كيف تؤثر وسائل التواصل إيجابيا؟.. مطعم شاورما سحاب نموذجا

إسراء الردايدة- كان منشورا بسيطا بثته فتاة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وصاغته بحب وحنان، غايتها منه تقديم الدعم لوالدها ومساعدته في الحفاظ على مصدر رزقه في بيع الشاورما، وفي غضون ساعات قليلة انتشر المنشور كالنار في الهشيم ولاقى إقبالا وتفاعلا واسعين، حيث انهالت حشود غفيرة على المطعم للشراء.

اضافة اعلان

هذا المنشور واحد من ملايين المنشورات التي تبث عبر السوشال ميديا التي يصل عدد مستخدميها حول العالم البالغ عددهم وفقا لتحليل Kepios 4.70 مليار مستخدم في يوليو 2022، أي ما يعادل 59.0٪ من إجمالي سكان العالم.

هذا الأمر يحقق الهدف الرئيسي من هذه المنصات التي طورت من أجل تعزيز التواصل وتعميق العلاقات والتعلم والنمو والوصول في زمن أقصر.

الآثار الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي كثيرة، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد،  حيث يرتبط الاستخدام الروتيني لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي بالرفاهية الاجتماعية، والصحة الذاتية، والصحة العقلية إذ نحتاج فقط إلى أن نكون مستخدمين يقظين وأن نحافظ على منظور صحي حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا. ثم يمكننا استخدامها للإلهام، والتثقيف، وإظهار التعاطف، لتواصل أفضل.

التعاطف عبر منصات التواصل الاجتماعي

المتخصصة في المحتوى الرقمي هند خليفات مديرة "ألوكلاود" بينت أن نجاح الناس في الوصول مرتبط بالتعاطف الذي يكمل عناصر أساسية في التفاعل مع ظاهرة معينة|، والتعاطف مثلا في حالة المطعم مرتبط بوصول منصات اجتماعية شائعة تحقق تواصلا فاعلا من خلال صفحات نشطة،

وتقول خليفات:” العنصر الأهم هو طبيعة المرسل من ناحية جندرية، حيث تفاعل المجتمع معها بشل أكبر"، مبينة أن هذه الحالة التي مثلت "فزعة شعبية" تولد تساؤلات هل يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي في بث حالة من التعاطف والتكافل وبث محتوى إيجابي وتضامني وإحداث التغيير من خلال محتوى التفاعل بعيدا عن المحتوى المضلل.

وتضيف:" نحن بحاجة لإشارات إيجابية لمكافحة الإشاعات التي تبث من خلال المجتمع المجتمع، وهذا يثبت القدرة على التحفيز والتعاطف والدعم المعنوي من خلال هذه المنصات التي تشكل أداة قوية مؤثرة من خلال الخطاب المناسب".

فالتعاطف من خلال السوشال ميديا يساعدنا على رؤية الآخرين وهم يعملون في أوقات عصيبة مصدر إلهام أيضًا ويساعدنا على رؤية الأشياء من منظور جديد، وفقا لموقع "datadriveninvestor".

الإعلام الجديد

وضعت كلية شريديان التكنولوجية Sheridan تعريفاً اجرائياً للإعلام الجديد بأنه: “انواع الاعلام الرقمي الذي يقدم في شكل رقمي وتفاعلي، ويعتمد على اندماج النص والصورة والفيديو والصوت، فضلا عن استخدام الكومبيوتر كآلية رئيسة له في عملية الانتاج والعرض، اما التفاعلية فهي تمثل الفارق الرئيس الذي يميزه وهي اهم سماته”.

وهذا يعني أن منصات التواصل الاجتماعي تحمل حالة من التنوع في الاشكال والتكنولوجيا والخصائص التي حملتها الوسائل المستحدثة عن التقليدية، لاسيما فيما يتعلق بإعلاء حالات الفردية Individuality والتخصيص Customization ، وتأتيان نتيجة لميزة رئيسة هي التفاعلية.

