لا غنى عن الجمهور

رغم أن المباراة أقيمت من دون حضور جماهيري، الا أن متفرجا اقتحم ميدان ملعب مايوركا أول من أمس؛ حيث كانت تقام مباراة مايوركا وضيفه برشلونة بعد استئناف مباريات الدوري الاسباني لكرة القدم، ويبدو أن هذا المشجع من عشاق النجم ليونيل ميسي؛ حيث دخل الملعب وهو يرتدي قميص المنتخب الأرجنتيني وتحديدا الرقم 10 الذي يرتديه ميسي.اضافة اعلان
ربما يكون هذا المشجع مهووسا بالنجم الأرجنتيني، ورفض أن تفوته الفرصة لخطف الأضواء من اللاعبين وهو يقتحم عليهم الملعب عند الدقيقة 53 من زمن المباراة، لكن في واقع الأمر حتى وإن استجاب الجمهور في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لقرارات "مباريات من دون جمهور"، الا أن هذه الاستجابة ربما لا تستمر طويلا حتى من قبل اللاعبين والمدربين، لأن غياب الجمهور عن المباريات، حتى وإن كان لدواعي المحافظة على الصحة وتجنب الإصابة بفيروس كورونا، الا أنه أفقد تلك المباريات كثيرا من نكهتها وحماستها وأصاب اللاعبين بالملل، لأن الجماهير تضفي أجواء حماسية وتشحذ همم اللاعبين.
مدرب نادي ريال مدريد، الفرنسي زين الدين زيدان، في حديث للإعلاميين قبل مباراة فريقه مع إيبار أمس، أكد أنه لا يحب اللعب بدون جماهير، لكنه أضاف: "لكن حسنا، نظرا للوضع سنتأقلم. وغياب الجمهور لن يسرق فرحتنا وفرصة عودتنا لخوض المباريات. سنفتقد للجماهير، لكن الجميع سعداء للعودة".
محليا.. يبدو غياب الجماهير عن مباريات الدوري "إن تم استئنافه في شهر آب (أغسطس) المقبل"، نقطة خلافية بين الاتحاد والأندية، لأن غياب الجمهور سيفقد الأندية ذات القاعدة الجماهيرية وأبرزها الوحدات والفيصلي والرمثا مصدر دخل هي بأمس الحاجة له، في ظل الصعوبات المالية التي تعيشها.
تحدثت في مقالات سابقة بخصوص الحضور الجماهيري، لأن الجمهور غالبا ما يكون "سلاحا ذا حدين"، فهو قد يسهم في زيادة الموارد المالية لناديه، ويساعد فريقه على تحقيق النتائج الإيجابية، أو يكون سببا مباشرا في خسائر ناديه المادية ونتائج المباريات، عندما يتحول التشجيع إلى سلوك مرفوض لما يتضمنه من أقول وأفعال تندرج تحت عنوان "شغب الملاعب"، وطالما دفعت الأندية الجماهيرية ثمنا ماليا باهظا لأخطاء جماهيرها بسبب توالي العقوبات الاتحادية والغرامات المالية عليها.
لنعترف جميعا بأن إقامة المباريات من دون جمهور، قد يكون أحيانا "شرا لا بد منه" وبمثابة عقوبة للنادي المخطئ وجماهيره، وقد يكون لحماية أرواح المتفرجين كما هو حاصل اليوم بسبب "جائحة كورونا"، لكنه لن يكون قرارا مفضلا عند الجماهير واللاعبين على حد سواء، لأن كل طرف يحتاج إلى الآخر، ولذلك تجد الأندية والاتحادات تتحين الفرصة لعودة المباريات إلى وضعها الطبيعي… باختصار، فإن المباريات أشبه بـ"عرس بدون ضيوف".