لماذا اؤيد حكومة وحدة وطنية؟

هآرتس

رفيف دروكر

اضافة اعلان

لم تكن هناك حكومة وحدة لم اعارضها. في العام 1996 اعتقدت أنه يجب على شمعون بيرس البقاء خارج الحكومة. وفي العام 1999 عارضت اقتراحا أن يضم اهود باراك الليكود. وفي العام 2001 اعتقدت أنه سيكون من الخطأ من قبل بيرس وبنيامين بن اليعيزر الانضمام لحكومة شارون. وفي العام 2009 كنت ضد انضمام تسيبي لفني لحكومة بنيامين نتنياهو. وفي العام 2016 كتبت ضد محاولة اسحق هرتسوغ الانضمام لحكومة نتنياهو. هذه هي المرة الأولى التي اؤيد فيها هذه الفكرة.
بعد الانتخابات السابقة كنت من بين الذين قالوا: اسمحوا لليمين أن يحكم بدون تبريرات، سنرى أنهم لن يضموا المناطق ولن يلغوا اتفاقات اوسلو، بحيث أنهم لن يستطيعوا الاستناد إلى أي سياسي بائس من الوسط كتبرير لعدم قدرتهم على تطبيق ايديولوجيتهم. الضم لم يحدث، لكن لا يوجد هناك يقين بأنني كنت محقا. لقد افترضت انه أصلا كل حكومة برئاسة نتنياهو لن تتقدم في المجال السياسي، لذلك ليس هناك أهمية لورقة التين من النوع الذي شكله باراك بين 2009 – 2013، ويئير لبيد ولفني بعد ذلك. في المجالات الاخرى كم من الضرر يمكن لليمين أن يتسبب به؟.
الوضع في هذه المرة مختلف لأن الضرر يمكن أن يكون حقيقيا وكبيرا. ربما ضم، وبالتأكيد حصانة لنتنياهو، فقرة الاستقواء، المحكمة العليا التي لم يعد بامكانها الغاء قوانين الكنيست، محاولة خصي هيئة الاذاعة، قوانين ستضر وسائل الاعلام، والسموتريتشيين والليفنيين لهم المزيد من الأفكار بعيدة المدى، التي تستند الى أن نتنياهو لم يعد بامكانه منذ زمن أن يتظاهر حتى بأنه يحافظ على أي علاقة مع المعسكر الآخر. وليس هناك أي جهة مخففة في الائتلاف الظاهر للعيان.
الشعب لم يختر الوحدة. وهكذا توجد قيمة لوعود نتنياهو وبني غانتس – لبيد بأن لا يجلسوا معا. حكومة الوحدة التي كان على غانتس ولبيد أن يفكرا فيها هي حكومة بدون "الشركاء الطبيعيين لنتنياهو". حكومة ستقوم بتطبيق اجندة مدنية، وستمنع الضم ولن توفر لنتنياهو حصانة من تقديمه للمحاكمة. في الواقع، حكومة حتى الحسم النهائي للمستشار القانوني. بعد ذلك يمكن لنتنياهو محاولة استبدال اعضاء ازرق ابيض الذين سيتركون اذا كانت هناك لائحة اتهام "بالحلفاء الطبيعيين". هذا خطير، لكنه ليس مستحيلا بالنسبة له.
فقط افيغدور ليبرمان يمكن أن يفرض حكومة كهذه. من الواضح أن نتنياهو سيكون ضد، وكل الليكود معه، لكن بدون ليبرمان لن تكون لنتنياهو حكومة. بالنسبة لليبرمان هذا يبدو خطوة سياسية حكيمة. حكومة وحدة مدنية بدون الاصوليين واليمين المتطرف، ستوفر له المبرر لعدم توليه وزارة الدفاع. من مثله يعرف بأنه ليس لديه وسيلة لاخضاع حماس كوزير للدفاع. فقط بحكومة وحدة يمكنه الادعاء بأنه كبادرة حسن نية اصيلة وافق على اعطاء هذا الملف لغانتس. حكومة وحدة مدنية ستمكنه للمرة الاولى بعد عشرين سنة من تنفيذ جزء من وعوده لناخبيه: عقد زواج، قانون تهويد، مواصلات عامة في ايام السبت في المدن العلمانية.
احتمال أن حكومة وحدة كهذه ستشكل ضعيف، ليبرمان اعطى اشارات من فيينا بأنه ليس مع هذه الفكرة. هو بالتأكيد يفضل أن يبتز من نتنياهو اندماج مع الليكود واعداد مستقبل سياسي لليوم التالي. ازرق ابيض يبث معارضته للفكرة. والليكود بيقين ليس معها. مع ذلك، هذا يبدو لي أنه المبادرة الوحيدة التي يمكنها الصد، وعدم وقف، الشهية الهستيرية لليمين المتطرف. للاسف الشديد، يجب أن اعترف بأن تأييدي لهذا النوع من الحكومات ينبع ليس فقط من الخوف مما سيفعله اليمين، بل ايضا من الشعور بأنه أصلا يصعب أن نرى في المستقبل القريب سيناريو يقف فيه الوسط – يسار منتصرا في الانتخابات. ما هي أهمية أن نحاول ايجاد بديل في المعارضة؟.