مؤتمر المعرفة الأول يناقش الاستفادة من التراث في تعزيز التنمية

 دبي - ناقش مؤتمر المعرفة الأول الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في افتتاح أعماله أول من أمس موضوع التراث العربي وكيفية الاستفادة منه في تعزيز مسيرة التنمية في العالم العربي.

اضافة اعلان

وتحدث بروفسور التاريخ في جامعة باريس الخامسة الدكتور رشدي راشد في جلسة نقاشية حملت عنوان"تراثنا العلمي في عالم اليوم" ضمن فعاليات اليوم الأول من المؤتمر عن وضع التراث العلمي العربي في عصرنا الراهن وآفاق دراسته ارتباطا بتاريخ العلوم.

وقال الدكتور راشد في مستهل ورقته انه"للحديث عن التراث العلمي العربي لا يكفي احصاء عدد المؤسسات التي يتم فيها البحث في مضمونه فهي لا تعد على أصابع اليد الواحدة ولا عدد الباحثين فيه فهم فئة قليلة العدد مختلفة التكوين ولا أسماء الدوريات والكتب المتخصصة في كتابة تاريخه" التي أكد ندرتها أيضا.

وتابع "علينا أولا أن نقف أمام سؤال ما انفك يلح على كل من يريد أن يفهم موقع هذا التراث من الارث الإنساني وكيف كان تصور موقعه منه ولهذا علينا أن نعرف قبل كل شيء أين ومتى بدأ البحث في هذا التراث وعلى أيدي من وماذا كان الهدف حتى نستشف ما هو عليه اليوم".

وشخص الدكتور راشد بعضا من المشكلات التي يواجهها هذا الموضوع واصفا تلك المحاولات بـ"المقدمات" التي كتبها العلماء وبأنها "لم تكن تاريخا لهذا العلم أو ذاك وانما كانت تذكرة بنتائج السلف لبيان ما انتهوا اليه قبل البدء في البحث الجديد" مؤكدا أن تلك المقدمات "لا تعد تأريخا وإن كانت أحد مصادر التأريخ فيما بعد.

وخلص الى أن"على المؤرخ تتبع وصف البنيات النظرية وظروف تكونها وما قامت عليه"مستعرضا جهود الدارسين الغربيين في استقصاء التراث العلمي العربي خلال مرحلة عصر النهضة.

وفي هذا السياق قال الدكتور راشد إن"بضاعتهم من العالم العربي لم تكن غنية ولا كافية لفهم ما تم إذ انها لم تكن سوى أصداء حملتها اليهم الترجمات اللاتينية القديمة للعلوم العربية".

وتابع "ما لبثت صورة العالم العربي في مجرى القرن الـ(19)أن تغيرت واكتست بشوائب عدة فقد نظر في هذا القرن وبتأثير من الفلسفة الرومانسية الألمانية والمدرسة اللغوية التي تولدت منها الى التراث العلمي العربي على أنه خزانة لترجمات يونانية واعتبر علما يونانيا محدثا".

وأثارت تلك الورقة الكثير من الحوارات التي ناقشت الأفكار الواردة فيها إذ أكد العديد من المشاركين خلال تعقيباتهم على ثراء التراث العلمي العربي واسهاماته في مسيرة الحضارة الإنسانية غير أن حقيقة هذا التراث وعطاءاته الفكرية والعلمية تكاد تكون مجهولة لدى المجتمعات الغربية والشرقية غير المسلمة وحتى لدى بعض المجتمعات المسلمة أحيانا باستثناء نفر قليل من الدارسين والمهتمين.

وشدد المشاركون على أهمية تكريس صورة نمطية عن العقل العربي والتي ينبغي العمل على تصحيحها من خلال العمل على الحضور الفاعل لتراثنا العلمي في عصرنا الراهن والمبادرة الى توحيد جهود العاملين على تقديم هذا التراث الى العالم.