كفى..آفة التدخين تقتلنا

 في اليوم العالمي لمكافحة آفة التدخين، أطلقت حملة وطنية لتفعيل تنفيذ قانون الصحة العامة المعدل، ومنع التدخين في الأماكن العامة.. ولكن التدخين يقتل ويتسبب بأمراض في كل الاماكن وللاشخاص المدخنين وللأشخاص غير المدخنين والذين اضطرتهم الظروف لاستنشاق دخان المدخنين، فيما يعرف بالتدخين السلبي. اضافة اعلان
نعم، مخاطر التدخين عديدة ومنها خطر الموت، ولا نحتاج إلى يوم عالمي لتذكيرنا بها، فنحن نلمسها يوميا، بالامراض التي يتسبب بها التدخين، وهي بالمناسبة عديدة وخطرة في آن.
التدخين، بحسب احصائيات وزارة الصحة، يقتل واحدا من كل ثمانية مدخنين أردنيين، وبالمناسبة هذا يزيد على المعدل العالمي البالغ واحدا من عشرة.
وبحسب نفس الاحصائيات، فان تدخين الشباب الاردني مرتفع، اذ ان 45 % من الشباب الأردنيين يدخنون. كما أن التدخين السلبي مرتفع في الاردن. للأسف في أرقام التدخين فإن الإردنيين يتفوقون بامتياز.
 ومن هذه الارقام، يبدو، أن كل الاجراءات المحلية التي اتخذت للحد من التدخين وآثاره لم تحقق النتائج المرجوة، ما يجب أن يدفعنا للبحث عن أساليب جديدة لمواجهة هذه الآفة الخطرة التي للأسف تنتشر في صفوف الشباب بشكل كبير وخطر. فاذا لم نتمكن من التصدي لهذه الآفة، فنحن عمليا نسمح لها بأن تسيطر على جيل كامل من الشباب، وتعرضه لأمراض خطرة كالسرطان.
لاتوجد حلول سحرية لمواجهة التدخين بأنواعه، ولكن، يجب أن تكون المواجهة عملية وفعالة. لايجوز أن نضع القوانين والتشريعات والاجراءات دون تنفيذها. وبالمناسبة، فالتدخين بالاماكن العامة ممنوع منذ زمن، ونصت عليه التشريعات، وغلّظت العقوبات، ولكننا ما نزال نشاهد من يدخن في هذه الاماكن، دون أي خوف من عقوبة.
إن ما تؤشر عليه الارقام، من وجهة نظري، فشل في تطبيق التشريعات القانونية من قبل الجهات المعنية. إن على الجهات التزاما قانونيا واخلاقيا لمنع انتشار التدخين في صفوف الشباب وكافة الاردنيين، من خلال تطبيق التشريعات، ووضع خطط قابلة للتنفيذ للحد من التدخين. كما أن على الأسر واجب بهذا الخصوص، يتطلب منها اتخاذ كل الاجراءات الصحيحة لمنع وصول آفة التدخين لابنائها.
وللتذكير بخطورة التدخين، فان منظمة الصحة العالمية، تقول إن 6 ملايين شخص يموتون سنوياً لتعاطيهم التبغ. وتتوقع زيادة هذا العدد إلى أكثر من 8 ملايين سنوياً بحلول عام 2030 وهو يسبب 80 % من الوفيات المبكرة في البلدان منخفضة أو متوسطة الدخل.
إن الارقام المحلية والعالمية، يجب أن تدفعنا للتفكير بآليات مناسبة لمنع هذه الآفة من حصد أرواح أبنائنا.