فإذا ما كان الاعلام الجماهيري والاعلام واسع النطاق وهو بهذه الصفة وسم اعلام القرن العشرين، فإن الاعلام الشخصي والفردي هو إعلام القرن الجديد. وما ينتج عن ذلك يشكل تغييرا لنماذج الاتصال والتواصل التقليدية بما يسمح للفرد العادي إيصال رسالته إلى من يريد في الوقت الذي يريد، وبطريقة واسعة الاتجاهات وليس من أعلى الى اسفل وفق نموذج الاتصال التقليدي

كيف تحقق منصات التواصل الاجتماعي تواصلا ايجابيا؟

  • بناء العلاقات والبقاء على اتصال

يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تجعل من السهل العثور على مجموعات من الأشخاص المتشابهين في التفكير أو تكوين صداقات جديدة.

يمكن أن يساعدنا العثور على مجتمع متماسك على الشعور بالتقدير والقبول. وسائل التواصل الاجتماعي هي أيضًا طريقة سهلة لتنمية العلاقات
لرقمية.

  • العثور على صوتك

يمكن للأشخاص من جميع الأعمار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتطوير نظام أساسي به جمهور أكبر من جمهورهم في أي مكان آخر، حيث يساعد هذا الأفراد على بناء الثقة واكتساب مهارات اتصال جديدة ونشر الرسائل الإيجابية والمهمة بسرعة. على سبيل المثال تطبيق TikTok نجح المراهقون والشباب في تطوير محتوى حيث تصل رسائلهم إلى آلاف أو حتى ملايين الأشخاص بانتظام.

  • تقديم الدعم

يمكنك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي بقضية تؤمن بها أو تدعم الآخرين الذين يؤمنون بها بالفعل. يمكنك أيضًا تقديم الدعم للعمل الذي تقوم به وتلقيه.

  • اتصال أفضل

تشتهر وسائل التواصل الاجتماعي بطرح مواضيع جديدة. في حين أن العديد من المحادثات (أو الحجج) قد تبدو مثيرة للجدل ومثيرة للخلاف، إلا أنها قد تطرح موضوعات مهمة لمناقشتها مع الأشخاص الذين تهتم لأمرهم وتثق بهم.

  •  نشر الأخبار

يمكن أن تنتشر الأخبار الواردة من أي جزء من العالم كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي.

في حين أن هذا قد يكون مربكًا في بعض الأحيان، إلا أنه يمكن أن يبقينا أيضًا على اتصال مع الأحداث المهمة.

يمكن أن تكون هذه فائدة رائعة إذا كنت بحاجة إلى نشر الخبر بسرعة حول شيء ما.

  •  قوة فردية

تتمثل إحدى أقوى ميزات وسائل التواصل الاجتماعي في أنها توفر بيئة للأفراد غير الهادفين للربح للتعبير عن أنفسهم باستقلالية وحرية، وليتم دعمهم من قبل الآخرين.

كما يمكن لهذه المنصات الرقمية إلهام الجميع، وخاصة الطلاب والمهنيين الشباب الذين لديهم أحلام وأهداف كبيرة. سيشارك العديد من المؤثرين معرفتهم علانية لمساعدة الآخرين على النمو.

  • قوة الملايين

لا يقتصر الأمر على الأفراد الذين يتابعون غرضًا ما خلال حياتهم، حيث تخلق أفعالهم الفردية تأثيرًا أكبر بكثير عندما يدعمها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي.

قد تمنح القدرة على تنسيق أعمال العديد من الأفراد أسنانًا لكل فرد. فمثلا حقيقة أن 200000 شخص يعيدون نشر تغريدة أومشاركة منشور، أو يعجبون أو يشاركون حدثًا على وسائل التواصل الاجتماعي قد لا يكون له أهمية.

ومع ذلك، فإن تنظيم هؤلاء 200000 شخصا لحركة اجتماعية قد يكون له تأثير هائل لبدء التغيير الاجتماعي.

  •  الشفافية

توفر وسائل التواصل الاجتماعي نوعًا جديدًا من المساءلة للعلاقة بين النشطاء والجمعيات الخيرية. يمكن للناس أن يشهدوا تأثير مساهماتهم وتبرعاتهم لصالح حقيقة أن الجمعيات الخيرية يمكنها إرسال الصور إلى ملفاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.

إذا تبرع الفرد لمدرسة، على سبيل المثال، يمكنه متابعة العملية على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يفكر هو أو هي في المكان الذي ذهبت إليه جهوده وتبرعاته.

حيث تشجع وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الأشخاص على دعم حركات التغيير الاجتماعي والمشاركة فيها. علاوة على ذلك، فإنه يجعل جمع التبرعات أسهل لمنظمات التغيير الاجتماعي.

