لسنا وحدنا ولكننا نستطيع

لسنا وحدنا في هذا العالم الذي يواجه أزمة كورونا، ولسنا وحدنا من الدول التي اتخذت خطوات وقائية لمواجهة هذا الوباء العالمي الذي ينتشر كالنار في الهشيم ويزهق أرواح بشر وبات يؤثر على الإنسانية جمعاء.اضافة اعلان
وأيضا لسنا وحدنا الذين اتخذنا خطوات كإقفال الحدود ومنع الطيران وفرض حظر تجوال، واتخاذ خطوات وقائية للتخفيف من حدة انتشار المرض وتأثيره على الناس، ولهذا فإن المطلوب منا كمواطنين كما شعوب العالم الصبر وتنفيذ الاحتياطات الواجبة لإنجاح خطة محاصرة الفيروس والقضاء عليه، ولهذا فإن أي إجراءات مهما كانت قاسية يتوجب علينا كمواطنين ومتلقين التعامل معها بمسؤولية عالية، ووضع اليد باليد للخروج جميعا من تلك الآفة والانتصار عليها.
هزيمة هذا الوحش القاسي تتطلب منا الإيمان بقدرتنا على الانتصار، وتحقيق ذاك يحتاج لمسؤولية مجتمعية عالية، وإيمان بالفوز، فالانتصار لا تصنعه الأمنيات وحدها، والفوز بحاجة لتعاضد الجميع، ولهذا فإننا علينا عدم الاستهانة بهذا العدو غير المرئي والتعامل معه بجدية، وعدم إضاعة جهود الدولة والمواطنين الملتزمين، وعدم السماح لفئة قليلة غير ملتزمة العبث بحياتنا وإضاعة جهودنا.
الخطوات التي اتخذت حتى اليوم إيجابية، والتزام عدد كبير من الناس بتعليمات الصحة والسلامة ظهر واضحا، وهذا يتطلب استمرار التعاضد المجتمعي دون تراخ أو استكانة.
نسمع يوميا في الأخبار عن انهيار لقطاعات صحية لدول متقدمة جراء الارتفاعات الهائلة في عدد الإصابات وعدم قدرة النظام الصحي في تلك الدول على تقديم العناية الواجبة للجميع جراء ارتفاع عدد الحالات، وما نراه يتوجب أن يدفعنا لنكون أكثر التزاما حتى لا نصل - لا قدر الله- لمرحلة تفش لا نستطيع السيطرة عليها، فهذا القطاع الذي نقدم له خالص الاحترام والشكر والعرفان يعمل بكل إمكانياته، وعلينا مسؤولية مجتمعية تتمثل في عدم إضاعة جهد ذاك القطاع، وذاك يتأتى من خلال التزامنا بالتعليمات وحرصنا على إنجاح الجهد الجمعي الذي يبذل لتطويق الفيروس ومحاصرته ومن ثم القضاء عليه.
نعرف يقينا أن هذا الوباء أثر على الدولة بشكل عام، وعلى قدرتها المالية والإنتاجية، كما وضع قطاعات كثيرة تحت حظر التجول بلا إنتاج، وهذا سينعكس بكل تأكيد على العمال والموظفين وعجلة الإنتاج ورأسمال، وسيؤثر على المالية العامة، ولكننا نجمع أن الصحة والسلامة فوق كل اعتبار.
ولهذا فإن أزمة كورونا وما أفرزته من حالات حظر وإغلاق تعتبر فرصة للدعوة بإعادة التفكير والمطالبة بإيلاء القطاع الصحي عناية أوسع وأشمل من الحكومة وأصحاب رؤوس الأموال، ورفد هذا القطاع المهم بالأأموال اللازمة حتى يستطيع مواجهة أي طارئ لا قدر الله.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فهي مناسبة أيضا لكي تفكر الدولة بشكل جمعي بأهمية البحث العلمي ووضع الإمكانيات اللازمة أمام الأردنيين في مختلف القطاعات وتمكينهم من إظهار أفكارهم، فمن بقوم بإجراء عملية ولادة لمريضة كورونا بنجاح قادر أن يفكر ويبتكر الحلول والبحث في تركيبات دوائية علاجية سواء لكورونا أو غيرها من أمراض، وذاك لا يتم إلا إذا توفرت لأولئك أدوات بحث علمي متطورة وأموال لازمة، والإنجازات الأردنية في المجال الطبي لا تقف عند إجراء عملية ولادة لمريضة كورونا وإنما هناك إنجازات تحققت عبر سنين مضت، والحبل على الجرار.
نعم، لسنا وحدنا في هذا العالم الذي يعيش حالة قلق جراء تفشي فيروس كورونا، ولكننا لو تسلحنا بالإرادة والعزيمة وآمنا أننا في ذات القارب نستطيع أن نخرج من تلك الأزمة بأقل الأضرار، ولذا علينا عدم ترك قلة قليلة تسرق تعاضدنا وتعبث بما نريد تحقيقه.