كيف ينعكس الألم العاطفي على الجسم؟

Untitled-1
Untitled-1
إسراء الردايدة- مع تكرار الصدمات والآلام التي نمر بها، تصبح مثل الإدمان مع مرور الوقت؛ حيث تطغى مشاعر سلبية على الفرد مثل: الحزن والغضب، الشعور بالذنب، والخجل والخوف، وتصبح شائعة جدا، وجزءا من واقع حياتنا اليومية. إن التعامل مع العواطف الخام للغضب والرفض والأذى والخيانة والحسرة جزء من معركتنا الخاصة في الحياة، لكن الجزء الأكثر حزنا هو أن الأمر لا ينتهي بمجرد انتهاء التجربة بل يبقى عالقا في العقل، لأن الجسد والروح مترابطان، وينعكس أي خلل بهما على الصحة العامة من الجهاز الهضمي والقلب والجهاز العصبي والمناعي، وحتى الصحة الإنجابية والعظام. فنحن حين نحترق عاطفيا، ونعاني من الألم فإن ذلك ينعكس على الجسم، فالتوتر والمشاكل العاطفية يسببان تغييرات في الدماغن بحسب موقع "فري ويل مايند". والصدمات تؤثر بشكل كبير على الصحة، لأن الألم العاطفي بالغالب مرتبط بمشاعر محددة تؤثر على صحتنا، وهي: - الحزن والاكتئاب، ينطويان على كثير من المشاعر المؤلمة المعبأة بخيبة الأمل. فالاختناق بالدموع يأخذ كثيرا من الطاقة ويترك مشاعرنا مستنزفة، مثقلة ومتقرحة، ونشعر بالضعف حينها. ولا يجب الخلط بين الاكتئاب والحزن، فإن استمر الحزن لأكثر من بضعة أيام يتطلب تدخلا طبيا. فيما الاكتئاب هو اضطراب بالدماغ يسبب إرهاقا عاطفيا، وهذا يضعف الجهاز المناعي، ويسبب الأرق والكثير من الأفكار المضطربة، ويعرض الفرد للإجهاد والتوتر، ما يعزز خطر الإصابة بنوبات قلبية وينعكس على الذاكرة والقدرة على اتخاذ القرارات والحكم الصائب. - الغضب غير المعلن، فهذه المشاعر تطلق الادرينالين، ما يزيد من توتر العضلات ويسرع من عملية التنفس، وهذا الكفاح هو جزء من الهرب وتجميد العواطف. كما أن كبح الغضب يسبب صداعا ومشاكل في الهضم، ويصل لنوبات قلبية وحتى سكتة دماغية. - الازدراء والاشمئزاز، وهما من المشاعر السلبية المرتبطة بأفكار قبيحة مؤلمة من المحيط، وتسبب بالغالب آلاما في المعدة، وارتفاعا في ضغط الدم. فالكبرياء العالي يقود للسقوط خاصة عند عدم احتساب نتائجه جيدا، لمن لا يجيد الاعتذار والتنازل والسعي للكمال اللامتناهي. أما الاشمئزاز فهو من أسوأ ما يمكن أن يشعر به الفرد، والأكثر صعوبة لأي شخص حتى يسيطر عليها، فخلافا لمشاعر الخوف والغضب، فالاشمئزاز يسبب تسارعا في دقات القلب وأحيانا تباطؤها، والغثيان المستمر، وكأن هنالك (إعصارا في المعدة). - الخزي والذنب، هل شعرت وكأن هنالك فراشات في معدتك وكأنها ثقيلة جدا، هذان العارضان شائعان جدا لمن يعاني من الألم المزمن، وتتفاقم الأمور لتصل لعدم القدرة على تأدية أي عمل، فالشعور بالذنب يسبب الغثيان واضطرابات المعدة المختلفة. وحين يفقد الفرد احترام ذاته وإرادته الحرة، وهو مرتبط بالماضي، غالبا يشعر بالإجهاد المستمر، وينجم عنه إفراط الكورتيزول وهو الهرمون الأساسي للإجهاد، ما يؤدي لزيادة معدل دقات القلب وتضييق الشرايين. وللتغلب على الشعور بالخزي، توقف عن مقارنة نفسك بالخزي، وتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين، وتعلم أن تكون واثقا، ولا تلق بالا لما يقوله أو يفكر به من حولك. فيما الذنب يتطلب شجاعة حقيقية بتقبل الأخطاء وتحمل مسؤوليتها، وحب الذات والاعتذار. اضافة اعلان