعار يجسده بعض المتفرجين "ربما عن جهل"، خلال مباريات المنتخب في عمّان، فيرتكبون مخالفات تتجاوز خطورتها الغرامة المالية رغم قسوتها، إلى ما هو اسوأ في حال استمر هذا النهج، وقد يؤدي الأمر إلى اتخاذ "فيفا" قرارا بمنع اقامة مباراة او اكثر للمنتخب على أرضه.
ماذا نستفيد اذا قام مشجع غير مدرك لخطورة تصرفه باستخدام الليزر في الملعب؟.. وماذا نستفيد اذا شتمنا الحكم في حال ارتكب خطأ، او ألقينا عليه وعلى الفريق المنافس زجاجات مياه؟.
الجواب واحد... لا شيء ومزيد من العقوبات المالية وربما تطورها لما هو اسوأ، فكيف لنا أن نمنع في المباريات المقبلة ما حصل في مباريات سابقة؟.
اعتقد أن حب المنتخب مسألة لا يستطيع احد أن يزاود عليها، وكل متفرج يؤازر المنتخب في مدرجات الملعب او امام شاشة التلفزيون، هو مشجع يحب منتخب بلاده ويتطلع لرؤية النشامى في مونديال البرازيل المقبل، لكن هذا الحب الجارف لا يبرر للبعض أن يتصرف بشكل يؤذي الفريق المنافس ومنتخبنا الوطني في آن واحد.
في المواجهات المقبلة يحتاج المنتخب الوطني إلى هتاف جمهوره الوفي والشد من أزر اللاعبين، ولا يحتاج إلى "ليزر" لتسليطه على عيون اللاعبين المنافسين ولا زجاجات مياه تلقى على أرضية الملعب، في مشهد لا يمت بصلة للروح الرياضية.
حُسن التنظيم مسألة مهمة تتعلق باتحاد الكرة والجهات الأمنية، ومنع حدوث الشغب بأي شكل من اشكاله والاساءة لحكام المباريات والفرق الاخرى من قبل بعض المتفرجين، مسؤولية الدرك والجهات الأمنية، فالمنتخب ليس بحاجة إلى من يجسد من المتفرجين مقولة "الدب الذي قتل صاحبه".