"لمعاذ نغرس الوطن" حملة تزرع الحب والأمل "فيديو"

منظمات حملة "لمعاذ نغرس الوطن" لارا أيوب ورندة نفاع وسهر العالول - (من المصدر)
منظمات حملة "لمعاذ نغرس الوطن" لارا أيوب ورندة نفاع وسهر العالول - (من المصدر)

مجد جابر

عمان- وسط أجواء يسودها الحب والوفاء للوطن يصاحبها مشاعر التكاتف والعمل الواحد لتخليد ذكرى الطيار الشهيد معاذ الكساسبة، وزرع النور والأمل والعطاء؛ اجتمعت فاعليات وهيئات شعبية، ومؤسسات اعلامية، وطلاب وطالبات مدارس حكومية وخاصة، ليغرسوا 2475 شجرة  بين عمان وعيّ بعدد شهداء الوطن كوفاء لروحهم الطاهرة، وتخليداً لذكراهم العطرة.
جاء ذلك من خلال مبادرة نظمتها مجموعة من سيدات الأردن وهم، سهر العالول، لارا أيوب، رندة نفاع، ناديا نفاع، وريم أصلان، تحت عنوان “لمعاذ نغرس الوطن” تهدف إلى تشييد غابة باسم الشهيد البطل الكساسبة، بالتعاون مع وزارة الزراعة.
الحملة بدأت كفكرة من السيدات اللواتي فجعن بشهيد الوطن، وأرَدنَ تخليد ذكراه وذكرى جميع الشهداء الأردنيين، فاتخذن من زراعة الأشجار هدفا لتبقى جذورا لشهدائنا وما قدموه عبر التاريخ من دمائهم الزكية مختلطة بتراب الوطن، في صورة تدل على الحياة والعطاء والأمل بجيل قادم وفيّ لروح شهدائه يستمد القوة والبطولة منهم.
والحملة انطلقت يوم أمس الساعة الحادية عشرة صباحا حتى الواحدة ظهرا في عمان في حي المدينة الرياضية خلف صرح الشهيد، وستكون الفعالية الثانية في مسقط رأس الشهيد الكساسبة في عيّ بالكرك الثلاثاء المقبل.
وعبرت الناشطة الاعلامية لارا أيوب عن فخرها وسعادتها وبأنها واحدة ممن استطاعوا أن يحققوا الهدف الأساسي من الحملة بتخليد ذكرى الشهيد معاذ الكساسبة والشهداء الآخرين، مبينةً أن جميع الطلاب اليوم سعيدون بهذه الخطوة التي تعزز فكرة الوحدة الوطنية والمحبة والسلام والتفاؤل والأمل في الجيل القادم.
وتضيف أيوب أن الوحدة الوطنية والالتحام والتماسك امام المحن الصعبة عرف بها الشعب الأردني منذ زمن طويل، غير أن الحزن والغضب على الشهيد معاذ الكساسبة عزز هذه الصفات، وان استشهاده سيوحد الشعب الاردني ولن يفرقه ابدا. ولفتت إلى أنهم اليوم يزرعون شجر الزيتون وشجر السرو وكأنهم يزرعون الحب والأمل، وحتى تبقى ذكرى الشهداء خالدة لا تموت.
وتشير الى أنهم زرعوا أمس أكثر من 500 شجرة، وسيتم زراعة بقية الأشجار في مسقط رأس الشهيد في قرية  عيّ في الكرك.
وبينت رندة نفاع أن الفكرة جاءت لمعنى الشجرة، وهي الحياة والأمل والعطاء، مبينة أن استشهاد البطل معاذ بهذه الطريقة الوحشية، خلقت لديهن ردة فعل قوية لنبذ العنف والارهاب بالعمل الجماعي والدعوة الى السلام.
وذهبت فادية الحسيني وهي احدى المشاركات من حركة الأردن تقاطع، أن وجودها اليوم في هذا المكان لأن الشهيد معاذ “رفع رأسنا بالتصدي للتطرف، وعلى الأردنيين دائما التصدي لجميع أنواع التطرف من داعش واسرائيل كونهما وجهين لعملة واحدة”.
وتضيف أن المبادرة تأتي هنا لايجاد الخير والأمل والحب والسلام، ومجابهة كل أعمال التطرف والعنف والتأكيد على اللحمة الوطنية وتشجيع الشعب الأردني للعمل بكل ما فيه خير للوطن.
ووسط أجواء استثنائية، ومع أهازيج الأغاني الوطنية، توزع طلبة المدارس والاطفال بين الحفر التي جهزت خصيصا للزرع، وحمل كل واحد منهم شجرته ليغرسها وفاء لروح الشهداء، وتحدثوا عن مشاعرهم وادراكهم لمعنى البطولة والشهامة بعد استشهاد البطل معاذ.
وبحب وعطاء غرس الطالب يزن أبو حامدة من مدرسة الرشيد شجرته لتكون شعلة الأمل لأرواح الشهداء. يقول إن مشاركته جاءت من حزنه الشديد على شهيد الواجب والحق معاذ، مبيناً أنه متحمس جدا للمبادرات الخلاقة التي تجّمل المجتمع.
وعبر عن سعادته الكبيرة من المبادرة واحياء روح المشاركة بين الجميع وتكاتف الأردنيين جميعاً في صف واحد لنبذ الارهاب والتطرف، وزرع القيم والمبادئ والاخلاق.
وعبرت الطالبة روما سبانخ من المدرسة الوطنية الأرثوذكسية، عن سعادتها بهذه اللفتة الجميلة التي تخلد أرواح الشهداء، مبينة أن مشاركتها أقل ما يمكن فعله من أجل شهدائنا الأبرار. واشارت إلى أنها تشعر بحزن وألم ووجع كبير نتيجة استشهاد البطل معاذ، غير أن ما يصبرها هو غرس الاشجار لتنمو وتكبر كرمز يمثل معاذ الشجاع، فلا شيء أفضل من زرع أشجار الزيتون والسرو للتعبير عن هذه المعاني العميقة.

اضافة اعلان

[email protected]