وبذلك يكسبون ثقة الناس للتبرع وإحداث تغيير في النظام. إن الخط الفاصل بين المتبرعين والمنظمات غير واضح من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

  •  السرعة

دور آخر مهم لوسائل التواصل الاجتماعي في التغيير الاجتماعي هو أنه يسهل خلق الوعي العام من خلال سرعته. تتمتع منصات الوسائط الاجتماعية مثل Twitter و Facebook و Youtube بالقدرة على جلب الوعي السريع للأشخاص الذين قد يكون لديهم معلومات قليلة عن مشروع أو حدث ما.

وعن طريق النقر على أيقونة، يمكن للناس سماع كل شيء، ويمكنهم مشاركة آرائهم واحتياجاتهم للوصول إلى الملايين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

كما يمكن إعلام الناس بكل شيء لأن المعلومات، سواء أكانت صحيحة أم لا، تنتشر بسرعة وحرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

علاوة على ذلك، حتى لو كان الحدث بعيدًا عنا، عندما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي، نشعر بمستوى أكبر من المشاركة في الأحداث التي قد لا نشعر بها بطريقة أخرى لأننا نراها في حصة صديقنا.

إنه يؤدي إلى الشعور بأن أفعالنا الفردية مهمة. وبالتالي، نسعى لإبلاغ بيئتنا الاجتماعية عن الحدث، ويزداد الوعي العام بسرعة. هذا الوضع يخلق أساسًا جديدًا للتغيير الاجتماعي.

قبل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، كان من الصعب حقًا إعلام الناس بمشكلة اجتماعية وخلق وعي عام استغرق إجراء التغيير وقتًا طويلاً للأشخاص.

ومع ذلك، اليوم، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، يتم تداول المعلومات بسرعة، ويتخذ الأشخاص الإجراء على الفور، وكل ذلك يجعل التغيير المطلوب أسهل. تمنح شبكات التواصل الاجتماعي الأحداث إلحاحًا، وتسمح للأشخاص باتخاذ إجراءاتهم الفردية بسرعة. من المهم جدًا جمع التبرعات بسرعة ونشر المعلومات الهامة على وجه السرعة.

إذ تتيح وسائل التواصل الاجتماعي تكوين الوعي العام على الفور. هذه السرعة تعطي للتغيير الاجتماعي أرضية لنجاح لا جدال فيه، كما أنها تسرع عملية التغيير الاجتماعي. وبالتالي، فإن وسائل التواصل الاجتماعي هي حافزنا للتغيير الاجتماعي.

نسبة مستخدمي الانترنت في الأردن

تشير أحدث الأرقام إلى أن أكثر من 9 من كل 10 من مستخدمي الإنترنت يستخدمون الآن وسائل التواصل الاجتماعي كل شهر بحسب موقع داتا بورتال حتى نهاية شهر يوليو تموز 2022.

فيما تكشف البيانات من GWI أن مستخدم الوسائط الاجتماعية النموذجي يستخدم أو يزور بنشاط ما متوسطه 7.4 منصات اجتماعية مختلفة كل شهر، ويقضي ما يقرب من ساعتين ونصف في اليوم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

بافتراض أن الناس ينامون ما بين 7 و8 ساعات يوميًا، تشير هذه الأرقام الأخيرة إلى أن الأشخاص يقضون ما يقرب من 15 بالمائة من حياتهم في اليقظة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وهذا يعني أن العالم يقضي أكثر من 10 مليارات ساعة في استخدام المنصات الاجتماعية كل يوم، وهو ما يعادل ما يقرب من 1.2 مليون سنة من الوجود البشري.

ويبلغ عدد مستخدمي منصة فيسبوك في الأردن 7367000 مستخدم، فيما هنالك  3525700 مستخدم عبر تطبيق انستغرام، و 4.4 مليون شخص لتطبيق “تيك توك”  ونحو 3.10 مليون مستخدم لتطبيق سناب شات بحسب إحصاءات موقع داتا بورتال في بداية العام 2022.

اقرأ أيضا: 

تيك توك.. مخاوف الأمن القومي تعود للظهور وهذا ما يجب أن تعرفه

‘‘المؤثرون‘‘.. هل هم فعلا قادرون على إحداث التغيير؟