
هشال العضايلة
ما تزال العديد من المناطق الزراعية والتي تضم مزارع لتربية المواشي بمحافظة الكرك غير مخدومة بالطرق، ما يفرض معاناة على أصحابها بالوصول إليها أثناء تساقط الأمطار، إذ تصبح هذه المناطق شبه معزولة ويتطلب الوصول إليها جهدا فيه مخاطرة.
ويطالب مزارعون ومربو ماشية من الجهات المعنية بضرورة العمل على فتح وتعبيد الطرق الزراعية التي تخدمهم، وإعادة تأهيل الطرق القديمة التي مضى على إنشائها سنوات طويلة ولم تشهد أي عمليات صيانة.
وتتعرض العديد من الطرق الزراعية وخصوصا في مناطق وادي الكرك والعينا وعي والمناطق الشرقية لانجرافات نتيجة مياه السيول التي تتشكل بفعل تساقط الأمطار، ما يصعب معها وصول مربي الماشية إلى مزارعهم للعناية بقطعان الماشية، بعد أن تكون الطرق قد انجرفت أو أغرقتها مياه السيول.
وشدد مزارعون على ضرورة تحسين وزيادة سعة وعدد الطرق الزراعية المنتشرة بالمحافظة، باعتبار أن الكرك من المناطق الزراعية ومساحة الأراضي الزراعية فيها تقدر بحوالي 490 ألف دونم، وهي أراض تزرع بالمحاصيل الحقلية إضافة إلى الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة ومحاصيل الخضار.
وأكد مزارعون ومربو ماشية، أنه لا يمكنهم تقديم العناية اللازمة لمزارعهم وحظائر مواشيهم، إذا لم تتوفر الطرق الزراعية المناسبة والسليمة للوصول إليها، خاصة في المناطق المنحدرة، والمناطق الشرقية، إضافة إلى مناطق وادي الكرك وغربي مدينة الكرك ولواء عي والطيبة وعراق الكرك.
وقالوا إن شبكة الطرق الزراعية الحالية أصبحت قديمة ومهترئة وطالها الخراب، لعدم تحسينها أو فتح طرق جديدة.
وقال مربي الماشية أحمد الضمور من سكان بلدة الغوير شرقي محافظة الكرك إن المناطق الشرقية في منطقة الشريف والمريغة وغيرها والتي يتم فيها وبشكل كبير عمليات تربية المواشي وإنشاء حظائر، تفتقر في أغلبها إلى الطرق الزراعية، لافتا إلى أن أغلب الطرق التي يتسخدمها مربو الماشية هي طرق ترابية قديمة وأصبحت مهترئة مع مرور الوقت وتتعرض للانجراف بسبب مياه الأمطار وغياب العبارات على مجاري الأودية التي تقطعها.
وأشار إلى أن العديد من المناطق تصبح معزولة خلال موسم الأمطار لغياب الطرق الزراعية، مؤكدا ان هذه المناطق تحتاج للطرق الزراعية أكثر من الاراضي الزراعية التي يتم بناء المنازل عليها وتشهد عمليات فتح وتعبيد طرق لخدمة منزل او منزلين، رغم أنها أراض زراعية غير مزروعة ولا تخدم المزارعين نهائيا، وتخدم فقط منازل سكنية، في حين تبقى طرق تخدم عشرات الحظائر التي تضم آلاف المواشي ترابية وبدون صيانة.
وطالب مربي الماشية علي الحباشنة من منطقة اللجون بالعمل على اعادة فتح الطرق الترابية الموجودة بالمنطقة والتي تدمرت بفعل الأمطار وكثرة الاستخدام من مركبات المزارعين ومربي الماشية، مشيرا الى ان بعض قطعان الماشية يتم الوصول اليها على الأقدام بسبب عدم وجود طرق زراعية وترابية لمكان تواجدها، حيث يرحل غالبية مربي الماشية من المناطق الغربية نحو المناطق الشرقية حرصا على مواشيهم من الأمطار والبرد ولتوفر الأعشاب البرية في تلك المناطق.
وقال علي الشمايلة من سكان بلدة الشهابية غربي مدينة الكرك، إن الطرق الزراعية بالمنطقة التي تضم زهاء 30 ألف دونم من الأراضي، والتي غالبيتها مزروعة بأشجار الزيتون، أصبحت قديمة ومهترئة ولا يصلح السير عليها بالمركبات.
وأشار إلى أن الطرق الزراعية ضرورية للعناية بالمزروعات والأشجار خاصة مع أول فصل الربيع، بالإضافة الى موسم قطف الزيتون، بحيث أن غياب الطرق الزراعية الجيدة يعني معاناة مستمرة للمزارعين.
وأوضح أن مطالبات عديدة وجهها سكان المنطقة للجهات المعنية بهذا الخصوص، ولكن من دون جدوى، مطالبا بالعمل على صيانة الطرق الزراعية لأهميتها في العملية الزراعية، وخصوصا في هذه المنطقة المهمة.
من جهته، أكد مدير أشغال الكرك المهندس رائد الخطاطبة، أن المديرية تهتم بالطرق كافة في المحافظة، ومن بينها الطرق الزراعية لأنها تقدم الخدمة للمواطنين والمزارعين ومربي الماشية، مؤكدا أن الأعوام الماضية شهدت اهتماما كبيرا بالطرق الزراعية.
وأكد أن وزارة الأشغال العامة تولي الطرق الزراعية كل الاهتمام وهي ضمن خططها السنوية وتعمل على إعادة تأهيل العديد من الطرق الزراعية لتسهيل وصول المزارعين لمزارعهم ومربي المواشي لمواشيهم، مشددا على أن المديرية تقوم بصيانة الطرق التي تضررت بسبب الأمطار والثلوج من خلال إعادة فتحها وإزالة أي عوائق عبر آليات المديرية.
اقرأ أيضاً:
الأمطار الأخيرة تملأ “الحفائر” وتعيد الحياة إلى مراعي صحراء الكرك
الكرك: أمطار خمسينية الشتاء تنعش آمال المزارعين
الكرك.. “الحفائر المائية” ملجأ مربي المواشي