كفرسوم يحزم "أمتعة الرحيل" وثلاثة فرق تخشى "دوامة الهبوط"

كفرسوم يحزم "أمتعة الرحيل" وثلاثة فرق تخشى "دوامة الهبوط"
كفرسوم يحزم "أمتعة الرحيل" وثلاثة فرق تخشى "دوامة الهبوط"

لقب الدوري الممتاز ينتظر فارسه بامتياز
 

تيسير محمود العميري

عمان - النتائج التي اسفرت عنها المباريات الثلاث التي اقيمت يومي الجمعة والسبت الماضيين، في سياق الجولة السادسة عشرة من بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم، اعطت مؤشرا واضحا فيما يتعلق بصراع الهبوط، الذي بات محصورا بأربعة فرق فقط مع دخول البقعة مرحلة الامان وان كان بحاجة الى نقطة على الاقل ليتجاوز اية مفاجأة غير سارة قد تحدث في لحظة حرجة.

اضافة اعلان

وبالفوز الذي حققه شباب الحسين على كفرسوم بثلاثية نظيفة قفز الاول خطوة مهمة الى الامام، ربما ستساعده كثيرا على تحقيق حلمه بـ"النجاة" من الغرق في "بحر الهبوط"، في الوقت الذي حزم فيه كفرسوم امتعته وجهز نفسه للمضي قدما في رحلة "مكره" على الالتحاق بها، والعودة الى مصاف "دوري المظاليم" بعد غياب طويل بعد ان تأكد هبوطه رسميا.

فشباب الحسين وضع النقطة 15 في رصيده فيما بقي رصيد كفرسوم 9 نقاط، لكن ذلك لا يعني ان شباب الحسين في منأى عن الخطر، بل ان وضعه بقي متأرجحا بين البقاء والهبوط، طالما ان ثمة فريقين آخرين يواجهان نفس المصير.

ورغم ان الجزيرة كان يعيش لحظات فرح في الايام الماضية نتيجة فوزه على شباب الاردن متصدر الدوري، الا ان الفرحة قابلتها "ترحة" تمثلت في خروج الفريق خاسرا امام الرمثا بهدف من طراز "ستروبيا"، كان كافيا ليبقي الجزيرة في دوامة الخطر، ويتجمد بالتالي رصيد الفريق عند النقطة 13 وهو رقم مشؤوم في عُرف الكثيرين.

وظهر فريق اليرموك وهو الفريق الرابع المهدد بالهبوط رافضا للخدمة الجليلة التي قدمها له الحسين اربد، عندما منحه الفرصة مرتين لتسجيل هدف التعادل، بيد ان لاعبيه رفضوا ترجمة ركلة الجزاء الى هدف والتي أعيد تنفيذها لتخرج بعيدا عن المرمى.

جولتان حاسمتان

بطاقة الهبوط الثانية التي لا يرغب احد في نيلها باتت محصورة بين فرق الجزيرة وشباب الحسين واليرموك على التوالي، والمواجهتان المتبقيتان لكل فريق تشكلان قلقا وفرصة اخيرة لالتقاط "طوق النجاة"، وتبدو المباريات الست المتبقية للفرق الثلاثة في غاية الاهمية وان تفاوتت الحظوظ والقوة فيها.

فالجزيرة سيخوض مباراة امام كفرسوم يوم 30 نيسان/ ابريل الحالي على ملعب الحسن، ونظريا يبدو كفرسوم بلا هدف من المباراة في حين لن يقبل الجزيرة بغير الفوز فيها، والمباراة الثانية للجزيرة ستكون امام الوحدات يوم 22 ايار/ مايو المقبل، والأخير لديه طموح في المشاركة العربية، ولن يحصل ذلك الا من خلال الحصول على المركز الثالث في الدوري وغير ذلك، فإن الموسم المقبل سيكون خاليا من المشاركات الخارجية الا في حدود اختياره كفريق صاحب قاعدة جماهيرية من قبل الشركة الراعية للبطولتين العربيتين، وهذا قد يفرض سخونة المواجهة الثانية ويضع الوحدات تحت عبء نفسي ثقيل تجنبا للدخول في احاديث جرت قبل سنوات وتحديدا عقب الفوز الجزراوي على الوحدات في آخر المباريات فهبط الفحيص آنذاك، وقام الاتحاد بشطب الحكم الدولي يوسف السواركة!

