"كورونا" يلقي بظلال سوداء على معيشة المراهقين في مخيمات اللجوء

رانيا الصرايرة

عمان- توقع موجز سياسات صدر عن برنامج النوع الاجتماعي والمراهقة التابع لمشروع (GAGE) أن يكون لفيروس "كورونا" والتصدي له، تأثيرات متعددة الأبعاد على ظروف معيشة المراهقين والمراهقات في مخيمات اللجوء في الأردن.اضافة اعلان
وبين الموجز، أنه بالإضافة للآثار الصحية، هناك محدودية في فرص الوصول إلى التعليم الأساسي والخدمات الاجتماعية، وانخفاض سبل العيش الخاصة بالأسر والمراهقين والمراهقات، بسبب إغلاق الشركات والمصانع الصغيرة، ومحدودية الوصول إلى شبكات الأمان الاجتماعي، وتزايد خطر التعرض للعنف على أساس العمر والنوع الاجتماعي، نتيجة لزيادة الضغوطات على الأسر، وزيادة خطر التعرض للاضطراب العقلي نظراً للقلق بشأن رفاهية الأسرة والفرد الحالية والمستقبلية.
الموجز؛ صدر الأسبوع الماضي بعنوان "استكشاف آثار فيروس كورونا (كوفيد-19) على المراهقين والمراهقات في مخيمات اللجوء والمجتمعات المضيفة في الأردن"، وهو ضمن أنشطة اعداد دليل استكشاف تجارب المراهقين والمراهقات في سياق جائحة كورونا (كوفيد 19) في المجتمعات المستضعفة في 5 مناطق في الأردن: إربد، والمفرق، وجرش، والزرقاء، وعمّان. واستند فريق البحث النوعي ضمن البرنامج في الأردن، وبدعم من مستشاري الأبحاث في معهد التنمية الخارجية (ODI) في لندن، على بيانات أكثر من 100 مقابلة هاتفية، اجريت في الشهر الماضي مع مراهقين ومراهقات مشاركين في مجموعات البحوث التشاركية الجارية ضمن البرنامج، وتتراوح أعمارهم بين 11 الى 19 عاماً.
وشملت العينة، مراهقين ومراهقات من الأكثر حرماناً في الأردن، بينهم عاملون، وغير ملحتقين بالمدارس ولاجئون، وفئات مستضعفة من الأردنيين، والمراهقين والمراهقات من ذوي الإعاقة، والفتيات المتزوجات.
وتظهر نتائج الموجز أن المعرفة حول مصادر الفيروس والتدابير الوقائية وانتشاره؛ جيدة نسبيًا، اذ يمكن لمعظم المراهقين والمراهقات، تحديد مصادر الانتقال والأعراض الأساسية وتدابير الوقاية الرئيسة، لاستفادتهم من المؤتمرات الصحفية التلفزيونية اليومية لوزير الصحة، ووسائل التواصل الاجتماعي، أو عن طريق ذويهم.
ومع ذلك أظهر المراهقون والمراهقات السوريون ممن يقطنون في المخيمات العشوائية، معرفة أقل، وإلى حد كبير لم يتمكن ذوو الإعاقة السمعية بينهم من فهم ما يحدث، جراء محدودية تقديم المعلومات بلغة الإشارة لدى ذويهم.
واختلفت المعرفة التي أظهرها المراهقون والمراهقات أيضًا، حسب النوع الاجتماعي، فالفتيات تحصل على معلومات محدودة وسطحية حول تفشي الفيروس، وغالبًا ما يرتبط ذلك بوصولهن المحدود لمصادر المعلومات، والقيود المفروضة على استخدامهن لوسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة المتصلة بالإنترنت.
في حين، أن غالبية المستجيبين يتابعون الأخبار على التلفزيون، لكن الوصول للهواتف المحمولة وملكيتها أكثر محدودية- ويرجع ذلك جزئيًا للمعايير الصارمة بين الجنسين، ومن ناحية أخرى، فالأسر التي يوجد فيها عدد محدود من الأجهزة، تحدد أولوية الوصول لها بين أفرادها.
