لنفهم منطق العدو

إسرائيل هيوم

يوسي بيلين  10/10/2018

من الصعب ألا تثور الأعصاب لقراءة المقابلة في "يديعوت احرونوت" مع زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار. من الصعب هضم فكر الرجل، الذي قضى معظم سنوات عمره الراشدة في السجن الإسرائيلي، ونجت حياته بفضل العملية الجراحية لإزالة الورم السرطاني الدماغي في مستشفى إسرائيلي. فهو يبرر استخدام العنف بدعوى أن "المقاومة المسلحة" هي حق مكتسب في القانون الدولي. وعليه، فإنه لا يخشى قرارا محتملا من محكمة الجنايات الدولية.اضافة اعلان
إن حقيقة أن حماس انتخبت بأغلبية الأصوات في الانتخابات في 2006 للمجلس التشريعي الفلسطيني، الذي تأسس وفقا لاتفاق اوسلو، والذي يستوجب انتخابات ديمقراطية، لا تلزمه، أغلب الظن، بالاعتراف بالاتفاق ذاته. فهو يفضل عرض الاتفاق كمؤامرة إسرائيلية، جاءت لتضمن استمرار الاستيطان في المناطق. ولكن من المهم أن نفهم منطق هذا العدو اللدود، والفحص إذا كان ممكنا حياله أيضا ايجاد سبيل لمنع جولة العنف التالية، التي ستجبي ثمنا زائدا من الطرفين.
يتحدث السنوار عن وقف مطلق للعنف من الطرفين، مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة. وهو يعارض بشدة تجريد غزة من الصواريخ وغيرها من السلاح، ولكنه يعد بعدم استخدامها إذا ما بقي الهدوء. وهو يحرص على التشديد، بخلاف واضح عن محمود عباس، الذي يرفض استخدام السلاح ضد إسرائيل في أي ظروف كانت، بأنه حتى لو كان لا يريد الحروب، فهذا لا يعني أنه لن يقاتل.
ولكن فضلا عن هذه الأقوال، يتبين السنوار كمن تعلم إسرائيل حين كان في السجن. فهو يعرف كيف يكتب، يقرأ ويتكلم العبرية، بل ولديه ثناء لليهود الذين عرفوا كيف يخترعوا ويجددوا (مقابل الإسرائيليين الذين يركزون على الأدوات الهدامة). وهو لا يلمح بالاعتراف بإسرائيل، ولكنه مستعد للاكتفاء بحدود 1967، ولا يتجاهل المعاناة التي يتعرض لها الاطفال في الطرف الآخر من الحدود.
ينبغي الانصات للسنوار، الذي يعترف بأنه في المواجهة بين اربعة أطفال مع مقاليع وبين سلاح الجو الأكثر تسليحا في المحيط، فإن المقاليع ليست هي التي ستتغلب. ولكن ينبغي أيضا أن نتذكر تهديدات السادات في بداية السبعينيات عن "سنة الحسم"، والاستخفاف بها من جانب غولدا مئير.
إن أم كل الخطايا كانت موافقة رئيس الوزراء اريئيل شارون على قبول طلب الرئيس بوش الابن السماح بمشاركة حماس في الانتخابات، بخلاف اتفاق اوسلو، الذي يمنع مشاركة مؤيدي الارهاب في المسيرة الديمقراطية. ولكن لا يمكن اعادة الزمن إلى الوراء.
الخطوة المفضلة في هذه اللحظة هي تأييد إسرائيلي لحكومة وحدة فلسطينية، تكون قابلة للحوار معنا ومسؤولة عن قطاع غزة أيضا. فهي ستحرص سواء على منع العنف من القطاع أم على إعادة بنائه. في هذا الوضع لن تجري إسرائيل حوارا مع مندوبي حماس في حكومة الوحدة الفلسطينية، طالما استمر موقفهم في أن يكون مثلما عبر عنه زعيمهم في المقابلة.