لن تمر دعوات التطبيع

في هذه المرحلة، وجراء عوامل وأسباب عديدة، تعلو أصوات في الوطن العربي، تدعو للتطبيع مع إسرائيل، وتعتبرها دعوة من أجل السلام في المنطقة، وتصور إسرائيل كحمامة سلام، والعرب هم الذين يرفضون السلام من خلال عدائهم لإسرائيل.اضافة اعلان
طبعا، هذه الأصوات قليلة، ولكن تجد المنابر الإعلامية، ومنها إسرائيلية، للترويج وللدعاية لهذه الدعوة، وتضخيمها بحيث تظهر وكأنها دعوة واسعة ويتبناها كثيرون من ابناء العروبة.
ومع أن هذه الدعوات لا تجد صدى عربي، وهناك استهجان ورفض واسعين لها على المستويات الشعبية في كل البلدان العربية، إلا أن مطلقيها يواصلون الترويج لها، وعدم الالتفات للرفض والادانة وذلك بهدف اعطاء ايحاء بان تيارا عربيا شعبيا وأهليا يتشكل للمطالبة باقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل.
ولذلك، فان أي تغريدة، أو تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤيد لإسرائيل يطلقه عربي، حتى ولو كان اسما أو موقعا وهميا، يجد من يروج له، ويساعد على نشره على نطاق واسع، كأنه يعبر عن الأغلبية العربية الصامتة.
ودائما تصور هذه الدعوات التطبيعية، إسرائيل كجهة تحب السلام مع العرب، وأن الفلسطينيين، والعرب هم المعتدون، والوحش الذي يرغب بابتلاع إسرائيل.
وبطريقة مخادعة، فان مطلقي هذه الدعوات التطبيعية، يبدون، وكأنهم اكتشفوا الحقيقة الآن، بعد أن خدعوا طويلا، وبعد أن صورت لهم إسرائيل كعدو، فيما هي حمل وديع يحب العرب، ويرغب بالعيش بسلام، فيما باقي العرب حتى من أقاموا معها علاقات دبلوماسية لايريدون ذلك، ويخفون حقيقتهم.
هذه المبررات غير المقنعة، تنتشر هذه الأيام، ويحاول مطلقوها كما قلنا سابقا الترويج لها، وكأنها تمثل موقفا لتيار عربي شعبي بدأ يتشكل، وهو في طور التوسع والانتشار.
يستغل مطلقو هذه الدعوات الظروف الداخلية للكثير من الدول العربية والتي أدت إلى انكفاء داخلي، في محاولة لحل المشاكل المحلية لكل دولة.
ولكن، الأمور لا تستقيم لهم، ولن ينجحوا في دعواتهم، وفي تشكيل هذا التيار.. لن نحتاج إلى التدقيق العميق لمعرفة، أن تشكيل تيار شعبي مؤيد للكيان الإسرائيلي العدو، لن ينجح.. فالغالبية الشعبية العربية، ومهما كانت انشغالاتها، ومسؤولياتها، تعتبر إسرائيل العدو الرئيس للعرب والدول العربية ولتطورها وقوتها ووجودها.
فمثلا، مقابل هذه الدعوات القليلة للتطبيع، نجد ردود فعل شعبية عربية واسعة وممتدة ترفض وتندد بهذه الدعوات وبمطلقيها، وتصر على التشهير بهم وفضح اهدافهم ونواياهم.
لن تنجح هذه الدعوات في التوسع حتى ولو كان بعض مطلقيها، من المعروفين في الساحة العربية.. فالضمير العربي ينتصر دائما للحق العربي، ويعرف تماما أن هذا الكيان المزروع في وطننا العربي مصدر للشر والعدوان والقتل، ولا يأتي منه إلا الكره والحقد والدم.