لا يوجد أمن لليهود في أوروبا

إسرائيل هيوم

إيزي لبلار

22/12/2016

الوضع الأمني في أوروبا آخذ في التفاقم في اعقاب الهجرة الجماعية الاخيرة من سورية وشمال افريقيا. كثير من هؤلاء المهاجرين ليسوا لاجئين، بل هم مهاجرون يبحثون عن مصدر للرزق. ومن بينهم هناك مؤيدون ونشطاء في الجهاد العالمي. وكل ذلك يؤثر دراماتيكيا على اليهود في اوروبا ايضا.اضافة اعلان
  في العقود السابقة انجذب المهاجرون العرب للديمقراطية وأيدوا الاندماج. ولكن كثيرين من الذين يصلون الآن لا يرغبون في الاندماج وهم يتحفظون من الديمقراطية، وتعرضوا لعملية غسل دماغ لاسامية. وتم تخويف المسلمين المعتدلين، وكثيرين من أبناء الجيل الثاني للمهاجرين الذين يحافظون على القانون أصبحوا أكثر راديكالية.
 حتى لو تجاهلنا آلاف الجهاديين الاوروبيين الذين عادوا من سورية، فإن النشاطات الجنائية "للاجئين" أضرت بالنسيج الاجتماعي في الجاليات التي يعيشون فيها. فعندما تنغلق الجاليات المحلية وحجم التكاثر الاسلامي يزداد بشكل كبير، حتى نهاية القرن، يمكن أن تنهار أسس الحضارة الاوروبية.
 إن ضائقة الذين يتعرضون للمذبحة في سوريا وفي اماكن اخرى هي ازمة انسانية يتفطر لها القلب، لكن الحل الصحيح للمجتمع الدولي هو التدخل من اجل استقرار الوضع، بدل فتح الابواب للهجرة التي من شأنها أن تضعضع المجتمعات الديمقراطية.
 إن اليهود هم الهدف الرئيسي للارهابيين. وعلى الرغم من ذلك، فان كثير من اليهود يؤيدون الهجرة الاسلامية الواسعة. وهم يساعدون بذلك في دخول الجموع الغفيرة من اللاساميين الذين تربوا على التعامل مع اليهود على أنهم "أحفاد القردة والخنازير". وايضا يقومون بصب الغضب على جيرانهم الذين يخافون من أن موجة الهجرة هذه ستحطم حياتهم.
 الرد على ذلك كان صعود حركات اليمين الراديكالية في جميع انحاء اوروبا. وقادة كثير من هذه الاحزاب، بما في ذلك "الجبهة القومية الفرنسية" و "حزب الاستقلال" البريطاني و "حزب الحرية" الهولندي ابتعدوا عن اللاسامية، في الوقت الذي فيه هناك الكثير ممن يؤيدونهم ما زالوا لاساميين. جميع الاحزاب تؤيد اسرائيل باستثناء "يوبيك" الهنغاري و"الفجر المذهب" اليوناني، وهذه حركات نازية جديدة بالمطلق.
  الشعبوية في اوروبا ستزداد قوة، سواء بسبب دخول ادارة ترامب أو في اعقاب السلوك الجنائي لبعض المهاجرين. وقد تكون النتيجة هي الانهيار التام لمبنى الاتحاد. في ظل حقيقة أن اغلبية مجموعات اليمين الراديكالية تهتم بتهديد الاسلام، كان يمكن الاعتقاد أنه ليس هناك سبب يجعل اليهود قلقين. ولكن في هذه الاجواء يمكن أن يتحول اليهود الى شماعة. الميول غير الاسلامية المتزايدة لن تقلل من كراهية اليهود.      
  بالنسبة لـ 1.4 مليون يهودي في اوروبا، فان الوضع سيتدهور أكثر. اولئك الذين لا يريدون تربية أبنائهم في الاجواء التي يتعرضون فيها للضغط واخفاء يهوديتهم، يجب عليهم التفكير بالهجرة أو تشجيع أبنائهم على مغادرة اوروبا.
 إن مستقبل اليهودي في اسرائيل مضمون، لكن الاغلبية تختار الهجرة الى اماكن اخرى في الشتات، حيث لا توجد ضمانة هناك للحفاظ على هويتهم اليهودية. وأحد الاسباب المركزية لذلك هو أن حكومة اسرائيل والوكالة اليهودية فشلت في تقديم الخدمات الكافية للمهاجرين المهنيين وأبناء الطبقة المتوسطة. إن الامتناع عن استيعاب الكثيرين من بين هؤلاء المهاجرين سيكون خسارة تراجيدية. واصلاح هذا الوضع يجب أن يكون من الأولويات.