لماذا لن يتمكن الرئيس الأميركي القادم من تجاهل فوضى الشرق الأوسط؟

المرشحان الرئاسيان الأميركيان دونالد ترامب وهيلاري كلينتون -(أرشيفية)
المرشحان الرئاسيان الأميركيان دونالد ترامب وهيلاري كلينتون -(أرشيفية)

هيئة التحرير – (نيويورك تايمز) 29/8/2016

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

كما لو أن الشرق الأوسط لم يكن متفجراً بما فيه الكفاية مسبقاً، ثمة دلائل جديدة على ظهور مخاطر جديدة أيضاً. وسوف يكون لدى الرئيس الأميركي القادم، سواء كان دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون، الكثير الكثير من العمل.اضافة اعلان
كبداية، عمدت تركيا إلى تصعيد حملتها في سورية، مستهدفة كلاً من مقاتلي "داعش" ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وتقول أنقرة إن ضرباتها التي نفذتها يوم الأحد ضد مواقع وحدات حماية الشعب قتلت 25 "إرهابياً" كردياً. والمشكلة هي أن كلاً من الأكراد والأتراك هم حلفاء للولايات المتحدة. والآن، تجد واشنطن نفسها عالقة في الوسط.
وفي إيران، يقوم الملالي بملء دفاعاتهم الجوية بصواريخ (أس-300) بعيدة المدى روسية الصنع. وعرض شريط فيديو بُث على شبكة التلفزيون الحكومي في الأسبوع الماضي تلك الصواريخ بينما يتم نشرها في موقع فوردو النووي.
ويوم الاثنين، أعلنت طهران عن نشر نظام رادار جديد للكشف عن الطائرات المصممة لتفادي الرادارات. وسوف يجعل ذلك من الأصعب الوصول إلى أي أسلحة نووية تتمكن طهران من تطويرها، والتمكن من تدميرها.
وفي سورية، خلفت الحرب الأهلية الدموية نحو نصف مليون قتيل، وتسببت بأزمة لاجئين في كل أنحاء العالم. كما أن الشرق الأوسط، بطبيعة الحال، هو قلب الإرهاب الجهادي.
كان جنرال البحرية المتقاعد جيمس ماتيس -الذي أشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط عندما كان رئيساً للقيادة المركزية الأميركية- على حق عندما تحدث الأسبوع الماضي عن الفوضى في تلك المنطقة.
قال ماتيس إن الشرق الأوسط "يشهد أسوأ اضطرابات على الإطلاق منذ نهاية الإمبراطورية العثمانية. وهو يذهب من سيء إلى أسوأ". ومع ذلك، فإن نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة هو الآن "في أدنى مستوياته في فترة 40 عاماً". ويكشف كل هذا عن كمّ المتاعب التي سيواجهها الرئيس الأميركي المقبل.
وأضاف ماتيس: "المشكلة التي تنبع من الشرق الأوسط لا يمكن احتواؤها في الشرق الأوسط. ونحن نعرف هذا نظرياً، لكن هناك ميلاً لدينا إلى وضع وسادة فوق رؤوسنا".
لم يكن أي من مرشحَي الرئاسة الأميركيَّين محدداً حول كيفية تعامله المتوقعة مع تلك الفوضى. لكن ماتيس محق تماماً: سوف يترتب على أميركا أن تتعامل معها في نهاية المطاف -أو أنها ستدفع ثمناً باهظاً.

*نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: Why the next US prez won’t be able to ignore the growing Middle East turmoil