عمان - الغد - في اليوم العالمي للاجئين، أشاد لاجئون بدور الأردن في دعمهم والوقوف بجانبهم في مواجهة كثيرٍ من التحدّيات، وتقديم كافة سبل المساعدة والرعاية لهم، وبأنهم كانوا جزءً لا يتجزّأ من أفراد المجتمع الأردني، ولم يشعروا يومًا بالاغتراب.
يقول اللاجئ "صالح الحسن" أنه منذ دخوله إلى الأردن أُتيحَ له إكمال دراسته وتحقيق حلمه في دراسةِ تخصص الهندسة في جامعة اليرموك بعد حصوله على منحة (دافي) الممولة من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
وأضاف الحسن أنه لم يشعر بالغربة ولا حتى العنصرية داخل هذا البلد، بل على العكس فإن عادات وتقاليد بلده سورية لم تختلف كثيرًا عن الأردن، وصرّح بأنَّ غالبية أصدقائه من أفراد المجتمع المدني.
وبيَّنَ أنَّ اللجوء لم يؤثر عليه كثيرًا؛ لأنه استطاع تتجاوز الأمر، ونيلَ ما يريده، وعرّفه اللجوء على ثقافات أخرى في الأردن من خلال نشأته، بالإضافة إلى كثرة الأعمال التطوعية والمنظمات الهادفة التي زودته بمهارات وخبرات تعادل التي حصل عليها خلال دراسته في الجامعة.
وأوضح اللاجئ "وليد قاسم" أنه عند قدومه إلى الأردن لم يتغير عليه شيءٌ فيما يخصُّ العادات والتقاليد الموجودة في هذا البلد. وأكَّدَ أنَّ لجوءه وخُروجه من وطنه لم يزدهُ إلا إصرارًا وعزيمة؛ ليكافح من أجل الوصول إلى هدفه وتحقيق ما يرغب به.
ويقول اللاجئ "عبد الله الغانم" أنَّه تعلم من اللجوء الحِسَّ بالمسؤولية التي وقعت على عاتق كلِّ فردٍ من أفراد المجتمع النازح قَصرًا، كما وكيفية تجاوز كل صعوبات الحياة؛ لأنه ليس من السهل أن تشقَّ طريق المستقبل وتنجح، دون التجاوز والمضيّ قدمًا في التركيز على الأهداف.
وشكر الغانم الأردن؛ لحُسن استقباله، ووقوفه إلى جانب اللاجئين، وتقديمِ كافَّة الدَّعم والمساندة لهم على الرغم من شُحِّ موارده، ووضعه الاقتصادي الصَّعب.
ووجَّهت المتطوعة بالشؤون التكنولوجيَّة في مركز اللاجئين، المواطنة الأردنية "روان الجرار" رسالة دعم ومساندة للاجئين في الأردن.
بيَّنت فيها الجرار أنَّ الأردن من أكثر دول العالم الذي استقبل اللاجئين على أراضيه، ووقف معهم في الأزمات جنبً إلى جنب، وقدَّم لهم كافة الدعم و المساعدة في ظِلِّ الظروف المعيشيَّة الصعبة التي يعاني منها أيضًا غالبيَّة الشعب الأردني.
وأوضَحت أنَّه لابُدَّ من توفير دورات وورشات تعليميّة وتدريبيّة مكثَّفة لهم حتى ندعم مواهبهم، ونصقل مهاراتهم.
وتقول الجرار أنَّه خلال فترة تطوعها في خدمة اللاجئين وجدت أن اللاجئ أهم فئات في المجتمعات ولابُدَّ من الوقوف إلى جانبه، ومساندته للخروج بهِ نحو حال وظرف معيشيّ أفضل.
وتُضيف المواطنة الأردنية "دانا صبيحي" أننا نحنُ كأردنيين نتعامل مع أيّ لاجئ كأنه فرد من أفراد هذا المُجتمع داخل الأردن؛ لأننا نُقدِّر معاناتهم من ظروف معيشيّة صعبة جعلتهم يخرجون قهرًا من بلدهم إلى هنا.
وتُواصل الصبيحي أنَّهُ من الواجب علينا جعل اللاجئ يشعر بالأمان واحتواؤه كأنه في وطنه، وأن نقدِّمَ له الدَّعم النفسي والاجتماعي والتعليمي حتَّى نخفف عَنهم آثار ما خلَّفته الحرب عليهم..
ويقول مدير مركز اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك الدكتور "أنس الصبح" أنَّ أكثر الفئات التي تضررت من تبعات جائحة كورونا، وخلَّفت البطالة بشكل رهيب بينهم هم اللاجئون؛ لأنَّ أغلبهم يعملون عمّالًا في المياومة وهذا أثَّر بشكل كبير على حياتهم المعيشية التي ازدادت سوءً خلال وبعد أزمة كورونا.
وناشَدَ الصُّبح المجتمعَ الدوليّ، والمنظمات الداعمة للاجئين بتوفير الدَّعم المُناسب لهم في هذا الوقت؛ لأنَّ هذه الفترة من أصعب الفترات التي يمر بها اللاجئون على كافة المستويات.
ويُضيف أنَّه يجب تَوافُر بُنية تحتيَّة متطوّرة؛ لتلبية احتياجات الفئات المستضعفة من اللاجئين ولابدَّ من توافر بيئة تعليمية ونفسية أفضل لهم، وتقديم كافة سبل الدعم و المساندة للنهوض بهم خصوصًا في هذه المرحلة العصية.