وقالت فتاة فلسطينية (17 عامًا) من ذوي الإعاقة البصرية "واجهت صعوبة في المشاركة في المقابلة، لعدم امتلاكي هاتفًا خاصًا بي. لذا، اتصلت بك عبر هاتف عمتي التي أعيش معها".
وأفادوا بأن عدم المعرفة بشأن الوضع، أدى لردود عاطفية متنوعة، اذ أوضح بعضهم أنهم يشعرون بالخوف والحزن، بينما يشعر كثير منهم بالقلق، برغم أنهم يعرفون الأعراض، لكنهم لن يتمكنوا في الواقع من تمييز الاصابة بالفيروس عن الأنفلونزا، لافتين لزيادة التوتر في المنزل بسبب القلق والخوف على المستقبل.
وأظهر بينهم ذوو إعاقة مزيدًا من القلق بشأن التغييرات التي يختبرونها والخوف مما قد يحمله المستقبل.
كذلك؛ برزت مخاوف بشأن سبل العيش والأمن الغذائي بشكل أكبر عند عائلات فقدت دخلها، كما ذكرت فتاة سورية (16 عامًا) من المفرق "لا يوجد عمل، لا مدخرات، نحن نعيش مع ما لدينا، ماذا سنفعل؟"
وبرغم المعرفة الجيدة بالفيروس، لكن النتائج تظهر أن مراهقين ومراهقات وأسرهم لديهم نظريات مختلفة حول مصادره وأسباب انتشاره، وبعضهم ذكر بأنهم يعتبرونه عقابًا الهيا، وأن الصلاة والعبادة ستحمي أسرهم من المعاناة، بينما يعتقد آخرون منهم بأن مصدره حرب بيولوجية بين الصين والولايات المتحدة، كما ذكر فتى سوري (17 عامًا) من المفرق "يقول بعض الناس إنها [نتيجة] اختبار كيميائي، وآخرون يقولون إنها قنبلة أميركية [حرب بيولوجية] وضعتها أميركا في الصين".
التأثير الرئيس الشامل لوباء كوفيد-19 على الملتحقين بالتعليم منهم خلال تفشيه، بدأ مع إغلاق المدارس والجامعات، ونقل التدريس إلى وزارة التربية والتعليم عبر الإنترنت، وبعرض الحصص عن طريق قناتين تلفزيونيتين وطنيتين.
يقول الموجز انه في حين كانت الحكومة سريعة جدًا بتنظيم هذا النمط من التعلم، مددت ساعات توفير الكهرباء في المخيمات، وذكر مستجيبون تحديات مرتبطة باستخدامه على نحو فعال.
وبينوا انه كانت إمكانية الوصول للتلفاز أو الكمبيوتر أو الإنترنت، أحد الصعوبات الرئيسة للأسر التي لديها أطفال في سن المدرسة، بالاضافة لعدم القدرة على فهم ومتابعة الدروس، وتعذر طرح الأسئلة حول المحتوى، وتلقي مساعدة محدودة من المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور، وفق فتاة سورية (13 عامًا) من إربد " الدروس صعبة جداً، والمعلمون لا يعرفون كيفية شرحها بوضوح لنا. لا أفهم المواد وهم لا يفسرون بشكل تفصيلي وكاف".
وأكد الموجز، ضرورة توسيع تدابير شبكة الأمان بسرعة، بما في ذلك تقديم المساعدات المالية وقسائم الغذاء للأسر المستضعفة في المخيمات والمجتمعات المضيفة والمخيمات العشوائية.
وقال "من المهم تزويد المراهقين والمراهقات، بمن فيهم الأمهات، بمعلومات واضحة حول كيفية الوصول للمرافق الصحية في مناطقهم خلال الوباء، حتى لا تتعرض صحتهم ورفاههم للخطر".