كورونا: هل يبدد تلقي المطعوم الخوف من عودة انتشار الفيروس؟

إسلام البدارنة عمان – خلال الأسبوعين الماضيين، سجل الأردن ارتفاعا مضطردا بنسبة الإصابة بفيروس كورونا. ظهر ذلك جليا، في النشرة اليومية المتعلقة بـ"كوفيد_19" الصادرة عن وزارة الصحة، والتي كشفت عن تضاعف نسب الفحوص الإيجابية لتزيد عن 4% بعدما كانت تتراوح حول 2%. وأثار ارتفاع عدد الإصابات اليومية، وكسره لحاجز الألف إصابة، مخاوف الأردنيين، من عودة الإغلاقات لمواجهة الوباء والحد من انتشاره. وفي الوقت نفسه، انتشرت تساؤلات حول فعالية اللقاحات المضادة للفيروس، ومدى نجاعتها في وقف الانتشار. ومع التأكيدات الحكومية عن عودة المدارس، أثيرت العديد من الأسئلة حول الضمانات التي تقدمها المطاعيم للمعلمين والطلبة، في حمايتهم من خطر الإصابة بفيروس كورونا في ظل الأنباء عن دخول الأردن موجة ثالثة من الوباء، كما هو الحال في بقية دول العالم. وكان وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، قال في تصريح سابق إلى "الغد"، إن الأرقام والمعطيات تؤكد دخول الأردن موجة ثالثة، "لكنها ستكون مسطحة". وأوضح أن "السيناريو الأسوأ فيها تسجيل 2500 إصابة يوميا"، و"لا نعلم كيف ستكون حدة وقوة هذه الموجة". يذكر أن الأردن شهد تسجيل إصابات لامست حاجز العشرة آلاف إصابة يوميا، وذلك في مرحلة الذورة من موجة الوباء السابقة. وبخصوص ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال الأيام الماضية، والإنذار بعودة الإغلاقات، فسر رئيس لجنة الصحة في المركز الوطني لحقوق الإنسان الدكتور إبراهيم البدور في حديث إلى "الغد"، بأن "المطعوم لا يمنع الإصابة بل يحصن" متلقيه من مضاعفاتها الخطيرة. ووصل عدد متلقي اللقاح للجرعة الأولى في آخر تحديث نشرته وزارة الصحة على صفحتها الرسمية حوالي 2.95 مليون شخص، و2.21 مليون شخص للجرعة الثانية، مع استمرار حملات التطعيم في كافة محافظات المملكة. إلى ذلك، أكّد البدور في حديثه لـ"الغد"، أن ما يجري حالياً من إرتفاع في عدد الإصابات أمر طبيعي.

المطعوم ضروري لمجابهة الموجة الثالثة

ويكمن السبب وراء ذلك بأن المطعوم كما أثبتته الدراسات يحمي من خطر الإصابة للأشخاص متلقي الجرعة الأولى من لقاح "فايزر" و"استرازينيكا" بنسبة 33%. وللأشخاص متلقي الجرعة الثانية بنسبة 88-90%، أي فقط 10 من كل 100 شخص متلقي اللقاح للجرعتين لديهم احتمالية الإصابة بفيروس كورونا. وعن سينوفارم "المطعوم الصيني"، قال البدور بأنه يحمي بنسبة أقل عن باقي اللقاحات، وتصل النسبة إلى 75-79 % فقط في حال تلقى الجرعتين. ويشير الخبراء أيضا إلى أنه لا يوجد لقاح يوفر حماية بنسبة 100%، لذلك من المتوقع حدوث بعض الحالات الفردية، بحسب ما أكده البدور خلال حديثه. وأضاف البدور أن عدد الحالات التي أصيبت بفيروس كورونا بعد تلقيهم اللقاح لا تتعدى نسبة الـ 10% حسب نوع المطعوم. وأوضح أن هذه الحالات لم ينجم عنها أي وفيات أو إصابات أُدخلت إلى العناية الحثيثة، أو حتى على الجهاز التنفسي واحتمالية ورود ذلك ضئيلة جداً. وهذا الأمر يفسر بأن المطعوم بأنواعه يساهم في تخفيف الأعراض على المصابين ممن تلقوا اللقاح، ولا تكن بنفس شدتها قبل تلقيه، وفق ما ذكره البدور. ونصح البدور الأردنيين بتلقي اللقاح دون أي خوف أو تردد، حيث قال بأن "كل شخص هو معرض للإصابة، والشيء الوحيد الذي يمنع ذلك هو تلقي المطعوم، ولا أحد يغامر بنفسه وفي عمره وصحته". وأكدت أكبر دراسة على أرض الواقع حتى الآن، نشرتها مجلة "ذي لانسيت" الطبية، بِأن لقاح بيونتيك- فايزر وفّر حماية بلغت نسبتها أكثر من 95 في المئة ضد فيروس كوفيد-19. لكنها وجدت أن مستواها انخفض بشكل كبير عندما تلقى الأشخاص جرعة واحدة فقط من أصل جرعتين. وأشارت دراسة لجامعة أكسفورد نُشرت في مجلة "ذي لانست" إلى أن فعالية لقاح أسترازينيكا/أكسفورد أكبر مع فارق 3 أشهر بين الجرعتين (81%) مقارنة مع فترة من ستة أسابيع (55%).اضافة اعلان