كفرنجة: أراض مروية مهددة بالعطش صيفا.. ودعوات لاستثمار مياه السد

عامر خطاطبة

عجلون – أكد مزارعون في محافظة عجلون، أن المساحات الزراعية المروية الممتدة على وادي كفرنجة مهددة بتراجع حصصها المائية خلال الصيف، سيما مع تدني الموسم المطري هذا العام، وتوقع تراجع مستوى المياه في وادي كفرنجة، ما يستدعي تفكيرا جادا من قبل الحكومة بضخ كميات من سد كفرنجة، الذي ما يزال دون استغلال لمياهه منذ 5 سنوات، في الوادي خلال أشهر الصيف لانقاذ تلك المساحات الزراعية.اضافة اعلان
وقالوا إن تلك المساحات مزروعة بآلاف أشجار الزيتون المعمر المروية، التي تحتاج إلى ريها من خلال الأقنية عدة مرات خلال الصيف، وإلا تعرضت للجفاف، هي وأنواع أخرى من الأشجار والخضروات.
ويقول محمد الخطاطبة، إن بقاء معدلات الأمطار في كثير من مناطق المحافظة بحدود 550 ملم، سيؤثر سلبا على جفاف العيون المنتشرة على وادي كفرنجة مبكرا، وبالتالي تراجع مياه الوادي إلى حد لا يمكن معه تلبية حاجة الأراضي المروية التي تتزود عبر عدة أقنية تنتشر عليه.
واقترح توفير مضخة على السد وخط ناقل، بحيث تعاد إسالة كميات من مياه السد في منطقة القنطرة بعجلون، الأمر الذي سيوفر كميات مياه كافية لإنعاش الآلاف من الدونمات الزراعية.
ويقول أحمد فريحات إن سد كفرنجة الذي يجمع مياه الأمطار للموسم الخامس على التوالي، ما يزال من دون استغلال لمياهه في أغراض ري أراض زراعية في المحافظة.
ويتساءل عن أهمية السد وجدواه للمحافظة عامة وللواء كفرنجة خاصة، بعد عقود من مطالبة أبناء المحافظة بإنشائه، إذ ما تزال مياهه حتى اللحظة غير مستغلة لأغراض الري بشكل مؤثر، أو لأغراض الشرب في محافظة تعاني مناطقها شحا بالمياه، ولا حتى لاستثماره سياحيا بتشجيع ودعم مشاريع سياحية.
ودعا محمد نور الصمادي، إلى سرعة تنفيذ مشاريع لاستغلال كميات من تلك المياه المتجمعة لأغراض الشرب، مشيرا إلى أن مجلس المحافظة أكد في وقت سابق توقيع اتفاقية تمويل مع USAD بقيمة حوالي 10 ملايين دولار، لإنشاء مشروع لاستغلال مياه السد بمعدل 350 مترا بالساعة لغايات استخدامها لأغراض الشرب، داعيا الجهات المعنية، إلى سرعة إنجاز مثل هذا المشروع على أرض الواقع، والذي سيسهم بتأمين مياه الشرب لمناطق ومدن عديدة تعاني نقص المياه صيفا.
ويؤكد المزارع محمد رشايدة، أنه لا يمكن الاستفادة من مياه السد خلال الصيف في ري مزروعاته في أرضه التي لا تبعد عن السد سوى مئات الأمتار، متسائلا عن جدواه لمحافظة عجلون، سيما أنه لا يروي حاليا أي أراض زراعية تتبع لها.
وأكد أن المزارعين يعانون خلال الصيف شح مياه الري بسبب تراجع منسوب وادي كفرنجة وعدم قدرته على تزويد عشرات المزارع المنتشرة عليه، لافتا إلى أنه تم إنشاء خط ناقل بطول 6 كم لتزويد مناطق زراعية في منطقة الأغوار بشكل انسيابي بكميات من مياه السد لاستغلالها للري.
وأشار عضو مجلس المحافظة، المهندس الزراعي سامي فريحات إلى أهمية مثل هذه الخطوة في إنعاش مختلف الزراعات في مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، مؤكدا أن ضخ كميات مناسبة من حصاد السد سيزيد من إنتاجية أشجار الزيتون التي تعاني العطش صيفا ويسمح للمزارعين بإقامة بيوت بلاستيكية، وزراعة مساحات كبيرة بالأشجار المثمرة والخضراوات.
وطالبت نائب رئيس جمعية سيدات راجب ابتسام فريحات، الجهات المعنية، بالعمل على صيانة أقنية الري التي تروي مزارع المواطنين للحفاظ على المياه من الهدر والاستنزاف حتى تسهم في إدامة الزراعات المروية في البلدة، مشيرة إلى أن أغلب المزارعين يعتمدون بشكل كلي على المياه لري مزروعاتهم المتنوعة.
ويرى الخبير المائي ثابت المومني، أن محافظة عجلون تعد الأفقر مائيا سواء في مياه الشرب أو مياه الري، ما يتطلب مضاعفة الدعم المقدم من الحكومة والجهات المانحة للمحافظة لتوفير مشاريع الحصاد المائي، التي من شأنها أن تسهم في زيادة المساحات المروية، التي أصبحت هي الأخرى تعاني العطش وجفاف أشجارها بسبب تراجع المعدلات المطرية وانخفاض منسوب المياه في الأودية وزيادة الفاقد في الأقنية، التي تحتاج إلى صيانة وإعادة تأهيل بشكل دوري.
وتؤكد مصادر في إدارة السد أن كميات المياه التي تم تخزينها الموسم الحالي تقدر بزهاء مليون متر مكعب، لتتجاوز الكميات المتجمعة داخل السد 4 ملايين متر مكعب، وبنسبة 55 % من طاقته البالغة( 7.8) مليون م3.
وأكدت المصادر، أن الموسم المطري ساهم بتحسين الواقع المائي ووفر كميات مياه إضافية وحسنت من نوعية المياه المخزنة في السد وتغذية المياه الجوفية.
وتؤكد مصادر مديرية زراعة المحافظة، أن عشرات الأقنية المنتشرة على 3 أودية رئيسية في محافظة عجلون، تشكل شريان الحياة لآلاف الدونمات من الأراضي الزراعية المصنفة بالمروية.
وبينت أنه يتم سنويا توفير مخصصات لصيانتها بشكل دوري، ودراسة إمكانية إنشاء قنوات جديدة، مشيرة إلى أن الأقنية
تتوزع على أودية كفرنجة وراجب وعرجان وحلاوة، فيما يلجأ كثير من المزارعين إلى استخدام “البرابيش” في محاولة لسحب المياه انسيابيا لأراضيهم البعلية.
وأقر رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، بأهمية إيجاد مشاريع مائية ضخمة في المحافظة، ودعم القطاع الزراعي، وتوفير المخصصات الحكومية الكافية لها، كاستثمار سد كفرنجة لأغراض الشرب والري من خلال ايجاد مضخات وخطوط ناقلة، لافتا إلى أن مخصصات الزراعة في موازنة العام الحالي 2021 تركزت في 6 مشاريع بقيمة 350 ألف دينار، ومشروع واحد للمياه والري بقيمة مليون ونصف المليون دينار.