ليبيا: حكومة الوفاق تتسلم مقرات رسمية وتنتظر ثقة البرلمان

وزير خارجية بريطانيا يتحدث خلال مؤتمر مشترك مع عضو في حكومة الوفاق الوطني الليبي أمس-(ا ف ب)
وزير خارجية بريطانيا يتحدث خلال مؤتمر مشترك مع عضو في حكومة الوفاق الوطني الليبي أمس-(ا ف ب)

طرابلس - تسلمت حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس مقري وزارتين في طرابلس، وذلك للمرة الأولى منذ دخولها العاصمة وبدء عملها من قاعدتها البحرية، فيما يعقد البرلمان المعترف به جلسة مرتقبة للتصويت على منحها الثقة.اضافة اعلان
في هذا الوقت، قام وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بزيارة دعم الى الحكومة قبيل اجتماع لوزراء الخارجية والدفاع الاوروبيين لبحث طبيعة المساندة التي ستقدمها دولهم لحكومة الوفاق والية تطبيقها.
ونشر موقع البرلمان في طبرق (شرق) على موقعه جدول اعمال جلسة أمس والذي يشمل التصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق وتعديل الدستور لتضمينه اتفاق السلام الموقع في كانون الاول (ديسمبر).
وقال نائبان ان النواب الذين حضروا الى مقر البرلمان يجرون مناقشات حيال حكومة الوفاق الوطني قبيل بدء الجلسة، وهو ما أدى إلى تأخير انطلاقها باعتبار ان جلسات البرلمان عادة ما تعقد عند فترة الظهر.
وأوضح أحد النائبين "نريد أن نتوصل إلى توافق قبل بدء الجلسة".
وأعلن رئيس بعثة الامم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر في تغريدة على موقع تويتر انه وصل الى طبرق للقاء عقيلة صالح وتشجيع النواب على التصويت.
وكان البرلمان فشل نحو عشر مرات في عقد جلسة للتصويت على الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بفعل عدم اكتمال النصاب القانوني لهذه الجلسات في ظل غياب عدد كبير من النواب الذي يتهمون اعضاء اخرين رافضين للحكومة بتهديدهم.
وانبثقت حكومة الوفاق الوطني من اتفاق السلام الذي وقع في المغرب في كانون الاول (ديسمبر) بواسطة الامم المتحدة من قبل اعضاء في برلمان طرابلس (غير المعترف به) وبرلمان طبرق المعترف به دوليا. لكن التوقيع حصل بصفة شخصية.
وفي ظل فشل البرلمان في طبرق في عقد جلسات للتصويت على الحكومة، وقع مئة نائب من 198 من اعضاء هذا البرلمان بيان تأييد لحكومة الوفاق.
وتواجه حكومة الوفاق الوطني عقبة رئيسية في سعيها لبسط سيطرتها على البلاد تتمثل في رفض الحكومة الموازية في شرق ليبيا، والتي كانت تحظى باعتراف المجتمع الدولي حتى ولادة حكومة الوفاق، تسليمها السلطة قبل نيلها الثقة في البرلمان.
ومنذ وصولها الى طرابلس في نهاية آذار (مارس) الماضي، تعمل حكومة الوفاق الوطني من قاعدة طرابلس البحرية التي تتخذها مقرا.
وللمرة الاولى، تسلمت الحكومة أمس مقري وزارتين، حتى قبل معرفة نتيجة تصويت البرلمان.
وقال بيان صادر عن المكتب الاعلامي للحكومة ان وزير الدولة في حكومة الوفاق محمد عماري قام بتسلم مقري الوزارتين "ممثلا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.
وأوضح مسؤول في المكتب الاعلامي ان الوزارتين اللتين تم تسلم مقرهما هما الشؤون الاجتماعية والإسكان، بينما تم تاجيل تسلم مقر وزارة الشباب والرياضة الى وقت لاحق.وكان نائب رئيس حكومة الوفاق احمد معيتيق اعلن أول من أمس خلال مؤتمر صحافي في طرابلس مع رئيس بعثة الامم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر "نحن نسعى لاستلام المقرات الرئيسية للحكومة".
واضاف "هناك اكثر من ستة مقرات جاهزة للتسليم، ثلاثة منها سيتم تسليمها يوم الغد وسيكون التسليم اداريا". والوزارات الثلاث هي الاسكان والمرافق، والشباب والرياضة، والشؤون الاجتماعية.
في هذا الوقت تواصلت زيارات الدعم الاوروبية الى حكومة الوفاق، حيث وصل وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الى طرابلس أمس في زيارة غير معلنة التقى خلالها السراج واعضاء حكومته.
واكد هاموند في مؤتمر صحافي دعم بلاده لهذه الحكومة واستعدادها لتدريب قوات ليبية، معتبرا "انه اذا كانت الظروف ملائمة لهذا البرنامج (التدريب) بأن ينفذ في ليبيا او في دولة مجاورة، فانه سيكون اكثر نجاحا من محاولة تنفيذه في اوروبا".
وتأتي زيارة هاموند الى العاصمة الليبية في اطار سلسلة زيارات دبلوماسية تهدف الى اظهار الدعم الاوروبي لعمل حكومة الوفاق الوطني.
وزار طرابلس على مدى الاسبوع الماضي وزراء خارجية ايطاليا وفرنسا والمانيا، وكذلك سفراء فرنسا واسبانيا وبريطانيا، ما انهى قطيعة سياسية فرضها المجتمع الدولي على العاصمة لاكثر من عام ونصف
 عام.
وكان كوبلر اعلن في طرابلس أول من أمس ان موظفي البعثة الاممية عادوا الى العاصمة الليبية للعمل منها، بعد اكثر من عام ونصف عام من مغادرتها والعمل من تونس.
كما تأتي زيارة هاموند قبل ساعات من اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي ووزراء دفاعه مساء لمناقشة الازمة الليبية وسبل دعم حكومة الوفاق الوطني، على ان يشارك السراج في جلسة المناقشة عبر الفيديو.
وشددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أمس في لوكسمبورغ على ان الاتحاد "يعمل" على "مشاريع ملموسة" دعما لحكومة الوفاق الليبية على الصعيدين الاقتصادي والامني.
وقال وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت لدى وصوله الى لوكسمبورغ "لا بد من ان تبدأ حكومة الوفاق الوطني العمل في افضل الظروف".
وتبدي دول الاتحاد الاوروبي والدول المجاورة لليبيا قلقها من سعي تنظيم الدولة الاسلامية الى التمدد في هذا البلد بعد سيطرته على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) وهجومه على موانئ النفط الرئيسية في شرق
 البلاد.
وتتطلع ايضا دول الاتحاد الاوروبي وعلى راسها ايطاليا الى تفعيل عملية مكافحة الهجرة غير الشرعية انطلاقا من ليبيا التي يبحر من سواحلها في الاسابيع الاخيرة آلاف المهاجرين سعيا للوصول الى السواحل الاوروبية التي تبعد حوالى 300 كلم فقط عن ليبيا.في الأثناء، قتل 26 عنصرا على الاقل من القوات الموالية للبرلمان المعترف به دوليا في شرق ليبيا في خمسة ايام من المعارك في مدينة بنغازي، بحسب ما نقلت وكالة الانباء القريبة من البرلمان عن مصادر طبية وعسكرية.
وقال خليل قويدر مدير مكتب الإعلام في مركز بنغازي الطبي لوكالة "وال" ان "المركز استقبل 13 شهيدا و32 جريحا جراء الاشتباكات التي شهدتها بنغازي" (الف كلم شرق طرابلس).-(وكالات)