لا جديد.. في النهاية يفوز الألمان!

لم يكتب لمشروع “نيمار - باريس سان جرمان” أن ينجح في دوري أبطال أوروبا أول من أمس.. تماما كما حصل مع مشروعي “رونالدو - يوفنتوس” و”ميسي - برشلونة”، ما يؤكد أن اللاعب مهما بلغت قيمته الفنية والمهارية و”السوقية”، فإنه لا يمكنه دوما فعل كل شيء لوحده.. تماما كما تقول المقولة الشهيرة “يد واحدة لا تصفق”.اضافة اعلان
نجح فريق بايرن ميونيخ في العودة لبلاده من البرتغال بكأس دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخه، وحرم “الباريسي” من دخول التاريخ والتتويج باللقب للمرة الأولى، منهيا “البافاري” موسما خالدا أعاد للأذهان قوة الألمان ونجاعة تخطيطهم.
كان من الواضح أن فريقا يغلب برشلونة بنتيجة قاسية وقياسية “8-2”، يستحق أن يتوج بالكأس الأوروبية.. صحيح أن بايرن لم يقدم ذات المستوى في مباراتيه التاليتين أمام ليون وباريس، لكنه فعل كل ما هو مطلوب منه في نهاية المطاف، وقضى على الحلم الباريسي بإضافة لقب آخر للفرنسيين يضاف للقب الذي تحقق قبل 27 عاما.
فريق بايرن ميونيخ، وإن تراجع مستواه قبل عام لأسباب عدة، إلا أنه سرعان ما استعاد “احترامه” من قبل المنافسين، فقد امتلك الفريق “ماكينة هجومية” تسجل الأهداف بـ”الجملة”، ولا يقتصر الدور فيها على لاعب أو لاعبين، ولعلها ميزة امتلكها بايرن من خلال عدم وجود “النجم الأوحد”، فظهر الفريق متناغما في الأداء ويعزف “سيمفونية” جماعية مكنته من ترجمة طموحاته على أحسن وجه، ولعل هذا التتويج سيساهم بشكل مؤثر في زيادة حظوظ نجمه روبرت ليفاندوفيسكي، للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم، في حال قرر “فيفا” عدم إلغاء الجائزة هذا العام كما فعلت مجلة “فرانس فوتبول” من قبل.
في حديثه بعد المباراة، يقول الالماني توماس توخل مدرب سان جرمان “في الاسابيع القليلة الماضية، أظهرنا كل شيء لنحرز اللقب. في كرة القدم عليك تقبل ان الحظ يلعب دورا كبيرا في المباراة”.
وفي المقابل صرح هانزي فليك مدرب بايرن ميونيخ “أنا فخور بالفريق. عندما بدأنا في تشرين الثاني (نوفمبر)، قرأت عناوين عريضة مثل: لا يوجد احترام لبايرن، لا خوف من بايرن. كان تطور الفريق في آخر ستة أشهر رهيبا. استخدمنا كل شيء بطريقة مثالية، بما في ذلك وقفة فيروس كورونا المستجد. رأينا ان باريس قوي جدا هجوميا، لكننا لعبنا بجرأة ونستحق هذا الفوز”.
قد يتشابه بايرن والباريسي بأنهما فريقان يهيمنان بسهولة على لقب الدوري في بلديهما، لكنهما اختلفا في كيفية التعاطي مع مباراة نهائية بوزن بطولة، كيف ينتقل الفريق من الحالة الدفاعية إلى الهجومية بشكل منظم، وكيف يدير “المعركة” في نصف ملعبه او في نصف ملعب الفريق المنافس؟، وأهمية إستغلال حتى شبه الفرصة للتسجيل.
عاش الألمان وتحديدا عشاق “البافاري” ليلة سعيدة تأكدت فيها مقولة النجم السابق غاري لينكر “كرة القدم تلعب بين 11 لاعبا في كل فريق، وفي النهاية يفوز الألمان”، وفي المقابل عاش الفرنسيون وتحديدا “الباريسيون” ليلة حزينة على ضياع حلمهم وفشل مشروعهم وتحول “ديكهم” إلى وجبة عشاء لذيذة على مائدة بايرن.