كيف تسوقين لمشروعك الجديد؟

تعبيرية
تعبيرية
الغد- تمتلك النساء، في مختلف الأعمار، العديد من المواهب والقدرات التي تمكنهن من تدشين مشروعاتهن الخاصة، بما يسهم في استقلالهن المادي وشعورهن بالتقدير الذاتي من جهة، وتنمية المجتمع من جهة أخرى. ولأن المرأة بطبيعتها تعد عنصرا فاعلا إذا ما تم توظيفه بالشكل الصحيح، يوضح خبراء التسويق النقاط العريضة التي تُمكّنها من اختيار المشروع المناسب، ثم اعتماد طرق تسويقية ذاتية قليلة التكلفة. في البداية يوضح رئيس قسم التسويق في إحدى الشركات الخاصة أحمد نصر أنه على الرغم من أن الوقت الراهن يمثل تحديا للمشاريع الناشئة بسبب شراسة المنافسة في مختلف المجالات، فإنه ينطوي أيضًا على فرص هائلة لرائدات الأعمال، شريطة حسن إدارة وتسويق مشروعاتهن، مشيرا إلى أن فكرة المشروع هي المحدد الأول لنجاحه من عدمه، إذ لا بد من تقديمه قيمة مضافة حقيقية لشريحة ما في المجتمع، كما جاء في تقرير للجزيرة نت. وأكد نصر أن القيمة المضافة لا تعني تقديم منتج أو خدمة جديدة تمامًا، بل يمكن البدء من حيث انتهى الآخرون والاستعانة بفكرة موجودة بالفعل مع تطويرها وإجراء بعد الإضافات التي يحتاجها العملاء، أو تقديم المنتج أو الخدمة ذاتهما لكن بجودة أعلى أو سعر أقل أو مميزات أكثر. ونصح نصر بأهمية الإبداع وإضافة تحديثات على المنتج بين الحين والآخر من خلال القراءة والاطلاع والتجربة، مؤكدًا أن هذا سيضمن مواكبة المنافسة وإشباع رغبات العملاء بصورة مستمرة، ومن ثم توسيع المشروع وزيادة الأرباح. وحذر نصر من إهمال دراسات الجدوى التي يمكن للسيدات الحصول عليها من قبل المتخصصين، نظرًا لكونها السبيل لمعرفة اتجاهات المستهلكين ومتطلباتهم وأعمارهم والحالة الاجتماعية والاقتصادية لهم، وذلك من أجل تأسيس مشروع يلبي احتياجاتهم. وعن أفضل مجالات المشروعات للسيدات في الوقت الراهن، أوضح أنها تتنوع بين مشروعات المأكولات الجاهزة والحلوى بمختلف أنواعها، وتركيبات العطور، بالإضافة إلى منتجات الـ"هاند ميد" مثل الإكسسوارات النسائية والمنزلية والمفروشات وغيرها. أما خبير التسويق الإلكتروني علاء عبد المنعم فقال إن التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعد أسهل الطرق وأقلها تكلفة، وذلك من خلال إنشاء صفحات باسم المنتج أو الخدمة في كل من فيسبوك وإنستغرام. وأضاف عبد المنعم أن تسويق المنتج أو الخدمة بشكل عام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص يعتمد على بعض العناصر الأساسية مثل، المظهر الجيد والجودة والسعر، وأخيرًا خدمات ما بعد البيع. صور عالية الجودة مع مؤثرات وفيما يخص المظهر، أشار خبير التسويق الإلكتروني إلى أن الصورة الذهنية للعميل عن المنتج ينبغي أن تكون ممتازة إلى أبعد مدى، لأن هذا يعكس احترافية العمل. وأضاف أن عددا ليس بقليل من العملاء يندرج تحت فئة "العملاء العاطفيين"، الذين ينجذبون إلى الشكل الخارجي في المقام الأول، لذا يمكن للسيدات استخدام كاميرا احترافية أو الاكتفاء بكاميرا الهاتف المحمول ذات الأنواع الجيدة لالتقاط صور عالية الجودة للمنتج أو الخدمة، مع الحرص على انتقاء الخلفية وإضافة بعض المؤثرات. وأكد خبير التسويق الإلكتروني أن هذا من شأنه أن يشعر العميل بأن فريقا ضخما من الموظفين والمصورين والفنيين والإداريين يقفون خلف هذه اللقطات، مما يزيد من احتمالات انجذابه للمنتج وشرائه. على صعيد الجودة، قال علاء عبد المنعم إنها تمثل الأولوية المطلقة في عملية التسويق، كما أنها السبب الرئيسي في كسب السمعة الطيبة والحصول على قاعدة مستدامة من العملاء، الذين لن يترددوا في تكرار شراء المنتج بعد تجربته، فضلا عن ترشيحهم للمنتج في دائرة المعارف والأصدقاء، وهو ما يعمل على زيادة عدد العملاء بصورة مستمرة. وأوضح أهمية التأكد من عدم وجود أي آثار سلبية للمنتج أو الخدمة المقدمة على العملاء، سواء جسدية كنوع من أنواع المرطب المؤذي للبشرة، أو اجتماعيًا كمنتج غريب يثير استهجان المجتمع. وعن سعر المنتج، أكد عبد المنعم أهمية الموازنة بين طرح أسعار تضمن تحقيق هامش ربح مناسب وتلائم إمكانات الشرائح المستهدفة، مع الحرص على تفعيل العروض من حين لآخر، خاصة في المناسبات والأعياد. وأشار إلى أهمية توضيح طريقة البيع سواء "أون لاين" أو من مقر العمل، مع إبراز خدمات ما بعد البيع، مثل إمكانية الاسترجاع أو الاستبدال وغيرها. وحول تسويق المحتوى، أوضح عبد المنعم ضرورة ألا يستهدف البيع فحسب، بل ينبغي توجيهه لمختلف الفئات وجعله ممتعا وربما طريفا لجميع زوار الموقع، فضلًا عن إمكانية تضمنه معلومات قيمة ومفيدة حول المنتج أو الخدمة المقدمة، مما يتيح لصاحبات المشروع الحفاظ على الزوار لمدة أطول، الذين بدورهم قد يتحولون إلى عملاء الغد. وعلى صعيد بناء الثقة، شدد خبير التسويق الإلكتروني على ضرورة حسن معاملة العملاء من خلال سرعة الرد على كل الاستفسارات والشكاوى، مع إشعارهم بالتقدير والحرص على معرفة انطباعاتهم عن المنتج المقدم وطلب مقترحاتهم لتطويره، وأخيرًا تعويضهم في حال تأخر وصول المنتج أو اكتشاف أي عيوب به. وفي حال البيع والتعامل وجهًا لوجه سواء في المعارض أو اليوم المفتوح (أوبن داي)، وجه علاء عبد المنعم رائدات الأعمال إلى ضرورة الظهور بمظهر منمق ونظيف وجذاب، مع الحرص على الابتسامة الدافئة وكلمات الترحيب والإنصات الجيد للعملاء، فضلًا عن استخدام لغة الجسد التي تنم عن الاهتمام بالعميل.اضافة اعلان