أما فريق شباب الحسين فله مباراتان "ناريتان" امام فريقين يملكان هدف الحصول على المركز الثالث وهما الوحدات والحسين اربد، والمباراة الاولى ستكون امام الوحدات يوم 30 نيسان/ ابريل الحالي، والمباراة الثانية يوم 22 ايار/ مايو المقبل.

بدوره سيخوض اليرموك آخر مواجهتين له امام فريقي شباب الاردن والبقعة، والمواجهة الاولى التي ستجري يوم بعد غد الاربعاء لها اهميتها القصوى، لا سيما وان اليرموك سيواجه فريقا يريد نيل لقب الدوري لاول مرة، في حين يرى اليرموك بأن نقطة واحدة على الاقل ستمنحه مزيدا من الحظوظ للبقاء، بيد ان منافسه غير قادر على فقدان اية نقطة جديدة بعد الثلاث التي فقدها امام الجزيرة، ومواجهته امام البقعة يوم 22 ايار/ مايو المقبل قد تكون عادية اذا ما تم حسم صراع الهبوط قبل المدة المقررة لنهاية الدوري الممتاز.

إثارة محدودة في الطابق الأوسط

الإثارة التي حدثت في الطابق الاوسط كانت محدودة ومتوقعة لكنها لا تعطي مؤشرا واقعيا في ظل غياب المنافس الثالث لفريقي الرمثا والحسين اربد على المركز الثالث، والوحدات الذي لديه 22 نقطة له ثلاث مباريات مؤجلة غير اللتين تبقتى لكل فريق، وبالتالي فإن من سيحصل على المركز الثالث سيبقى مجهولا والامر مرتبط ايضا بالمواجهات التي ستجمع الوحدات مع الرمثا والحسين اربد يومي 5 و 10 ايار / مايو المقبل.

لكن الاثارة في سياق المنافسة على اللقب ستتجسد اعتبارا من يوم الاربعاء المقبل عندما يلتقي شباب الاردن مع اليرموك، فيما سيلعب الفيصلي مع الرمثا يوم السبت المقبل، قبل ان يلتقي شباب الاردن والفيصلي في "قمة تاريخية" يوم الخامس من الشهر المقبل.

بين نظرتين!

ويبدو بعض اللاعبين الراغبين في الحصول على لقب "هداف الدوري" بين "نارين"، اولهما مصلحة الفريق التي تفرض التسجيل بغض النظر عن اللاعب المسجل للهدف، وثانيهما مصلحة اللاعب الفردية التي تنحصر في سعيه للتسجيل، وهو الامر الذي قد ينعكس سلبا على الفريق في حال ضاعت الاهداف ولم تسجل.

ومن الغريب ان اللاعبين المتنافسين على لقب هداف الدوري، تتشابه ظروفهم والرغبة من فرقهم بتغليب المصلحة العامة على الخاصة، فمهاجم الفيصلي عبدالهادي المحارمة ينفرد بصدارة الهدافين برصيد 11 هدفا، وفريقه يطمح بلقب الدوري ولا يعنيه كثيرا من يسجل الاهداف بمقدار ان تسجل حقيقة، والامر ينطوي على مهاجمي شباب الاردن فادي لافي وبسام الخطيب ومهاجم الجزيرة احمد هايل اضافة الى لاعب البقعة مؤيد ابوكشك وجميعهم له 9 اهداف.

عموما الإثارة قادمة لا محالة والصراع على لقب الدوري والمراكز المتقدمة وتجنب بطاقة الهبوط الثانية يتأرجح بين السخونة والبرودة كحال تقلب الطقس هذه الايام (يوم حار .. يوم بارد)، وان كانت البوادر تشير الى ارتفاع السخونة تدريجيا، وفي ذات الوقت فإن متابعة من تبقى من مباريات وقراءة تلك النتائج بعيون حادة امر لا مفر منه، حتى لا تقع بعض الفرق ضحية لنتائج غير حقيقية!

 (تصوير: امجد الطويل)