لا بديل لنا

حاييم نافون

"معاريف"

قال المريض: "سآخذ بعلاج بديل فلعله يقضي على المرض".  فرد الطبيب: "سبق أن قلت لك لا يوجد علاج للسكري. ما هو العلاج الجديد الذي تريد أن تجربه؟"

اضافة اعلان

فقال المريض: "ان أحقن الكلور في الوريد، فتنظف المادة كل الجهاز"، فرد الطبيب صارخا بذهول: "هذا سيقتلك!". فقال الطبيب: "إما نعم أو لا"، وفي كل الاحوال، ما هو بديلك؟"

إذن هذا هو، ليس دوما يوجد بديل. كيف ينبغي لمريض السكري ان يتصرف؟ بدلا من أن يتمسك بالأوهام عن اختفاء المرض، من الافضل له أن يبدأ التعلم كيف يتعايش معه. اذا ما حافظ على نمط حياة فهيم ومتوازن، فسينجح في أن يقلص جدا أضرار المرض. اذا ما حاول حلولا سحرية، فسيوقع على نفسه مصيبة.

لسنوات طويلة يحاولون بيعنا الحل السحري السياسي لدولة فلسطينية. هذه الفكرة ستجلب علينا الكارثة. يتحدثون عن "دولة مجردة"، ولكن منذ اليوم يوجد جيش فلسطيني مسلح. في اليوم الذي تقوم فيه دولة فلسطينية عضو في الامم المتحدة سيفعل زعماؤها كما يشاءون وكل القيود ستبقى على الورق.

فكروا بحرب محتملة مع سورية، حين يكون الجيش الإسرائيلي مطالبا بان يتصدى لعشرات آلاف الشرطة/ الجنود الفلسطينيين، على مسافة بصقة من تل أبيب. كما أن هناك سيناريو أبسط: فتيان فلسطينيان مع قاذف كاتيوشا موجه الى مطار بن غوريون يمكنهما أن يشلا دولة إسرائيل بأسرها.

مع التوقيع على اتفاق اوسلو صرح رجل يساري معروف بانه لا يفهم مخاوف اليمين. اذا لم يفِ الفلسطينيون بتعهداتهم، ففي غضون يومين سنعود لاحتلال القطاع. ولكن يتبين أن ليس جد سهل اعادة احتلال المناطق التي اخليناها. وبالتأكيد ليس عندما تكون الاسرة الدولية واليسار الإسرائيلي ينفخون في عنقنا. دولة فلسطينية ستدفن مستقبل أبنائنا، ونحن لن يكون بوسعنا عمل شيء.

حسنا، يتأوه الإجماع الإعلامي، إذن ما هو بديلكم؟ بديلنا أن نعيش. لو كان هناك حل للنزاع اليهودي- العربي، لكان وجود منذ زمن بعيد. لو كان الفلسطينيون يريدون مناطق لكان بوسعنا بسهولة أن نتوصل معهم إلى حل وسط منطقي.

في العام 2000 حاول ايهود باراك اعطاء الفلسطينيين كل شيء تقريبا، ورفضوا القبول. جوهر النزاع موجود في مكان آخر تماما: نحن نريد أن نعيش وهم يريدون ان نموت. صعب قليلا المساومة في هذه النقطة. النزاع اليهودي- العربي هو نزاع غير قابل للحل على المدى الزمني المنظور. إذن ما العمل؟ حتى لو لم يكن ممكنا حل النزاع، يمكن ادارته.

يجب التفكير بحلول محلية للمشاكل اليومية وليس بحلول مطلقة للمشاكل الخالدة. وماذا عن المستقبل؟ اذا اصرينا، فيمكن الامل بان ذات يوم ييأس العرب. في أحد الأيام سيعترفون باننا لسنا صليبيين ولسنا امبرياليين، وسيفهون اننا سنبقى هنا ولن نغادر بلادنا. في هذه الاثناء سنعيش مع النزاع، مثلما نحن نعيش مع الكثير من المشاكل الأخرى.

يقولون لنا ان الدولة الفلسطينية ستؤدي الى نهاية النزاع. هل حقا؟ في افلام هوليوود توجد دوما نهاية سعيدة. في افلام اخرى توجد نهاية تعيسة. ولكن حان الوقت للخروج من الفيلم: في الحياة الحقيقية، احيانا ببساطة لا يمكن رؤية النهاية.