لماذا العجلة بتعيين سفير في إسرائيل؟!

في آذار من العام 2017؛ أي قبل نحو عام ونصف، غادرت السفيرة الأميركية عمان، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لم تعين الإدارة الأميركية سفيرا بديلا لها لدى المملكة، وبقيت الأمور على حالها، حتى اليوم؛ حيث يتولى قائم بالأعمال مهام السفير.

اضافة اعلان

عندما وجه السؤال عن سبب تلكؤ الإدارة الأميركية بتعيين سفير جديد لدينا، كان جواب المسؤولين الأردنيين أن الموضوع طبيعي، ولا يحمل بطياته أي أبعاد سياسية أو خلافية، وأنه لا يجب أن يفسر الأمر بأنه تقليص لاهتمام الإدارة الأميركية بالأردن، وأن موضوع التعيين من عدمه موكل بالإدارة الأميركية، فيما العلاقات بين الطرفين على أفضل حال.

مسؤول أردني كان صرح، وتحت مسمى "مصدر مطلع" لصحف محلية، في وقت سابق، ردا على تلك الاستفسارات، بأن وزارة الخارجية لم تتلق أي مخاطبات رسمية من قبل الولايات المتحدة بتعيين سفير في المملكة، وأن هناك إجراءات تتم بين الدول وفقا للأعراف الدبلوماسية، مشيرا الى أن قرار التعيين يعود للحكومة الأميركية.

صحيفة "واشنطن بوست" كانت استغربت التلكؤ بتعيين سفراء في الشرق الأوسط، وقالت عبر موقعها الالكتروني، إن السفراء هم الممثلون الأكثر وضوحا ورمزاً للسياسة الخارجية للرئيس الأميركي بجميع أنحاء العالم، إلا أنّ هناك ثغرات كبيرة بتعيين السفراء الأميركيين في دول العالم، وتابعت: "لكن هناك أيضاً ثغرات غريبة، فليس هناك سفراء بألمانيا أو الاتحاد الأوروبي أو كوريا الجنوبية، بالإضافة إلى أن الوضع بالشرق الأوسط أسوأ؛ حيث لا يوجد سفراء في مصر والأردن"، كما انتقدت مجلة "ذي ناشيونال إنترست" الأميركية عدم تعيين إدارة ترامب سفراء في دول شرق أوسطية ومنها الأردن!.

حسنا؛ دعونا نصدق كلام مسؤولينا، ولا نستمع لأي كلام آخر؛ إذ إننا في الأردن نعتبر يقينا أن موضوع الإبقاء على قائم بالأعمال أو تعيين سفير لا يعني الكثير، وأن الموضوع محصور بالطرف الأميركي الذي يقوم هو بالتعيين وليس أي أحد آخر.

إذا، وفقا لتلك الرؤية التي تحدث عنها مسؤولون لدينا في ردهم على سبب تأخر الإدارة الأميركية بتعيين سفير، فإنه لا ضير لدينا من التريث طويلا في تعيين سفير أردني في الكيان الصهيوني، وهذا ما لم تقم به حكومتنا للأسف الشديد، وهي بادرت، وفق ما نقلت صحيفة "تايمز اوف" الإسرائيلية، الى التقدم عبر وزارة الخارجية بطلب لإسرائيل للموافقة على تعيين مدير المعهد الدبلوماسي السفير غسان المجالي سفيرا لدى تل أبيب، فيما كان موقع السفير الأردني لدى الكيان الصهيوني قد شغر منتصف حزيران (يونيو) الماضي، بعد مغادرة السفير وليد عبيدات، موقعه والتحاقه بالمركز.

عمليا؛ نحن صبرنا شهرين فقط قبل أن نكشف عن نيتنا تعيين سفير جديد لدى الكيان الصهيوني، والإدارة الأميركية الترامبية صبرت عاما ونصف العام من دون تعيين سفير لها في عمان، فلماذا نحن نتعجل دوما؟، وماذا يعني بقاء سفارتنا في الكيان الصهيوني الغاضب بلا سفير؟ فهذا أمر إيجابي، والإيجابي أكثر أن يتم إغلاق السفارة الأردنية أصلا، وإغلاق سفارة الكيان في عمان.. فهذا مطلب شعبي دائم، فالكيان الغاصب ما يزال يستفزنا يوميا وينتقص من ولايتنا الدينية على المقدسات، وكان آخرها اعتقاله أربعة من موظفي الأوقاف الإسلامية في القدس، وانتهاكاته اليومية لحرمة المسجد الأقصى وتعرضه للمصلين، فما نفع وجود سفارة أردنية في تل أبيب والكيان الصهيوني يمارس عنصريته وفاشيته بشكل يومي؟!، ويتعمد الإساءة لولايتنا، وليس هذا فحسب، بل يحرص على التعرض للأردن ويترك متشددينه ينعقون تطرفا وعنصرية ضد بلادنا الأردن يوميا، ويتحدثون بالطريقة التي يرونها وتتوافق مع مخططاتهم التوسعية.