لنزحلق زحالقة

لنزحلق زحالقة
لنزحلق زحالقة

يديعوت أحرنوت

دوف فايسغلاس

20/5/2010

خلال أحداث "يوم النكبة" في رام الله أعرب النائب جمال زحالقة عن أمله بأن يأتي يوم يعود فيه اللاجئون العرب إلى كل مكان غادروه في نطاق إسرائيل، وأن تكف هذه عن الوجود كدولة يهودية – صهيونية.

اضافة اعلان

رغبة عضو الكنيست في طرد اليهود من كل مكان في البلاد معروفة جيدا. فقبل بضعة أشهر فقط، في مقابلة تلفزيونية وصف وزير الحرب إيهود باراك بأنه "قاتل أطفال يحب الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية". وعندما طلب منه أن يغادر الاستوديو، هتف في طريقه إلى الخارج: "هنا الشيخ مؤنس". بمعنى: هذا المكان أيضا (رمات أفيف) – هو مكاني". زحالقة لا ينتمي إلى البارزين بين أعضاء الكنيست في كل ما يتعلق بالتشريع. ومساهمته البرلمانية في تقليص الأزمة العسيرة لناخبيه، عرب إسرائيل، تكاد لا تكون معروفة. وأساس نشاطه يوظف من قبل الدول العربية ومن قبل الفلسطينيين. وهو يفعل ذلك، رغم أنه يعرف أن هجومه المتواصل على الدولة يزيد العداء بين اليهود والعرب، ويساعد من يرغب في إلحاق الأذى بجمهوره.

ويختلف زحالقة مع زملائه، أعضاء الكنيست العرب، في مقدار الكراهية الحقيقية التي يكنها لإسرائيل ومواطنيها اليهود. ومع أن كل زملائه ينجحون بين الحين والآخر في إثارة حفيظة الأغلبية اليهودية بأقوال قاسية وزائدة، فإن معظمهم يتصرفون هكذا لاعتبارات سياسية – قطاعية وليس بالذات انطلاقا من الكراهية. لكن كراهية زحالقة لإسرائيل ليست ضرورة سياسية، كما يفترض تراث زعيمه السابق عزمي بشارة، بل الكراهية الصادقة، المستقلة والأصيلة، التي تصاغ بشكل واضح وطلاقة، هي ثمرة التعليم الفائق الذي منحته إياه إسرائيل الكريهة.

إذن ما العمل مع زحالقة؟ لو كان في سورية، موضع حبه الأكبر، شخصية عامة تتجرأ على شتم السلطة، لكانت اختفت بالأحرى. وفي غزة، وهي أيضا من مطارح أمانيه، كانت شخصية كهذه سيلقى بها من الأسطح أو تطلق النيران على الأرجل، وربما هذا وذاك معا. عندنا، الحمد لله، هذا لن يحصل. كلما أغضبنا، تكون سلامته الجسدية مضمونة ولن يمسه احد. وستحرص المخابرات وحرس الكنيست والشرطة، الفروع الثلاثة الفظيعة لنظام الشر الصهيوني ستحرص على أمنه.

كما أن جهاز القضاء هو أيضا لن يتخذ أي إجراء ضده. وهو "يختنق" من وفرة التمييزات بين "التحريض" و "الإثارة على التمرد"، المحظورين حسب القانون، وبين الانتقاد المسموح به، ويده قصيرة عن الانشغال كما ينبغي به وبأمثاله. وربما يكون ذلك أمرا جيدا، لأن زحالقة هو أساسا مشكلة اجتماعية وسياسية وليس قضائية.

المجتمع الإسرائيلي، الذي يرغب في معظمه بالتعايش النزيه بين اليهود والعرب في هذه البلاد، هو الملزم بأن يمنع، في ظل استخدام الأدوات المناسبة، مواصلة الإساءة من هذا المحرض. وفي كل ما يتعلق بالوسائل الوقائية الاجتماعية، ليس هناك أفضل من نصيحة زحالقة نفسه: في العام 2007، عندما بحثت فكرة انخراط الشبان العرب في الخدمة الوطنية، اقترح النائب الغاضب على المجتمع العربي "لفظ" المتجرئين على التطوع في أي إطار إسرائيلي. مقاطعة ونبذ وتجاهل "الخطائين".

وبالفعل، وسائلك مقبولة: يجدر بالمجتمع أن ينبذ، يقصي ويقاطع زحالقة. في كل مكان على الإسرائيليين النزيهين أن يتجاهلوه: لا يتبادلوا معه كلمة، ولا يبيعوه في المحلات، ولا يخدموه في المطاعم، ولا يصلحوا سيارته ولا يسدوا ثقوبا في أسنانه. لا شيء. في كل مكان يظهر فيه عليهم أن يقولوا له "اخرج" (حتى لو صرخ: "هنا الشيخ مؤنس")، أو أن ينهضوا ويذهبوا.

في موقع الكنيست ستجدون صورته. المؤسسة الرسمية والسياسية يجب أن تحتمله وتعاني منه. أما نحن فلسنا ملزمين.

وعندما سينبذ، فلعله يرضى، ويدعنا لشأننا، وينضم إلى زعيمه المنفي بشارة في أحد معاقل الحرية وحقوق الانسان التي تتوق نفسه لها.