"لا ترميها وفي الكيس خليها".. حملة بيئية للحد من إلقاء النفايات

Untitled-1
Untitled-1

تغريد السعايدة

عمان- بهدف الوصول إلى أردن نظيف وخال من النفايات، وبخاصة في البيئة البحرية، تستمر وكالة البحر الأحمر للإعلام البيئي والحفاظ على البيئة البحرية في حملتها “لا ترميها وفي الكيس خليها”، والتي تأتي ضمن المبادرة التي أطلقتها قبل ثلاث سنوات، بهدف “تعزيز فكرة التخلص الإيجابي من النفايات في الشوارع ولدى سائقي المركبات”.
الناشطة البيئية في الوكالة الدكتورة نهاية قاسم، تقوم بالعديد من المبادرات الهادفة إلى إعادة التدوير والحث على نشر ثقافة المحافظة على النظافة في البيئة، والتخلص من النفايات بالطرق المناسبة، وبخاصة في البيئة البحرية، التي تعاني الكثير من “التعدي على واقعها البيئي والنظافة الخاصة بذلك، ووجود الكثير من التجاوزات غير المقبولة بيئياً واجتماعياً”.
وتضيف قاسم، أن الحملة الوطنية البيئية “لا ترميها وفي الكيس خليها” أخذت على عاتقها من خلال المتطوعين الذين يتواجدون في مختلف المحافظات، بنشر التوعية البيئية بين شرائح المجتمع كافة، من خلال إشراكهم بهذه الحملة، والتي غطت حتى الآن 90 % من المملكة؛ حيث تواجد المتطوعون في أماكن حيوية عدة في محافظاتهم، والتي كانت مؤخراً في الزرقاء والبترا والعقبة، للعمل على تنظيف تلك الأماكن والتخلص من النفايات، وبخاصة صعبة التحلل التي تنتشر في كل مكان.

اضافة اعلان


وما يثير السعادة، كما تصفها قاسم، بأن المتطوعين من مختلف الأعمار وبخاصة الأطفال، الذين أصبحوا الآن جزءا من منظومة الفريق، ونحاول أن نعزز لديهم الرغبة في المحافظة على البيئة، وجعلها مسؤولية مجتمعية بنفوسهم، تترعرع حتى سنوات طويلة من عمرهم.
وتضيف “وذلك بهدف التخفيف من التجاوزات البيئة التي تقع في حق بيئتنا، والتي تعاني الكثير من الخلل في ظل وجود “ثقافة رمي النفايات في أي مكان بدون مراعاة لأهمية أن يكون الإنسان صاحب مسؤولية في ذاته تجاه وطنه ومكان إقامته”.
وتقوم الوكالة، بمساعدة فريق كبير جدا من المتطوعين، والمؤلف من أعضاء من مناطق المملكة كافة صغارا وكبارا، والذين انضموا الى نادي وكالة البحر الأحمر البيئي، وهو أكبر ناد بيئي على مستوى المملكة، وتم تأسيسه بالتزامن مع إطلاق الحملة البيئية الوطنية، قبل ثلاث سنوات، يعملون جميعاً لهدف رئيس واحد، هو “الحد من ظاهرة الرمي العشوائي، وخاصة ظاهرة إلقاء النفايات من نوافذ السيارات من قبل السائقين والمارة والمتنزهين وغيرهم”.
وبينت قاسم أن الحملة البيئية بالدرجة الأساسية تركز على تنظيف جوف البحر الأحمر في منطقة خليج العقبة، وهي المهمة الأساسية للوكالة باعتبارها تحمل اسم البحر الأحمر، بالإضافة الى تنظيف الشواطئ.
ولدى الوكالة فريق من الغواصين الاكفاء الذين يقومون بالغوص تحت البحر وإخراج النفايات من جوف البحر، وإنقاذ الأحياء البحرية، وخاصة الأسماك التي تكون أحيانا عالقة في أكياس النايلون أو بالحبال، كذلك العمل على استخراج النفايات الصلبة الأخرى، وخاصة قطع الخشب والزجاجات الفارغة والإطارات الملقاة أسفل البحر، حيث يتم تنظيم حملات دورية كل 3 أشهر في جوف البحر.
كما ويقوم الفريق بتنظيف الحدائق والغابات والجزر الوسطية من النفايات المختلفة، أحيانا كل أسبوع أو أسبوعين؛ إذ أشارت قاسم إلى أن الفريق قام خلال إحدى الحملات بجمع ما يقارب 2000 كوب من القهوة ملقاة على الجزيرة الوسطية في محافظة الزرقاء، وهذا إن دل، فإنما يدل على أهمية الاستمرار في الحملة التوعوية البيئية للحد من هذه الأعمال الخارجة عن القانون، وعن شعور الإنسان بالمسؤولية.
كما يقوم الفريق بتوزيع أكياس جمع النفايات على المتنزهين والسائقين، وقد بلغ عدد الأكياس التي تم توزيعها منذ بداية انطلاق الحملة البيئية الوطنية الى الآن ما يقارب 65000 كيس من الورق، و15000 كيس من البلاستيك البيئي القابل للتحلل، بقياس 90 سم في 120 سم، وهو خاص بالوكالة يتم استيراده من الخارج وطباعته في الأردن لهذه الغاية، بحسب قاسم.
وبالعودة إلى المخالفات البيئية التي تم تسجيلها، فإن أغلبها صادر عن سائقي السيارات الذين يتعمدون إلقاء النفايات من النوافذ، ويوجد قانون يُغرم السائق في حال قام بهذا الفعل، وتم كتابته على الكيس الموزع على السائقين من قِبل المتطوعين، من باب التوعية بالقوانين، واستخدام الكيس في جمع النفايات بدلاً من رميها بطريقة غير حضارية ومؤلمة “للبيئة”.
وتؤكد قاسم أن الحملة مستمرة حتى نعمل على نشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع قدر الإمكان، مع تأكيد أهمية إشراك الأطفال في ذلك لزرع هذه الثقافة لديهم، وتتحول إلى سلوك دائم ينتقل إلى الأجيال المقبلة مع مرور الزمن.