لشح الأمطار بعجلون.. مؤشرات سلبية على الأعشاب والمراعي وأراض زراعية تهمل

أعشاب برية تأخر نموها ومهددة بالجفاف لشح الأمطار بعجلون-(الغد)
أعشاب برية تأخر نموها ومهددة بالجفاف لشح الأمطار بعجلون-(الغد)
عامر خطاطبة

بات شح الأمطار في محافظة عجلون منذ بداية موسم الشتاء وانحباسها خلال أربعينية الشتاء التي أوشكت على الانتهاء، يثير قلق المزارعين على مزروعاتهم وأشجارهم المروية والبعلية، في الوقت الذي بدأت العلامات السلبية تظهر على الأعشاب الطبيعية والمراعي التي ما تزال في بداية نمهوها وتهدد بجفافها مبكرا.

هذا الحال، تسبب بعزوف الكثير من المزارعين عن زراعة المحاصيل الحقلية والأشجار الموسم الحالي، مع بدء حراثة أراضيهم، فيما بدأ بعضهم بالاستعداد لمواجهة تزايد الطلب على مياه الري خلال أشهر الصيف ولتأمين زراعاتهم وغراسهم من المواسم السابقة وأشجارهم المروية بما يضمن ديمومتها، وتجاوزها الموسم الحالي بأقل الأضرار. محمد مصطفى وسامي أبو سيف، أكدا أنهما وخلال تجوالهما في مناطق المحافظة بحثا عن الأعشاب البرية التي تنموا في مثل هذا الوقت من الموسم، لاحظا غياب كثير من الأنواع التي اعتادا قطافها في هذه الأوقات، كالفطر والحميض والخبيزة وأنواع أخرى عديدة من الأعشاب التي كانت تشكل مصدر غذاء، وباب رزق للعديد من الأسر. وقالا، إن الربيع لم يعد كما كان بمواسم سابقة، فالأعشاب ضعيفة وبالكاد تظهر، ومهددة بالجفاف في حال استمرار الانحباس المطري، ما سيؤثر كذلك على مربي الثروة الحيوانية الذين يعتمدون في هذا الفصل على المراعي الطبيعية والتي تخفف عليهم من أثمان الأعلاف. ويقول محمد أبو أسامة إنه اضطر إلى شراء صهريج لنقل المياه من الينابيع والأودية القريبة لري أشجار مزرعته التي أنجزها مؤخرا، وأنشأ بها خزان تجميعي لمياه الأمطار، مؤكدا أنه لم يتمكن من جمع أي كميات فيه بسبب التراجع الكبير في الأمطار. ودعا الجهات المعنية إلى البحث عن حلول استباقية لمواجهة تزايد الطلب المتوقع على مياه الري، خصوصا في الأراضي المصنفة بالمروية والتي تعتمد أشجارها على الحصص المائية من الأقنية المنتشرة على الأودية، لافتا إلى أهمية ضخ كميات من مياه سد كفرنجة وإسالتها عبر وادي كفرنجة لتزويد الأقنية، خصوصا في حال استمرار انحباس الأمطار وتراجع أو جفاف العيون السطحية المغذية للأودية خلال أشهر الصيف. ويقول أحد مربي الثروة الحيوانية، عمر العلي إن المراعي الطبيعية في الموسم الحالي أصبحت ضئيلة بشكل لافت مقارنة بمواسم سابقة، كما أنها مهددة بالجفاف قبل نموها بشكل مكتمل، ما سيتسبب لهم بكلف إضافية لإطعام مواشيهم التي تشكل مصدر رزقهم الوحيد. ويؤكد الخبير البيئي المهندس خالد عنانزة أن تراجع الأمطار سيؤثر كثيرا على الغابات والثروة الحرجية، وقد يتسبب بجفاف بعضها، وأغصان بعضها الآخر وتراجع خضرتها ونضارتها، ما قد يسهل من انتشار النيران في حال نشوب الحرائق. ويظهر أحدث تقرير لمديرية زراعة المحافظة لكميات الأمطار التراكمية، تراجعا كبيرا بكميات الأمطار الهاطلة على مختلف مناطق المحافظة، بحيث بلغ متوسطها زهاء 150ملم حتى الآن، في حين تجاوزت الموسم الماضي ضعف هذه الكمية. وأعرب محمد العنانبة عن قلقه من أن يتسبب تراجع المعدلات المطرية، بعزوف المزارعين عن استصلاح المساحات المهملة من الأراضي الصالحة للزراعة في المحافظة، والمقدرة مساحتها بزهاء 50 %. من جهته، أقر مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، بالتراجع الكبير في المعدلات المطرية الموسم الحالي مقارنة بمواسم سابقة، وفي حال استمرارها، سيكون له تأثيرات سلبية كبيرة على مختلف أنواع الزراعات، من المحاصيل والأشجار، إضافة إلى المراعي الطبيعية، والثروة الحرجية. وبين أن المساحات الزراعية المستغلة في المحافظة تبلغ زهاء 100 ألف دونم، فيما تبلغ مساحة الأراضي الحرجية 34 % من مساحة المحافظة البالغة 419 كلم2، فيما يوجد 82 ألف دونم مزروعة بأشجار الزيتون، و21 ألف دونم بالحمضيات والكرمة والفاكهة. وبين الخالدي أنه تم العام الماضي انشاء 153 بئرا في لواء القصبة بسعة 3360 مترا مكعبا بقيمة 168 ألف دينار حيث تم انشاء 13 بئرا ضمن مشروع الأمن الغذائي، وما تبقى من موازنة وزارة الزراعة، مشيرا إلى انه تم إنشاء 60 بئرا في لواء كفرنجة منها 20 بئرا من موازنة مجلس المحافظة و40 بئرا من موازنة وزارة الزراعة، مبينا أن سعة كل بئر تم انشاؤه 30 مترا وبكلفة 1500 دينار. وببن رئيس مجلس المحافظة عمر المومني أن هناك العديد من المشاريع التي تم تنفيذها من موازنة مجلس المحافظة خلال العامين الماضيين والمتعلقة بالمشاريع المائية، حيث تم حفر آبار مياه تستوعب 4500 متر مكعب من المياه، كما تم عمل قنوات ري في مناطق عرجان، وتنفيذ عدد من المشاريع الزراعية كمشروع الحاكورة الذي يهدف لاستغلال الأراضي لغايات الزراعة وكذلك تركيب معرشات العنب بما يتناسب والتنوع الجغرافي وتضاريس المنطقة.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان