
يمثل تراكم الدهون في الجسم مشكلة كبيرة للكثير من الأشخاص، الذين يسعون إلى تقليل نسبتها بهدف الحصول على مظهر رشيق.
ورغم أن الدهون المرتبطة بزيادة الوزن تكون ظاهرية ويسهل تحديد انعكاساتها السلبية على الصحة، فإن هناك نوعا من الدهون يعد بمثابة “العدو الصامت والمستتر” للإنسان، كونها تغزو جسده وتهدد حياته بشكل مباشر، مع احتمال عدم ظهور أي أعراض لها.
الحديث هنا عن الدهون في الدم التي في حال زادت عن حدها، تتحول إلى “قاتل خفي”.
في هذا الصدد، يوضح الرئيس السابق للجنة الصحة في البرلمان اللبناني، عاصم عراجي، مجموعة من النقاط في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، قائلا: “مصطلح ارتفاع الدهون في الدم، يشير إلى ارتفاع مستويات الكولسترول أو الدهون الثلاثية داخل الدم”.
تتراكم هذه الدهون داخل الأوعية الدموية، لدرجة أنها قد تسدها بشكل شبه كلي، مما يمنع الدم من التدفق، وبالتالي يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
شرايين الجسم كافة، ومن بينها شرايين الرأس والدماغ والقدمين، يمكن أن تتأثر بارتفاع نسبة الدهون في الدم.
ما الأسباب؟ هذه المشكلة الصحية قد تكون ناتجة إما عن عامل وراثي أو مكتسب، من نظام غذائي غني بالدهون والزيوت المشبعة والمأكولات الدسمة.
من كان لديه المرض وراثيا، يعتبر علاجه أصعب من غيره، وقد يتعرض لأزمات قلبية في وقت مبكر، وفق عراجي.
أما اختصاصية التغذية لانا فايد، فتؤكد أنه ينتج غالبا عن نمط حياة غير صحي، إن كان من حيث نوعية الطعام أو من حيث قلة الحركة.
ويوضح عراجي، وهو طبيب اختصاصي في أمراض القلب، أن “المشكلة تكمن في أن الشخص الذي يعاني من ارتفاع في نسبة الدهون بالدم، قد لا تظهر عليه علامات أو أعراض تحذيرية لافتة للنظر، خصوصاً في الفترة المبكرة”.
ويستطرد: “معظم الناس لا يدركون أنهم يعانون من هذه المشكلة الصحية، التي تتربص بجسدهم بصمت، ومن هنا تأتي ضرورة إجراء اختبارات دم دورية لفحص مستوى الدهون ومعالجة هذه المشكلة في حال وجودها، إن كان من خلال الدواء أو من خلال ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي”.
فايد أوضحت في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن ارتفاع مستوى الدهون في الدم قد ينتج أيضا عن “أمراض وراثية تتسبب بإنتاج كميات كبيرة من الكولسترول من الكبد، أو انخفاض قدرة الجسم على التخلص من الكولسترول الضار”.
وأوضحت في هذا الصدد، مجموعة من النقاط المهمة:
– علاج ارتفاع الدهون في الدم يختلف وفقا لمسبباته، وهو ما يحدده الطبيب المختص، الذي يرى إن كانت هناك حاجة للأدوية أو يمكن الاكتفاء بنظام غذائي صحي وبعض الرياضة.
– تقليل مستوى الدهون في الدم من خلال نظام غذائي صحي، يحتاج للابتعاد عن كل ما له علاقة باللحوم الدهنية والزيوت المهدرجة والسمنة والطعام المقلي والسكريات المضافة.
– يجب ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الخضراوات والفواكه الطازجة، والحبوب الكاملة، ومنتجات الصويا والأسماك غير المعلبة، وحبوب الشوفان والأطعمة الغنية بالألياف.
الجسم يحول السعرات الحرارية الزائدة إلى دهون ثلاثية، والتي يرتبط ارتفاع مستوياتها بزيادة الدهون في الدم، مما يعرض الإنسان لخطر الإصابة بأمراض القلب.
اقرأ أيضاً: