لوم الذات والتركيز على السلبيات يفقدانك النجاح

Untitled-1
Untitled-1

علاء علي عبد

عمان- عندما يشعر المرء بأن الأمور تسير عكس رغباته، يكون عليه بداية التنبه إلى أن المشاعر القوية التي تنتابه ليست سوى فقاعات كاذبة.اضافة اعلان
عندما يجد المرء نفسه تأخر في الاستيقاظ من النوم ووصل مكتبه متأخرا نصف ساعة مثلا ليجد بأن الاجتماع المهم الذي عقده المدير قد بدأ منذ فترة، علما أن مديره أكد عليه أمس أن يكون أول الحاضرين لهذا الاجتماع، من السهل في هذه الحالة أن تخبره مشاعره بأن كل شيء يسير عكس ما يريد، وهذا ليس صحيحا على الإطلاق.
من المعروف أن النجاحات الاستثنائية تتولد من رحم المعاناة، لكن هذا يتطلب عدم السماح لغيوم تلك المعاناة أن تخيم على المرء وتجعله لا يرى إلا ما هو سلبي في حياته. ولمعالجة هذا الأمر يمكن اللجوء للنصائح الآتية:

  • لا تركز على الجانب السيئ: عندما تسير الأمور فيما يتعلق ببضعة أشياء، عكس ما يتمنى المرء أو عكس تخطيطاته، يتولد لديه ميل نحو التركيز على كل ما هو سيئ في حياته سواء في حاضره أو حتى ماضيه.
    لكن احرص على تجنب هذا الميل. يركز محترفو قيادة السيارات السريعة على توجيه سياراتهم لأبعد نقطة يمكنهم أن يرونها، هذا يعني أنهم لا يركزون على الحائط الجانبي للطريق الذي يسلكونه لأنهم ببساطة يدركون أنهم لو قاموا بالتركيز على ذلك الحائط فسيصطدمون به لا محالة حتى لو كانوا يحفظون هذا المسار عن ظهر قلب.
    الأمر ذاته ينطبق على حياة كل منا، فأينما يكون تركيزنا يكون اتجاه حياتنا نحوه. أيضا من المناسب أن نعلم بأن الأحداث الجيدة والسيئة تحدث طوال الوقت، لكن الفارق بين شخص وآخر يكون الجهة التي يوجه تركيزه عليها.
  • تجنب الإفراط بلوم نفسك: يعد لوم المرء نفسه من الأمور الشائعة بين معظم الناس إن لم يكن كلهم، يكفي أن نذكر بأن أحاديث النفس التي تدور داخل كل منا ترتكز على أننا المحور الأساسي لهذا العالم، وبالتالي فأي نتيجة سيئة يحصل عليها المرء يكون هو المسبب لها.
    هذا الأمر يعبر في جزء كبير منه عن الحقيقة بالفعل؛ فالأحداث السيئة التي يعيشها المرء غالبا ما تكون بسبب أفكاره أو كلماته أو أفعاله، لكن هذا لا يعني أن توجيه اللوم القاسي للنفس سيجعل الأمور أفضل، بل إن الإفراط بلوم النفس يمكن أن يجعل الأمور تزداد سوءا. باختصار يجب أن تعلم بأن الأمور عندما لا تسير كما يجب وتزداد الصعوبات لا يوجد سوى شخص واحد يستطيع إنقاذك من هذا المأزق، هذا الشخص هو أنت، وهنا هل من المنطق أن الشخص الوحيد على الأغلب الذي يمكنه إنقاذك تقوم بإغراقه باللوم والعتاب؟